ندرة المواهب العالمية
سعادتي كبيرة بفوز (الظاهرة) ميسي للمرة الخامسة بلقب أفضل لاعب في العالم لأنني برشلوني أولاً ومن عشاق فن ميسي ثانياً.
ـ صحيح أنني كنت أتمنى فوز الشاب المجتهد نيمار نظير تألقه وكفاحه لدرجة أنه وصل سريعاً ليقف منافساً لميسي وكريستانيو على اللقب لكن علينا احترام نتيجة التصويت خصوصاً أن اللقب راح للاعب يرتدي شعار برشلونة.
ـ اللافت للنظر وما يثير التساؤل والنقاش هو هل أننا أمام شح وندرة في المواهب على مستوى العالم؟
ـ ما يثير ذلك هو أن لقب أفضل لاعب في العالم انحصر خلال آخر 8 أعوام بين لاعبين فقط هما ميسي وكريستانيو رونالدو.
ـ لم يخرج اللقب منذ عام 2008 عن أحد النجمين وهما بالفعل يستحقان أن يكونا على المنصة وأن يتناوبا الفوز باللقب مع أفضلية لميسي (5 مرات).
ـ السؤال هنا.. هل هما بالفعل وحدهما الأفضل؟ ولا يوجد في ملاعب العالم من يستحق أن ينافسهما؟ أم أن أعين النقاد والمراقبين محصورة على ملاعب أوروبا المتقدمة (إسبانيا ـ فرنسا ـ إنجلترا ـ ألمانيا ـ إيطاليا).
ـ مجلة (فرانس فوتبول) التي تقدم الجائزة تعد مجلة عالمية شهيرة ذائعة الصيت واسعة الانتشار ولا أعتقد أنها تحصر اهتمامها بملاعب هذه الدول.
ـ أفهم أنه قد لا يكون هناك لاعب في آسيا يستحق الأفضلية على مستوى العالم لكنني أعتقد أن ملاعب إفريقيا (السمراء) وملاعب أمريكا الجنوبية تضم الكثير من النجوم والمواهب القادرين ليس ربما الفوز باللقب ولكن على الأقل المنافسة.
ـ كعشاق لكرة القدم هذه الكرة المستديرة المثيرة الممتعة ليس من مصلحتنا أن تندر المواهب أو يقل نجوم اللعبة لدرجة أننا لا نرى خلال 8 أعوام سوى نجمين يتنافسان على لقب الأفضلية العالمية.
ـ نريد أن تمتلئ ملاعب الكرة بالنجوم والمواهب والمبدعين الذين يصنعون المتعة ويشدوننا للمتابعة.
ـ من وجهة نظر شخصية أرى أن ملاعب العالم ما زالت تضم بل وتنجب العشرات وربما المئات من مواهب كرة القدم لكن ما يحجب هؤلاء المبدعين الموهوبين هو خطط اللعب التي بات يعتمدها كثير من المدربين.
ـ أساليب لعب كرة القدم اليوم باتت تعتمد بشكل كبير جداً على اللعب الجماعي (وهو أمر منطقي ومقبول لأنها لعبة جماعية) لكن هذه الأساليب أصبحت تحجب المواهب الفردية من البروز عدا ذلك النجم الخارق للغاية أمثال ميسي وكريستانيو ونيمار.
ـ المدربون يبحثون عن مصالحهم ومكاسب فرقهم وهذا يتحقق من خلال أساليب وخطط اللعب الحديثة التي أصبحت لا تعتمد فقط على الجماعية وإقفال اللعب، بل على إخفاء النجوم والمواهب.
ـ هذا من حقهم (أي المدربين)؛ لأنهم يبحثون عن المكاسب لكن ما ذنبنا نحن فقد افتقدنا للمواهب والمبدعين على المسطحات الخضراء.
ـ لا تصدقوا أن المواهب انعدمت أو باتت نادرة.. المدربون هم من قضوا على هذه العينة الممتعة من البشر.
ـ المشكلة أن هؤلاء النجوم يساهمون في صنع المدربين وإبرازهم بل وحتى المساهمة في منحهم الجوائز والألقاب.
ـ لا أعتقد أن لويس أنريكي هو أفضل مدرب في العالم بل لا أراه ضمن أفضل 20 مدرباً على مستوى العالم لكن نجوم برشلونة رفعوه عالياً لينال لقباً لم يحلم به لولا أنه درب الفريق الأفضل عالمياً (طبعاً من وجهة نظري).
ـ اللاعبون النجوم باتوا اليوم هم الذين (يبرزون) المدربين بينما المدربون هم الذين (يخفون) المواهب.
ـ لو رحل ميسي ونيمار وكريستانيو من سيخلفهم كمواهب ومبدعين؟ لا أتحدث عنهم كلاعبين لأن اللاعبين كثر لكن من نجحوا في فرض موهبتهم رغم اختلاف أساليب وخطط اللعب قلة لم يتجاوزوا عدد أصابع اليد الواحدة.
(المصدر: الرياضية 2016-01-14)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews