الحياد لن يعالج الأزمة!
على الرغم من الضرورة التي يتوجب أن تكون من خلالها كرة القدم بمعزل عن الاتجاهات السياسية، إلا أنها تظل واقع يتوجب على المعني بالقرار عدم تجاهله، في اللحظات التي يكون فيها أطراف حواره الكروي، هم ذات الأطراف المتصارعة والمتنازعة سياسيا، وفي المشهد الأخير الذي خيّم على الاطار والأجواء العامة، بعد تداعيات الأزمة السعودية الايرانية، وما يرافقها من ردود فعل بحرينية وإماراتية، صورة دقيقة لما يمكن أن ينسحب عليها من آثار سلبية، اذا ما كان الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، بعيدًا عن اتخاذ قرار حاسم للقضية، مهما كلفه الأمر على مستوى اعادة البرمجة، وأيضًا النفقات.!
منذ فترة ليست بالقصيرة وهنالك من المؤشرات ما يكفي، لاستبدال مشاركة الأندية الايرانية في المنافسات غرب الآسيوية، ببرنامج آخر في الشرق الآسيوي، وبعد الأخذ في الاعتبار، عدم وجود أية بوادر للانسجام بين الأندية السعودية والايرانية، وتصاعد المزيد من ردود الفعل، من مرحلة المعقول، الى اتجاه آخر بدا واضحًا، وكأنه الرغبة المشتركة بين الجانبين، للانفصال وبهدوء، بعيدًا عن أي تبعات والزيادة من الترسبات والاحتقان، وبما أن الحدث الذي يفرض نفسه اليوم أكثر حدة وتأثيرًا على كل التفاصيل والمناسبات، فمن الواجب أن يكون القرار الذي أرجأ سابقًا لأكثر من مرة بمشاركة الأندية الايرانية مع الشرق بدلاً من الغرب، واجب التنفيذ، وأيضًا المتابعة، على أقل تقدير ضمانًا لسلامة أعضاء الأندية في الجانبين، وعدم البقاء في دائرة مهزوزة متوترة، لانتظار ما يمكن أن يكون، أو حتى مع امكانية تفادي ما يمكن أن يحدث، خاصة اذا ما تحدثنا عن قرار دقيق، وآخر أكثر دقة يتوجب أن يظهر الآن دون اهدار المزيد من الوقت، لتجاوز أزمة وتداعياتها، يبدو أن مؤشراتها ومنذ فترة ليست بالقصيرة، لم تكن تفيد بأي منحى آخر للتوافق أو الانسجام.
في مثل هذه الحالات المستعصية للحلول التوافقية، من المهم جدًا أن يضطر الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، للخيار الأكثر دقة، حتى وإن كان الفصل بين الأندية غير المتوافقة، يمكن أن يعرض المسابقات وأيضًا العمليات التسويقية للخلل، ذلك أن الأضرار المتوقعة حتى بإيجاد ملاعب محايدة، لا يمكن اطلاقًا أن يسهم في انهاء الأزمة، اذا ما قلنا أن صورة التوتر القادمة من المشهدين، وأيضا تداعياتها على أطراف الحوار الكروي، لا يمكن أن يشفع للمؤسسة الاسيوية، اذا ما أرادت البحث عن بيئة مثالية، وعناصر محفزة للنجاح، ليس مثلما نتابعه الآن، المزيد من المؤشرات السلبية، وما يتوقع أن تلحقه بالأندية من أضرار، بعيدًا عن أي حديث يمكن أن توصف به ملاعب الكرة وما يثار عن الروح الرياضية.!
(المصدر: الايام 2016-01-07)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews