ميدو أفضل من مارادونا!!
في الوقت الذي يمكن خلاله أن نقنع أنفسنا بنجاح تجربة أحمد حسام «ميدو» التدريبية، وأن يكون من الأسماء الشهيرة في مهنة المتاعب، فمن الضروري أن نقتنع قبلها، أن القيادة التدريبية وأثرها الايجابي، لا يحتاج لذلك القدر من الأخلاقيات والانضباط، عندما يكون المدرب لاعبا، وأيضا حتى ما بعد فراغه من «الركض»، خاصة في ظل الحديث، عن المزيد من الأسس والقيم، يتوجب أن تكون حاضرة، عندما يلجأ اللاعب لاحداث الانعكاس لشخصية المدرب على شخصيته وهويته، وأن يمثل القائد بالنسبة له القدوة والمثال الحسن، ليس مجرد مهارة كان يتمتع بها وحس تهديفي، والا لكان من السهل، أن نقول ان الأرجنتيني مارادونا، صاحب السجل الأعلى في المهارة، كان يتوجب أن يكون أفضل مدربا في العالم، ليس مثلما تابعناه، لم ينجح مع «التانجو» وكذلك في دبي.!
وطالما أننا نتحدث على علاقة وثيقة للمدرب مع «الشخصية القيادية» فمن التلقائي أن تكون الشخصية ذاتها، متصدرة للمشهد في اللحظة التي يتحدث فيها الجميع عن أي عناصر ومقومات للمدرب الناجح، ليس مجرد اجتهادات وتركيز على علاقة في تسجيل الأهداف والمهارة في اتجاهات أخرى، ومن السهل أن نقول ان المدرب صاحب الشخصية القيادية، من الممكن أن يستعين بالمدرب المساعد صاحب الخبرة والمهارة التكتيكية، لكن من الصعب أن يستعين المدرب الضعيف في شخصيته القيادية، بمدرب مساعد يمكن أن يعوضه نفس القصور، خاصة بعد اعتبار، أن اللاعبين يتابعون ويركزون على المدرب، حتى ما قبل تركيزهم على رئيس النادي، ليس فقط المدرب المساعد.!
هي عملية متناغمة منسجمة فيما بينها، وطالما أن ميدو الذي أنهى تعاقده مع نادي الاسماعيلي، بطريقة غير احترافية وغير مسؤولة، ويعيش تجربة حالية مع الزمالك، بعد رحيل باكيتا، لم يكن في رحلته لاعبا دقيقا في اختيار خطواته والتركيز على حالة متقدمة من الاتزان والأخلاقيات، فليس من السهل أن يبحث عن ما فقده سابقا الآن، وأن يعتقد ولمجرد أنه لعب في أشهر الدوريات الأوروبية، أن يعينه ذلك في تجاوز قصور في الشخصية القيادية، والا لأصبح النجاح في التدريب، اتجاها لمن لا مهنة له، ولتمادى اللاعبون قبل اعتزالهم في حالة من اللا انضباط وعدم المسؤولية، بعد ضمانهم لتقدير ايجابي وكبير من اللاعبين الذين سيشرفون عليهم.!
وعندما يتأكد للجميع وبحكم الأمثلة والتجارب، أنه لا نجاح لمارادونا مدربا، ليس لنقص في خبراته التدريبية أو حتى مهارة في التعامل مع اللاعبين وخطط الفريق، بقدر ما هو القصور في عناصر القيادة، التي تتحدث عن نفسها، فمن التلقائي أن نذكر بعدها أنه لا نجاح للاعب غير المنضبط مع نفسه قبل أن يكون مع الآخرين، في أي مهمة ناجحة للتدريب، حتى وان استمر طويلا معتقدا انه بذلك يعبث بالوقت، ويهدر الجهد.!
(المصدر: الايام 2016-01-08)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews