أول عملية زراعة لقلب اصطناعي بفلسطين
جي بي سي نيوز :- بضع كلمات تحدث بها أحمد وبعض خطى مشاها على الأرض كانت كفيلة بأن تعيد لأمه سعاد الأمل من جديد في حياة طبيعية لابنها المريض بالقلب، بعد أن تكللت عملية لزراعة قلب اصطناعي هي الأولى من نوعها فلسطينيا بالنجاح.
وفي عملية زراعة القلب الاصطناعي التي أجريت للشاب أحمد سياعرة (19 عاما) فإن القلب الطبيعي بقي مكانه، في وقت يعمل القلب الاصطناعي ويساند البطين الأيسر ويعد المضخة الرئيسية للدم بالجسم.
وبعد أقل من أسبوع من إجراء العملية للشاب سياعرة -الذي ينحدر من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية- بدت حالته أفضل من السابق واستقبل زائرين كثرا جاؤوا للاطمئنان عليه بينهم رئيس الوزراء رامي الحمد لله، كما اطمأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عليه هاتفيا.
وبابتسامة عريضة، أكد سياعرة أن "الأمل" كان ولا يزال موجودا لديه، بل إن شعوره بحياة أفضل بات أقوى بعد العملية، ولا شيء مستحيل إذا توفرت الإرادة والإيمان بالله وبأن لكل مرض علاجا.
ويقول سياعرة في حديثه للجزيرة نت إنه وعائلته لم يدخروا جهدا في البحث عن العلاج، حتى اهتدوا لمستشفى النجاح الجامعي بمدينة نابلس قبل عدة أشهر، ليتكلل العلاج بنجاح زراعة قلبه الاصطناعي.
وأمام أمل أحمد بالشفاء التام والعودة لحياته الطبيعية، تقف سعاد سياعرة (أم أحمد) بقوة إلى جانب ابنها وتشد من عضده ليتجاوز المرحلة "الصعبة" التي عاشها لا سيما عدم تمكنه من المشي والنوم.
وتقول أم أحمد للجزيرة نت إن ابنها كان يعاني من فشل في عمل عضلة القلب يبلغ 90% إضافة إلى تضخم واحتقان بالقلب استمر أكثر من ثلاث سنوات.
وأجرى فريق طبي متخصص، يترأسه استشاري جراحة وزراعة القلب والرئة البروفيسور الطبيب سليم الحاج يحيى، عملية زراعة القلب الاصطناعي لأحمد بمساعدة خمسة عشر طبيبا مختصا في مختلف المجالات، واستغرقت العملية أكثر من عشر ساعات.
ويقول الحاج يحيى للجزيرة نت إن هذا الإنجاز يُسجل لهم بقوة لكون العملية أجريت لأول مرة بفلسطين وسط ظروف صعبة احتلالا واقتصادا، وإن تميزها وجديدها ينبع من كونها تمت بأيد فلسطينية.
ويضيف أن الإعداد لها استغرق أكثر من عام، تم خلاله توفير الأجهزة والمعدات الطبية وفق المواصفات العالمية، وجرى تدريب الفريق المختص، كما أخضع أحمد لعلاج مكثف داخل المستشفى لثلاثة أشهر، تهيأ خلالها للعملية بالتخلص من المياه الزائدة وأعطي منشطات للقلب ومميعات للدم.
ويقول الحاج يحيى الذي أجرى عمليات مشابهة بدول عربية وأوروبية، إن القلب الاصطناعي مكوّن من مادة التايتانيوم بتكنولوجيا متقدمة جدا تعتمد على المجال المغناطيسي في عملها الذي يشابه عمل التوربيد، وتستمد طاقتها من بطاريات طويلة الأمد.
وأكد أن شواهد كثيرة دلت على تحقيق تقدم في عملية أحمد عبر تحاليل للدم والقلب الاصطناعي والرئتين، إضافة لاستيقاظه مباشرة عقب العملية وتحدثه لأقاربه وبعض خطى مشاها.
وتصل تكاليف العملية عالميا لربع مليون دولار، لكنها لديهم تقدر فقط بـ35% من المبلغ أي بمعدل 100 ألف دولار، لكون الكادر الطبي والتقني فلسطيني بامتياز، وأن العملية أجريت داخل فلسطين.
واللافت -والكلام للطبيب الحاج يحيى- أن القلب الاصطناعي يعمل لسنين طويلة، وأن المريض يتعايش معه، ويقول إنهم يجرون أبحاثا عالمية لتطوير عمله بتوفير إمكانية شحن بطارياته لا سلكيا، مؤكدا أن لديهم الآن جهازا يوضع للمريض تتم مراقبة وضعه الصحي من خلاله.
وأضاف الحاج يحيى أن وزارة الصحة تكفلت بتغطية الجزء الأكبر من علاج أحمد وأنهم سيتكفلون بالباقي، وسيخضعونه لرعاية طبية ونفسية وسيوفرون له مقعدا دراسيا بجامعة النجاح حيث يقع المستشفى لمتابعته عن قرب.
وبين الطبيب الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي يعد من أكثر المعيقات لهم، خاصة بتعقيده عملية توريد القلب الاصطناعي والأجهزة الخاصة لذلك وفرضه ضرائب جمركية عليها، لكنه يؤكد فوق هذا أن فلسطين أضحت جاهزة لاستقبال المرضى من الخارج.
وهذا ما أكده رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله في حديثه للجزيرة نت أنهم استطاعوا تخفيض التحويلات الطبية للعلاج داخل إسرائيل للنصف بتحويلها للمشافي الفلسطينية، وبيّن أنهم كحكومة يتبنون علاج هؤلاء المرضى وأيضا استقبال مرضى من الخارج.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews