مصير مفاوضات جنيف " 3 ".. المكتوب من عنوانه !
عندما تبدأ المحادثات الرسمية بين دي ميستورا وبين وفد النظام السوري في جنيف قبل أن تعلن المعارضة موافقتها على الحضور ، يصبح " المكتوب مقروءا من عنوانه " كما يقال .
وعندما تطالب المعارضة بوقف الضربات الجوية وإدخال المساعدات إلى المدن والقرى المحاصرة ، وكأن قضية السوريين هي قضية إنسانية فقط (على أهميتها)، يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما تؤكد المعارضة أنها لن تجلس للمفاوضات إلا بعد تنفيذ شروطها ، وقبل تنفيذ هذه الشروط يغادر 42 مفاوضا منها إلى جنيف " حتى وإن غادروها احتجاجا في عودة لن تطول " يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما يقول الناطق الإعلامي باسم المعارضة : إن وفدها تلقى ضمانات أمريكية عبر "الهاتف" يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما يخرج منذر ماخوس مبررا تراجع المعارضة عن شروطها بقوله : إن بيان المعارضة " الذي برر المشاركة " نص على أنها ستدخل " عملية سياسية " وليس " العملية السياسية " تتجلى المسخرة بكل أبعادها ويصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما يعلن أكثر من مصدر أمريكي بأن نظام الأسد لا يشكل خطرا على إسرائيل يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما يصبح بيان جنيف " 1 " في خبر كان ، يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما لا تمانع المعارضة استمرار قصف مناطق تسيطر عليها قوات البغدادي ( نصف سوريا ) وكأن الذين يستعبدهم التنظيم الإجرامي ويقتلون بالقصف الروسي ليسوا سوريين يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما تكشف مصادر غربية وصحف عريقة أن كل قضايا الشرق الأوسط طرحت على طاولة المباحثات النووية مع إيران وحسمت لصالح طهران فإن المكتوب يصبح مقروءا من عنوانه .
وعندما كشفت ذات المصادر أنه لولا التدخل الروسي في المحادثات النووية لما وقع الإيرانيون الإتفاق وأن الأمريكان الآن يكافئون موسكو وطهران في سوريا يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما يحضر صالح مسلم المتحالف مع الأسد والذي أحرق عشرات القرى العربية وهجر مواطنيها إلى جنيف بدعوة رسمية من وزارة الخارجية يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما يصبح لافروف هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في مختلف الإشكالات العارضة أو الأصيلة يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما تحلق طائرة روسية مقاتلة في الأجواء التركية في تحد صارخ عشية وصول المعارضة إلى جنيف يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما يتراجع الدعم الأوروبي للسوريين لدرجة إعلان السويد طرد عشرات الآلاف وإشهار أسلحة في وجوههم من قبل الأهالي في مدن فرنسية بدون تدخل الشرطة يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما وقعت باريس مع طهران على صفقة بـ 15 مليار دولار يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
وعندما يحتفل بروحاني في روما يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
والأخطر من كل هذا : عندما يكون قرار مجلس الأمن 2254 المتضمن إبقاء الأسد في السلطة وتشكيل حكومة وحدة وطنية معه هو المرجعية الوحيدة للمفاوضات في جنيف وتقبل المعارضة بذلك يصبح المكتوب مقروءا من عنوانه .
كل شيء في هذا الزمان السوري الأليم يمكن قراءته من عنوانه ، إلا أن نرى نصا آخر مكتوبا بيد سورية وعربية غير مرتجفة ، يتضمن أسماء مئات الآلاف من الضحايا الذين قتلهم الأسد :
نصا منقوشا في الصخر ، لا مخطوطا على الرمال .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews