كيف تُؤثر النزاعات المُسلحة في أفريقيا الوسطى على حاسبك المحمول؟!
جي بي سي نيوز-: لا تتعجب عندما ترى هذا الشعار “CF” على حاسبك المحمول الجديد أو المُعالج الذي إشترتيه للتو بداية من الربع الثاني من العام الحالي، ٢٠١٦. يرمز هذا الشعار الى الكلمات Conflict Free أي”خالية من الصراعات”، وسيُصبح الشعار إلزاميا على جميع مُنتجات “إنتل” إبتداءا من الربع الثاني من العام، وفقا لما أعلنه الرئيس التنفيذي للشركة، برايان كارزينيتش، خلال كلمته الإفتتاحية بمؤتمر ومعرض إلكترونيات المُستهلك لهذا العام، CES 2016. ولكن يبقى السؤال، ماذا تعني هذة الكلمات، وما علاقتها بسوق المُنتجات التقنية ؟؟!!
تعتمد صناعة الحاسبات والاجهزة الإلكترونية، وغيرها من الصناعات التي تعتمد على الرقائق الإلكترونية، على بعض المعادن النادرة التي تُستخلص من طبقات القشرة الأرضية في مناطق محدودة حول العالم، تتركز في مُعظمها في دول أفريقيا الوُسطى وبخاصة دولة “الكونجو”.
تضُم هذة القائمة من المعادن النادرة؛ الذهب، القصدير، التنجستن والتنتالوم، ونظرا للموارد المحدودة في تلك البلدان التي تُمزقها صراعات مُسلحة وخلافات طائفية وسياسية، فإن المصاهر التي تعمل في مجال إستخلاص تلك المعادن الثمينة تُعد مصدرا هاما من مصادر تمويل شراء الأسلحة في تلك النزاعات المُسلحة.
واجهت شركات التقنية على مدار السنوات الماضية إنتقادات عدة بسبب تعاملُاتها مع تلك المصاهر، وأتهمت مُنظمات المُجتمع المدني سوق التقنية بتمويل الصراع المُسلح في “الكونجو” والدول المُجاورة، وما يترتب على ذلك من مُعاناة بشرية لقاطني تلك الدول، فضلا عن ظروف العمل القاصية، والعمل القصري للعاملين بتلك المصاهر.
أسفرت جهود تلك المُنظمات مع بداية العام ٢٠٠٩ عن بدء عمليات تحقيق مُوسعة من جانب كبريات الشركات التقنية، ومن بينها “إنتل” و”أبل”، تستهدف البحث عن بدائل لتلك المعادن، والتحري حول إستخدام مصاهر المعادن في تمويل الأنشطة المُسلحة. وبدأت الشركات التقنية، في العام ٢٠١٠، في وضع لائحة بالمصاهر التي أثبتت التحقيقات عدم تورطها في تمويل تلك النزاعات المُسلحة، بهدف الإتجاه الى التعامل معها بدلا من تلك التي ثبت قيامها بتلك الأنشطة.
ستحتفل “إنتل” مع بداية الربع الثاني من عام ٢٠١٦ بتنقية أعمالها كُليا من أية إرتباطات بتلك المصاهر التي تشترك في تمويل العمليات المُسلحة، وتتوقع “ابل” هي الأخرى تحقيق الهدف ذاته قريبا، حيث قلصت الشركة عدد المصاهر التي تتعامل معها، ولا تزال تدور حولها الشكوك، خلال العام الماضي الى ٢٦ مصهرا للمعادن.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews