يديعوت : لماذا تناقضت خطابات أبو مازن الأخيرة مع بعضها ؟
جي بي سي نيوز - : ذكرت جريدة يديعوت الأربعاء أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن ألقى خلال الأسبوعين الماضيين خطابين بصورة غير عادية، بعد أن امتنع عن ذلك فترة طويلة، وقد ألقى كلمته الأولى خلال آخر يوم من أيام 2015 في الذكرى الحادية والخمسين لتأسيس حركة فتح، وبعد بضعة أيام ألقى الكلمة الثانية في بيت لحم.
وقد خيل للكثيرين أن الخطابين سيتمحوران حول المشاكل السياسية العاجلة والملحة وحول التصعيد الحالي، بيد أن أبو مازن خصص قسما كبيرا من كلمتيه لمسائل التشغيل والإسكان للشبيبة الفلسطينية، وتوجه إلى الشبيبة قائلا: إنهم مستقبل فلسطين، وأنه يتفهم مشاعرهم وأحاسيس الغضب والأزمة التي يعيشونها في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وانعدام أفق سياسي.
وقال: "نحن معكم كي نحول الغضب إلى طاقة إيجابية ومن أجل مواصلة البناء والتطوير للوطن والمجتمع الفلسطيني". وأسهب أبو مازن في التحدث عن الجيل الشاب وضرورة بناء مستقبل له وأفق تشغيل، وأعلن بصورة احتفالية عن إقامة صندوق قومي لدعم تشغيل الشباب. وفي بيت لحم طرح أبو مازن رؤيته لإسكان الأزواج الشابة والجهود المبذولة من أجل بناء وحدات سكنية للجيل المستقبلي.
تصريحات أبو مازن لم تأت من فراغ، فقد نشر المركز الفلسطيني لأبحاث استطلاعات الرأي العام الذي يترأسه الدكتور خليل الشقاقي استطلاعا مقلقا يعكس تتشدداا متزايدا في أوساط الجماهير الفلسطينية فيما يتعلق بعلاقات التصعيد ضد إسرائيل، فقد أعرب ثلثا المستطلعين عن تأييدهم للنضال المسلح ضد إسرائيل، وأعربوا عن اعتقادهم أن هذا النضال سيخدم القضية الفلسطينية أكثر من المحادثات السياسية. وقد قال الشقاقي في تحليله لنتائج الاستطلاع: أنه يعني استنكار الشبيبة الفلسطينية للزعامة الفلسطينية، واعتقادهم بأن الزعامة الفلسطينية لم تعد شرعية.
وفي نفس اليوم الذي نشر فيه الاستطلاع تطرق أبو مازن للتصعيد وقال: أن لهذا التصعيد ما يبرره، وقال: أنه تزايد جراء اليأس الذي يغمر الجيل الفلسطيني الشاب.
هذا وقد قام مركز أبحاث فلسطيني آخر بنشر استطلاع أجراه بين الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16-35 سنة كشف فيه عن مدى الشعور بالإحباط الذي يشعرون به،حيث قال 84% منهم أن مستقبلهم محاط بالأخطار، وقالت نسبة مماثلة أن الخيارات المطروحة أمام الجيل الشاب غير مريحة، وقال ثلثا المستطلعين: أن السلطة الفلسطينية لا تلعب دورا إيجابيا في الأحداث الحالية.
الزعامة الفلسطينية استقبلت الاستطلاعات المذكورة والتي تشير إلى الشعور بالإحباط وخيبة الأمل من قبل الجيل الشاب، إضافة إلى نسب البطالة المذهلة، كضربة موجعة، مما أثار مخاوف في إمكانية تحول الغضب في لحظة ما ضد السلطة الفلسطينية نفسها. لقد كانت كل تلك إشارات لأبو مازن جعلته بعد ثلاثة أشهر من الانتفاضة يعمل على تغيير اللهجة ويقوم بمحاولة لحل المشكلة الحقيقية التي تواجه حركة فتح في الفترة التي يبدو فيها استئناف المفاوضات السياسية غير وارد على المدى القريب. ( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews