مضايا : الركوع أو الجوع !
أن تبكي جوعا في الزمن الخطأ ، يعني أن تكون لا شيء في عالم يرى بكاءك نكتة ، أو مشهدا لا يستحق المتابعة إلا للتسلية .
هياكل عظمية ، وأشباح بشر ، تطل عليك من وراء الشاشات وهي تنهمر بالأسى ، تحدق في الوجوه فيطالعك الموت المؤجل إلى زمن أسرع حضورا ، وأشد وطأة .
إنها " مضايا " التي ذبحها حزب المقاومة والممانعة بسكين الخوف والجوع والبرد والظلام ، ولا غرو طالما أن زعيمه " السيد " قالها بصراحة : إن طريق القدس تمر من الزبداني ومن الغوطة ، ولو كانت هذه المدينة حاضرة الضوء لقال " من مضايا " .
عندما يربط " السيد المقاوم " إدخال رغيف الخبز والحليب وحبة الدواء إلى مضايا بإدخال التدفئة إلى الفوعة وكفريا تتكشف الصورة أكثر ، وتتضح خيوط اللعبة الصفوية في القرن الجديد .
في الفوعة طائرات تسقط مظلات الخبز واللحم والدواء والذخائر والرجال ، وفي مضايا طائرات تلقي القنابل وأربطة الخوف والرعب ، ومدافع تضرب بلؤم ، وحزب يطبق بحقد .
في سوريا : فعلها الصفويون الجدد في القصير ، والغوطة ، حي الوعر ، مخيم اليرموك ، المعضمية وداريا وسواها من مدن ماتت بلا رصاص واختنقت بلا دخان .
وفي اليمن يفعلها الحوثيون في " تعز " .
وفي العراق ينفذها الصفويون في " الفلوجة " و" الرمادي " وعموم الأنبار ، و صلاح الدين وحيث يمضي الفرات ويركض دجلة .
إنه الجوع ، سلاح يعجنه القتلة من طحين العظام ودموع البرد ، بفتاوى "أسياد" و"معممين" ولغوا في الدم .
: " الركوع أو الجوع " ، عقيدة من وحي " التقية " ، كتبوها منذ ألف وأربعمئة عام .
منذ قال الفاروق عن أبي لؤلؤة : " يتوعدني العبد " !.
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews