أردوغان: جهود روسيا هدفها تمكين النظام السوري من تأسيس دويلة صغيرة له
جي بي سي نيوز :- قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان : أن الحملة العسكرية الروسية في سوريا ، تهدف الى تمكين النظام السوري من تأسيس دويلة صغيرة له في الغرب .
وأضاف أردوغان في مقابلة له مع قناة "العربية" بثت الأحد : أن النظام السوري يسيطر الآن على 14% فقط من سوريا ، وأن جهود روسيا جاءت لتمكينه من بناء دويلة صغيرة .
وأكد أن بلاده رفضت القبول بالاقتراح الذي قدم لها من قبل روسيا وايران ، من أجل الانضمام الى التحالف الرباعي الذي يضم روسيا وايران والعراق والنظام السوري .
وأشار الى أنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا الجانب ، وقال له أن من غير الممكن أن " أجلس إلى جانب رئيس لا أعترف بشرعيته " ، مشيراً بذلك الى رئيس النظام السوري بشار الاسد .
وفي حديثه عن الازمة العراقية التركية بسبب تواجد القوات التركية شمال العراق ، أوضح أردوغان أن اثارة موضوع القوات التركية المتواجدة شمال العراق ، تتعلق برفض الطلب الروسي انضمام تركيا للحلف الرباعي .
ولفت الى أنه بعد دخول تنظيم الدولة وسيطرته على مواقع عديدة في العراق ، طالب العراق بالمساعدة في حربه ضد تنظيم الدولة .
وأضاف : أن تركيا أبلغت الحكومة العراقية استعدادها الكامل لتقديم العون من أجل ذلك ، حيث طالبت تركيا آنذاك بتعيين موقع مناسب لها من أجل اقامة معسكر ، مؤكداً أن معسكراً تم تخصيصه من قبل الحكومة العراقية للقوات التركية .
وحذر أردوغان من أن المنطقة تتعرض لمؤامرة تقسيم طائفي ، داعياً إلى التصدي لها .
وتالياً اليكم النص الكامل لمقابلة أردوغان مع قناة العربية :
س : الحقيقة سيادة الرئيس المِلفّات كثيرة، وأنا حضّرت كثيرا قبل هذه المقابلة، ولم أجد مِلفّا أسخن من مِلف، أو ملفا أقل أهمية من مِلف آخر، اسمح لي أن أبدأ معك بالشأن العراقي.
سبق سيادة الرئيس وأعلنتم أن وجود القوات التركية في العراق في "بعشيقة" كان بالتنسيق مع الحكومة العراقية.. الآن بدفع من الحكومة العراقية هناك مطالبات عربية ومطالبات دولية للقوات التركية بالانسحاب من العراق..
هل ستنسحب القوات التركية من العراق؟
ج : بداية أريد أن أشرح هذا الموضوع، كما تعلمون أن العلاقات التركية العراقية كانت جيدة جدا، وخلال زيارة السيد حيدر العبادي، إلى تركيا كان قد تم تناول التطورات في العراق خاصة بعد دخول داعش إلى العراق، كانت هناك بعض المطالب من قبلنا لتقديم المساعدة كما أبلغنا عن استعدادنا لذلك.
وانطلاقا من هذه النقطة نحن قد قمنا وطالبنا كذلك بموقع مناسب لنصب معسكر لنا هناك وبالفعل تم تخصيصه من قبلهم في نهاية 2014، وفي شهر مارس 2015 ، تم تخصيص منطقة "بعشيقة" لنا وبالتالي قمنا بإرسال قواتنا المدَرّبَة إلى هناك وتم كذلك التدريب، وقد زار المسؤولون هذا المعسكر، وكان من بينهم وزير الدفاع العراقي، واطلعوا على سير العمل في المعسكر، وأعربوا عن تقديرهم في واقع الأمر، لكن مع التطورات التي حدثت في سوريا مؤخرا تم اتخاذ بعض الخطوات ومن بينها على سبيل المثال: تشكيل روسيا وإيران والعراق، وسوريا تحالفا رباعيا كما تعلمون في بغداد، وإدارة أعمالهم وعملياتهم من مكتب بغداد حتى أنهم تقدموا إلينا بطلب الانضمام إلى هذا التحالف، وقد ذكرت آنذاك للرئيس بوتين، أنه لا يمكنني أن أدخل في تحالف مع بلد لا يمكن أن اعترف بشرعيته، وبالتالي نحن كتركيا كبلد خامس لم ننضم إلى هذا التحالف، وكان ذلك في واقع الأمر دليلا على مدى صدقنا في هذا الموقف، واتخاذنا خطوة في معسكر "بعشيقة" يعني أننا كنا مهتمين في تدريب البيشمركة وكذلك تدريب التركمان هناك، وفي ظل هذه التطورات رأينا أنه يجب أن نقوم بتسيير الأمور أيضا في بابنيرنا، طبعاً بعد التطورات هناك كنا نحسب عديد قواتنا من هناك إلى بابنيرنا.
وطبعا علاقتنا مع الحكومة المركزية العراقية مهمة حيث أننا أرسلنا مستشار وزير الخارجية التركي كما مستشار وزير الدفاع، ولكن بعد إسقاط الطائرة توترت الأجواء، وكما تعلمون فإن روسيا تقدمت بطلب إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، ورفض هذا الطلب، لهذا السبب اتخذت الحكومة المركزية العراقية خطوة من هذا القبيل، فإن قرار مجلس الأمن بأن المشكلة تكمن بين بلدين ويجب أن يَحلها البلدان وهذه هي المرحلة التي وصل إليها الأمر كما تعلمون.
س : مفهوم سيادة الرئيس، لكن العراق الآن يريد أن يُصعد، الحكومة العراقية تريد أن تصعد، بالأمس كان حديث عن توجه إلى مجلس الأمن بطريقة أخرى، يعني بطلب عراقي، وليس بالطلب الروسي، بتصورك كيف سيؤثر هذا على خطتكم وتفكيركم في قتال داعش في العراق أيضا؟
ج : طبعا إن أهم سبب لتواجدنا هو مكافحة داعش، وإلى حد الآن فإن الحكومة المركزية العراقية لم تتخذ في واقع الأمر الخطوات اللازمة في مكافحة داعش. ولو اتخذتها لما واجهتنا هذه المشاكل.
أنا تحدثت في هذا الموضوع مع الرئيس أوباما أيضا، انظروا تركيا ومنذ أن كنت أنا رئيسا للوزراء كنا نتلقى دائما تهديدا من هناك من العراق، ونحن ذكرنا مرات عدة للحكومة المركزية إن هناك في قنديل عناصر إرهابية متموقعة وأن عليكم أنتم كحكومة أن تتخذوا الخطوات والتدخلات اللازمة لمكافحتها، وإلا فإننا سوف نضطر على التصرف ولن نتحدث معكم في هذا الموضوع مرة أخرى، لأن هذه الأمور آنية ولا بد أن نتخذ الخطوات من جانبنا.
لكن رغم إنذارتنا ومع الأسف الشديد فإنّ الحكومة المركزية العراقية لم تتخذ أية خطوة أو تدابير ، ثم داعش الآن يستولي على ثلث العراق كما تعلمون، وهل إن الحكومة المركزية اتخذت الخطوات ضد داعش، إلى حد الآن لا شيء.
طلب منا فذهبنا إلى هناك، وهذه المشكلة يعاني منها أيضا البيشمركة والتركمان، إنما نحن ذهبنا من أجل التدريب ولم نذهب كقوة محاربة.
إن جنودنا يقومون فقط بالتدريب كما أن هناك جنودا آخرين من الأتراك يتواجدون لحماية الجنود المدربين والعدد معروف، لا يمكن أن نقوم بمحاربة داعش بهذا العدد، وبالتالي الذين يدركون هذا الأمر هي الجهات المختصة من الأمن والعسكر والجيش أيضا، عددهم أكثر من مئة وجزء منهم قد انسحبوا إلى بابانيرنا كما تعرفون، هذه المنطقة التي تقع ضمن سلطة وإدارة شمال العراق.
س : أفهم من كلامك سيادة الرئيس أن القرار التركي اتخذ في هذا الموضوع، إعادة انتشار القوات وليس سحب القوات كما يطالب العراق، وطالبت موسكو سابقا، وحتى إيران طالبت بذلك؟
ج : جوابنا على مثل هذه الأقوال ومن يقولها إن مكانتنا وموقعنا ليس كموقع روسيا أو إيران، نحن كبلد نتلقى تهديدا أيضا من العراق وهذا التهديد لا نتلقاه من تنظيم داعش فحسب، وإن تركيا تستضيف حاليا 300 ألف عراقي في مخيماتها، هذا الأمر لا تقوم به لا إيران ولا روسيا، فإن تركيا التي تقوم بذلك لايمكن أن نقبل بأن يتم إبداء موقف ضد تركيا من هذا الأمر، ولا يحق لأحد بأي استفزازات أو دعايات، ونحن إنما قمنا باتخاذ هذه الخطوة بناء على دعوة ونداء الموصل.
س : المراقبون المتابعون بدأوا يلاحظون طبيعة العلاقة مؤخرا بعد سقوط الطائرة الروسية بين تركيا وروسيا، وربما كل ما يحدث البعض يراه بأنه تداعيات للخلاف الأصلي الذي حصل بعد سقوط الطائرة.. سيادة الرئيس لو تقيّم لي العلاقة إلى أين وصلت.. هل وصلت إلى نقطة اللاعودة بينكم وبين موسكو؟
ج : طبعا الآن لا أريد أن اتحدث مثل أو بأسلوب الرئيس بوتين، فإن العلاقات التركية الروسية قد شهدت تطورا كبيرا خلال العقد الأخير، بشكل لم يكن له مثيل في تاريخ العلاقات حتى أننا رفعنا مستوى علاقاتنا إلى التعاون والشراكة الاستراتيجية حيث قمنا بتأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، وبالتالي كان سيتم عقد اجتماع لهذا المجلس في موسكو يوم 15 ديسمبر، ولكن نظرا إلى أن روسيا كانت البلد المضيف لم تحبذ ذلك، وكما تعلمون فإن علاقتنا مع روسيا ليست مقطوعة كليا.
وأنا دائما أقول، إن البلدان يجب أن لا تقطع علاقتها الدبلوماسية ببعضها البعض، وتترك جانبا لها,, لا بد من إعمال العقل والحس السليم، ثم أن روسيا قامت بانتهاك مجالنا الجوي في البحر الأسود لمدة 15 دقيقة، وكذلك في سوريا قامت روسيا من خلال سوريا أيضا بانتهاك مجالنا الجوي مرة ، مرتين.
نحن تحدثنا مع السيد الرئيس بوتين في قمة مجموعة العشرين، وسبق أن تحدثت معه أيضا عبر الاتصال الهاتفي، وقلت نحن كشركاء استراتيجيين يجب أن لا ننتهك مجال بعضنا الجوي، ونخترق المجال الجوي، لأنذلك يعتبر اعتداء على السيادة الوطنية وقد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.
ويجب أن نحترم بعضنا البعض وقلت كما تعلمون، إن روسيا قامت باستفزاز سفينتنا العسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط، ولما قلت ذلك، قال لي إنه لا علم له بهذا الموضوع، والتفت إلى زملائه، وأصدر تعليماته، ونحن أكملنا قمة مجموعة العشرين، ثم بعد يومين وقع هذا الحادث حيث توجهت طائرتان مجهولتا الهوية إلى المجال الجوي التركي، وقد تم توجيه تحذيرات متكررة على مدار خمس دقائق، ثم عادت الطائرتان واخترقتا المجال الجوي، لتعود الطائرة الأولى إلى سوريا أمّا الأخرى فاستمرت خلال 17 ثانية بهذا الخرق، وبناء على قواعد الاشتباك فإن طائرتين تركيتين مقاتلتين من طراز اف 16 تعترضان هذه الطائرة ويتم إسقاطها، وما حدث بالنسبة لنا ليس محبذا ً، وما كنا نتمنى وقوعه لكن يجب ألا ننسى أنه لو تكرر هذا الأمر فكيف سيكون تأثيره على شعبنا.
يعني هل أن روسيا يمكن أن تسمح باختراق مجالها الجوي بشكل متكرر، هل لو أن روسيا تعرضت لمثل هذا الحادث ممكن أن تسكت وتغض الطرف عن ذلك، لا بد أن تفكر في نفسها، أمّا اعتبار روسيا أنها دولة قوية وتستطيع أن تخترق المجال الجوي لأي بلد تشاء فهذا في واقع الامر ليس صحيحا ولا يتماشى مع القانون الدولي ولا مع سيادة الدول.
انظروا مرة مرتين ثلاث وفي المرة الرابعة تم إسقاط الطائرة. ونحن كنا قد حذرنا وكنا لا نريد أن يحدث هذا الأمر لكنه حدث، وفي واقع الامر هم من عليهم أن يراجعوا أنفسهم في هذا الأمر، ومن ينتقدوننا كان عليهم أن يوجهوا الانتقادات إلى البلد الذي قام بالاختراق في حين أنه يتم انتقاد البلد الذي تم اختراق مجاله الجوي.
وأنا اعتبر ذلك طابعا خاصا ربّما للدبلوماسية الروسية، فإن توقعي في واقع الأمر وتمنياتي بأن يكون دائما إعمال العقل والحس السليم سائدا، ولا بد أن نترك المجال لهذا الأمر، فإن علاقتنا مع روسيا مستمرة في شتى المجالات سواء في الطاقة والمواد الغذائية والتجارة الثنائية وغير ذلك، وربما قد تعرضت علاقتنا لنوع من التراجع ففي المطارات تقع ممارسات غير مقبولة ضد مواطنينا لأنه يتم تشديد الإجراءات الأمنية ضدّ المسافرين، وهناك شكاوى تصلنا وهذه الأمور تحزننا في واقع الأمر، لكننا ضد مثل هذه الأمور ولا نرد عليها بالمثل، ولا باستخدام الأسلوب نقسه واللغة نفسها.
وبالنسبة للسياح القادمين إلى تركيا فيتم تلقينهم بأنهم لا يجب أن يزوروا تركيا وكذلك وكالات السياحة توصي بإلغاء رحلاتهم إلى تركيا وهذا يعتبر منعا وحظرا أيضا لحرية التنقل للمواطنين وحرية السفر.
وإذا كان مواطنكم يحب بلدا ما، كأن يحب تركيا مثلاً ، ويريد أن يزوره فمنعكم له يعتبر حرماناً ومنعا ً لحرية السفر، ونحن هنا في تركيا لا نمارس هكذا ضغوط ليس فقط من ناحية السياح فهناك مواطنون روس حصلوا على الجنسية التركية وتزوجوا أتراكا ً وهم راضون عن البقاء والعيش في تركيا، ونحن في المقابل راضون عنهم.
وهناك من يقيم في تركيا إقامة مؤقتة، ونحن فيما يتعلق بعلاقتنا مع روسيا لا نريدها أن تتجه في اتجاه سلبي بل نريد أن يتم التراجع عن ذلك وبناء علاقات في الإطار الدبلوماسي.
س : لكن هناك خطوات متبعة لتحسين العلاقة لجسر هذه الفجوة والهوة بين البلدين، لاحظنا الموقف التركي كان موقفاً غير تصعيدي أبدا منذ هذه الأزمة بعد اسقاط الطائرة، لكن الموقف الروسي كان تصعيدياً حتى النهاية ضد تركيا..
هل تتخذون خطوات محددة لتخفيف حدة هذا الخلاف؟ طالما أن المصالح استراتيجية والعلاقة استراتيجية.
ج : فيما يتعلق بهذا الموضوع، فإن وزير الخارجية التركي قد التقى نظيره الروسي وقد ذكر لي وزير الخارجية التركي أن الجو كان إيجابياً والمناخ كان إيجابياً، إنما رأينا بعد ذلك تصريحات مغايرة تماما من قبل وزير الخارجية الروسي.
وأنا أتمنى أن تستمر اللقاءات والاجتماعات فيما بين وزيري الخارجية وكذلك الدول الأخرى. حيث نرى أن هناك دولا ً أخرى لا تحب أن يستمر هذا التوتر وهناك جهود من بعض الدول الصديقة لتحسين العلاقات بين البلدين ونحن نريد أن نكسب أصدقاء لا نريد أن نكسب أعداء، ونتمنى أن الأصدقاء لا ينقصون بل يزدادون عددا، ولا نريد أن يزيد الأعداء.
س : سيادة الرئيس، عندما نتحدث عن روسيا يجب أن نتحدث عن الملف السوري، خاصة بعد التدخل الروسي الأخير في سوريا، هناك من يقول بأن روسيا هي التي أصبحت الدولة الوحيدة التي تملك مفتاح الحل في سوريا، وهي التي تحدد مسار الحل السياسي في سوريا.. هل تتفقون مع هذا الرأي؟
ج : بالنسبة لي فإننا سنرى بأن الوقت والزمن هو الذي سيكون الحاسم في موضوع سوريا. الأمر الحقيقي يتعلق بإرادة الشعب وإن إرادة الشعب ونظرة الشعب السوري مهمة، أنا لا اعتقد أن الشعب السوري راض ٍ عن التطورات، لأن الشعب السوري يعرف تركيا وعلاقاته مع تركيا والنظام حاليا يستولي على 14% فقط من مجموع مساحة سوريا ما عدا ذلك فهو بيد مختلف المنظـّمات من بينها تنظيم داعش والجيش الحر وهناك منظمات أخرى تمتلك أجزاء مختلفة من الأراضي، والمهم أن جميع هذه المنظمات يجب أن تتحد -ماعدا داعش طبعا - للتصدي للنظام وإسقاطه من أجل تحقيق سيادة شعبية لسوريا.
واليوم نرى بأن روسيا تقوم بقصف مناطق المدنيين وخاصة التركمان بيروجاك وأنهم قتلوا ما يزيد على 800 مدني وهم مستمرون في مجازرهم، ويقولون إنهم لا يقومون بقصف المنطقة التي فيها التركمان بيروجاك.
في واقع الأمر فإن شمال اللاذقية هي التي يسكنها التركمان، و 22 اثنتين وعشرين قرية متمركزة وموجودة هناك و بعد القصف الروسي تم إخلاء هذه القرى وتوجه من غادروها إلى حدودنا في الجنوب التركي، ونحن قمنا باستعداداتنا وأردنا أن نستضيفهم في مخيماتنا داخل تركيا، ولكنهم أبوا ذلك وقالوا نحن لا نريد أن نغادر هذه الأراضي وإن كنا سنموت سنموت على أراضينا.
إذن هؤلاء الآن يقيمون ويسكنون في المخيمات الموجودة داخل الحدود السورية ونحن نقدم لهم المساعدات الغذائية والايوائية والملابس وما شابه ذلك، وهم يعيشون في ظروف صعبة.
قلنا لهم إن كان لا بد من الكفاح فلا بد لهم من مكافحة داعش في حين أنهم لا يكافحون داعش إنما يكافحون المعارضة المعتدلة، إذا كانوا قد قتلوا 100 مئة شخص، فإن 90 تسعين منهم من المعارضة المعتدلة و10 عشرة فقط من داعش.
طبعا إذا كان لروسيا جهاز مخابرات كي جي بي، لدينا ام اي تي، جهاز المخابرات التركية، نتعاون مع المخابرات الأميركية ولدينا المعطيات والمعلومات كافة لجميع الاعمال التي تجري هناك، وعندما قلنا للرئيس بوتين فلنتخذ موقفا مشتركا ونكافح معا داعش لكانت النتيجة مختلفة تماما، ولإتخذنا خطوات متقدمة، لكن ومع الأسف الشديد، الأمور لم تسِرْ بما نرضى عنه ونرى أن شمال اللاذقية الذي يسكنه التكمان أصبح مستهدفا ً، وكما تعلمون منظمة العفو الدولية أدلت بتصريح بأن المقاتلات الروسية قامت بقصف المدنيين وهذا أيضا مكشوف للعيان.
الجهود في روسيا حسب رأيي تبذل فقط لتمكين الأسد من تأسيس "دويلة" صغيرة في سوريا، لماذا؟ لأن 14% أربعة عشر في المئة فقط بيد النظام ما عدا ذلك مناطق فلتت من يد النظام.
والشعب السوري رُغم أنه يبحث عن نظام يعيش تحت في ظله وتحت لوائه في أمن وأمان، لكن إذا ما ذهبتم إلى فرض نظام على الشعب فلا يمكن أن يرضى بذلك ونجد الآن أن 12 اثني عشر مليون سوري مشردون، وكذلك 5 خمسة ملايين قد هاجروا، 2.5 مليون منهم في تركيا، وحوالي 1.5 في لبنان و600 ألف وما يزيد في الأردن.
أمام هذه المشهد فإن العالم إذا كان يريد من الشعب السوري نضالا ً وكفاحا ً فلا بد أن يتم إتخاذ خطوة مشتركة يدا ً بيد خاصة مع الأمم المتحدة بالدرجة الأولى.
س : في سياق هذا الموضوع تركيا كانت لديها وجهة نظر فيما يتعلق وجئت سيادتك على ذكر المخيمات في مناطق التركمان وبعض المخيمات داخل الاراضي السورية، تركيا كانت تتحدث عن منطقة قيل في البداية إنها منطقة حظر جوي ثم قيل إنها منطقة آمنه أو عازلة، وأخيرا أصبح أسمها منطقة خالية من داعش داخل سوريا، يعيش فيها السوريون يأمنون على حياتهم، لكن من متابعتنا تعثر هذا الموضوع، ما سبب تعثر الرؤية التركية أو تنفيذ أو المتابعة أو الوصول إلى هذه المنطقة حسب تركيا.
ج : هذا الموضوع مهم للغاية ووقت انعقاد قمة العشرين قدمت هذا المقترح الى رؤساء الدول كافة الذين التقيتهم. وفي قمة مجموعة العشرين التقيت بالقادة وجها لوجه وقلت لهم جميعا تعالوا لنتخذ خطوة .. إن أوروبا الآن منزعجة جدا من ازدياد تدفق اللاجئين الذين يغامرون بحياتهم برا أو بحرا وقلت لهم إن هناك حلا انظروا إلى جنوب بلادنا وفي شمال سوريا، على عرض 98 كيلومترا و عمق 45 كيلومتراً هناك منطقة، نحن نستطيع في المرحلة الاولى- يمكن أن نوسعها - أن نجعلها ونعلنها منطقة خالية من الإرهاب، وفي هذه المنطقة الخالية من الارهاب يمكن أن نسكّن أيضا من باتوا مشردين داخل سوريا والذين يريدون العودة من المخيمات في تركيا، فقالوا ماذا يمكن أن نفعل، قلنا إنه يمكننا أن نطلق حملة مالية وسنجمع المبالغ التي ستسمح بتنفيذ ذلك، نحن بلد ناجح ومتقدم في مجال المقاولات ويمكن أن نقوم ببناء مساكن ومبان تتماشي مع الخصوصية المعمارية لسوريا ويمكننا أن نلبي جزءاً من الحاجة ونقوم ببناء مدينة أو مدن صغيرة، ومن ثم لا بد أن تكون هذه المنطقة منطقة حظر جوي حتى يكون الأمن فيها كاملا ، وهذه المنطقة ستكون خالية من الإرهاب كليا وبالتالي سنقوم بتوفير الأمن وسنستعين بالجيش الحر أو بالمعارضة المعتدلة لتوفير الأمن أيضا، قالوا إن المشروع جيد يمكن تنفيذه، ولأن هذه المنطقة بعرض 98 كيلومترا وعمق 45 كيلومتراً تشكل مساحة كبيرة في واقع الأمر، وفي حال تحقيق هذا المشروع سنكون قد تصدينا لظاهرة التدفق والهجرة إلى أوروبا وبالتالي فالمهجّرين داخليا يتوجهون إلى هذه المنطقة..
قالوا نعم يمكن اتخاذ هذه الخطوة، لكن مع التطور الأخير ماذا حدث؟ روسيا بدأت تقصف هذه المنطقة بالذات من أجل إفساد هذا المخطط لأن روسيا ليست معنية فالذين يهاجرون ويتركون ديارهم لا يذهبون إلى روسيا بل يتوجهون إلى أوروبا، ولذلك أوروبا هي المنزعجة وروسيا لا تبالي بالموضوع، والآن المستشارة الألمانية ميركيل قالت إن بلادها يمكن أن تساهم لأنها متضررة من تدفق مئة وخمسين ألفاً سيتوجهون مباشرة إلى ألمانيا ومن ثم بلجيكا وفرنسا، وهم يعلمون ذلك
لذا فهم يقولون إن اتخاذ خطوة من هذا القبيل صائب، ونحن نواصل معهم في هذه المفاوضات ونعد كذلك البنية التحتية لهذا المشروع وتحدثت في هذا الموضوع مع المملكة العربية السعودية وكذلك قطر، فخلال زيارتي الرسمية إلى السعودية سألت وتحدثت مع خادم الحرمين الشريفين في هذا الموضوع بشكل مفصل، وإن شاء الله سنتخذ ما يتوجب علينا من أجل تنفيذ وتحقيق هذا الموضوع .
س : يشعرني سيادة الرئيس هذا الكلام إذ نريد ان نبني واسكان لهؤلاء الناس أن الازمة السورية لا حل لها في الافق القريب، وكأننا نتحدث عن سنوات كثيرة قادمة؟
ج : طبعا إذا تم اتخاذ قرار في هذا الموضوع أظن أنه يمكن بناء هذه المدن الصغيرة خلال سنة واحدة، ليس فقط السكن حتى جميع المرافق والمقومات الموجودة من المستشفيات والمدارس ومراكز التجارة والمحلات وكل ما نجده داخل المدينة، نحن خلال حديثنا خسرنا خمس سنوات أخذتنا دائما إلى الخلف أكثر فأكثر، لطالما تحدّثنا، فنحن أطلقنا مسار فيينا ولكن لا نتيجة، نحن بلد ندعم مسارَ ومرحلة فيينا ولكن 3 أشهر فقط مرت منذ مبادرة فيينا ولو أننا نبدأ مباشرة بوضع البنية التحتية فهذا الامر لا يستغرق وقتا طويلا، ونستطيع خلال فترة وجيزة أن نبني ما يجب بناؤه ولكن المهم أن يكون الدعم المالي مستمرا ً وسليما ً.
س : لكن أوكد سيادة الرئيس أنك قلت إن المشروع ما زال موجودا ً، لم يمت لم ينته ِ توجد مفاوضات حوله.
ج : إن المشروع والاستعداد الذهني والعقلي مهم بالنسبة إلى الاستعداد الذهني أنا كرئيس للجمهورية جاهز، وأعمل مع فريق عملي، لدينا نماذج داخل بلدي وقد قمنا بتنفيذ هذه المشاريع، سنقوم بتطبيق هذا الأمر فحسب، وهذا ل ايستغرق وقتا بالنسبة لنا، عندما تبدأون لا تبدأون مع مقاول واحد وفي الوقت نفسه، وفق الحاجة يمكن أن تضم عدداً كبيرا ً من الفرق المختصة في هذا الأمر وبشكل سريع يتم بناء ما يؤهل سكن وإقامة إخواننا السوريين هناك، ولتركيا في مجال السكن خبرة، عندما كنت رئيساً الوزراء قمنا ببناء مساكن، مشاريعنا كانت كبيرة جدا وبنينا أكثر من 600 ألف شقة، وكذلك مدنا ً صغيرة داخل المدن الكبيرة، الأرض في سوريا مهيّأة وبالتالي يمكن أن ننفذ وفق الطراز المعماري ربّما طابق واحد أو طابقين وسنبني المدارس والمستشفيات بشكل سريع، هكذا نكون قد قدمنا دعما نفسيا ليتجاوزوا صدماتهم النفسية وبالتالي سنغير الوضع النفسي هناك ما سيبعث أملا في نفوس السّوريين وهذا مهم جدا، وأقول هذا مشروع ملموس، وهؤلاء الآخرون لا يأتون بمشروع ملموس ويقولون إنه علينا أن نتصدى لتدفق السّوريين إلى أوروبا، يعني ماذا نفعل، هل نتركهم يموتون تحت القصف، (كحة)، وفي بحر إيجة هناك من يحاول أن يركب قاربا، فيأتي حرس الساحل بالسفن ويقوم بخرق هذه الزوارق المطاطية، والسفن الساحلية التركية للحرس البحري قد أنقذت آلاف اللاجئيين، أكثر من ثمانين ألفا ً نحن قمنا بإنقاذهم وأتينا بهم إلى تركيا، ثم بعد ذلك ساعدناهم وهو واجب ضميري وإنساني وإسلامي، وهذه وجهة نظرنا .
س : حتى في الحديث عن اللاجئين سيادة الرئيس، البعض يتهم المجتمع الدولي بالتقصير تجاه التعاطي مع أزمة اللاجئين سواء في تركيا او الاردن او لبنان، هل من الممكن أن تشير أصابع الاتهام إلى جهة محددة بالاضافة الى النظام السوري الذي هو السبب في تهجيرهم ؟
ج: إلى حد الآن نحن أنفقنا حوالي 9.5 مليار دولار على هؤلاء اللاجئين والمبلغ الذي تلقيناه من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، علماً أن هذه المبالغ لا تأتي من أموالها الذاتية إنما من الدعم، في حدود أربعمئة وعشرة ملايين دولار، وليس هناك أي دعم تتلقاه تركيا في هذا الشأن. وتركيا تواصل دعمها هذا استنادا إلى قوتها وواجبها الذي تستلهمه من التاريخ، قمنا كذلك بتقديم دعم إنساني لدول نامية كما للأقل نموا، ونحن نحتل المراكز الأولى، ضمن البلدان الثلاثة الاولى، قمنا بانفاق 4.5 مليار دولار كمساعدات للدول الخارجية خلال 2014، لو أننا نقارن هذا المبلغ بالميزانية الوطنية سنحتل المركز الأول في واقع الأمر بين الدول التي قدمت دعما ً ومساعدات، لكن لا أحد قال إن تركيا قامت بتقديم المساعدات هيا بنا ننضم إلى تركيا و نساعد تركيا أي بلد أوروبي، وأي بلد غربي، فنحن تحملنا هذا وسنواصل فيه ونستمر، لتركيا مع سوريا حدود على طول 911 كيلومترا ً ثم 390 كيلومترا تقريبا طول الحدود بيننا وبين العراق، ونحن كذلك نستضيف 300 ألف فإن إيران لا تسضيف وكذلك العراق لا تستضيف، نحن نستضيف، وفي بلجيكا وبابابيرنا لدينا حضور، والذين يحاولون تأويل ذلك بشكل مختلف، وترويج ادّعاءات فليفكروا ويشرحوا ذلك: لماذا تتخذ تركيا خطوة إرسال القوات لأن تركيا تتلقى تهديدا من هناك، من يعجزون عن مساعدة تركيا في توفير أمنها الداخلي ليس لهم الحق في قول أي شيء إذا كان يتم تسريب الأسلحة والإرهابين من هناك، من وراء الحدود فعلينا أن نتخذ تدابيرنا الأمنية وهذا أمر طبيعي.
س : سيادة الرئيس إلى أي درجة يخضع التحالف بين واشنطن ومجموعات كردية داخل الأراضي السورية للتنسيق معك؟
ج : هل يمكن أن تعيدي السؤال.
س : هناك تعاون بين القوات الكردية في سوريا، وواشنطن، هل تنسق الولايات المتحدة معكم في طبيعة هذا التعاون وشكله وإلى أين؟
ج : نحن بين وقت وآخر نتحدث في هذا الموضوع فيما بيننا، يجب أن نصحح شيئا ً هنا: أولا نحن سواء في تركيا أو في سوريا أو في العراق، ليست لدنيا أي مشكلة مع الشعب الكردي، غدا ً على سبيل المثال، نشروان بارزاني، سيكون
ضيفا عندي، كما تعرفون ممثلا حكومة الإقليم في شمال العراق، ونحن دائما على تشاور معهم وإن إخواننا الأكراد في شمال العراق هم إخواننا ليست بيننا أي مشكلة، مشكلتنا فقط مع من تورطوا في الإرهاب منهم، فكما تعلمون حزب الاتحاد الديموقراطي PUJ منظمة إرهابية وكذلك UPJ منظمة إرهابية، نظرتنا إلى الشعب الكردي، كنظرتنا إلى الشعب العربي والشعب التركماني لكن منهم من أصبح جزءا ً من الإرهاب، كما تعلمون داخل داعش عدد كبير من العرب وكذلك من فرنسا وإنجلترا وأستراليا وكذلك الدول الأوروبية كما هناك إرهابيون آخرون جاءوا من هنالك، هل يمكن أن نفرق كأن نقول هذا إرهابي جيد وهذا إرهابي سيء، الإرهابي سيء بمجمله بغض النظر عن انتمائه ونحن داخل بلدنا هناك أيضا بعض المنظمات الإرهابية مثل PKK و PAHKP وكذلك هناك تعاون فيما بين هذه المنظمات الإرهابية، فتنظيم داعش في تعاون مع النظام السوري في الوقت الراهن ويتسلهم قوته من النظام، لأنه مع وجود وحضور وبقاء داعش يقوى النظام فإن النظام يمدّد أجله بفضل داعش في واقع الأمر، إلى الآن لماذا لم نرَ من النظام ومؤيدي النظام موقفا ضد داعش؟ موقفا جادا؟ السبب واضح.. إذن في هذا الموضوع نظرتنا إلى إخواننا الأكراد موقف من قبيل نظرتنا إلى إخواننا العرب، والتركمان لكن PUD و APJ هي منظمات إرهابية وهذا ما قلته منذ البداية وقد قلت ذلك لأصدقائنا الغربيين كما للأميركيين، لأن الدعم المقدم إلى هذه المناطق هو دعم للنظام في واقع الأمر، فهذه المنظمات PUD و APJ المجموعات الإرهابية الكردية لا تكافح داعش إنما تتظاهر بمكافحته، ونحن قلنا في حلف شمال الأطلسي نحن معكم ويمكن أن نتخذ ما يتعين في إطار مكافحة داعش، وهذا هو موقفنا. خلال نهاية هذا الشهر أي خلال زيارتي إلى المملكة العربية السعودية سوف أتحدث في هذه المسائل مع خادم الحرمين الشريفين، وقمت بزيارة دولة قطر خلال الشهر الماضي، وكذلك تحدثت في هذه المسائل أيضا وسوف نستمر.
"العلاقات السعودية التركية شهدت تطوراً ملحوظاً"
س : سيادة الرئيس، في ظل كل هذه الأزمات التي تعصف في عالمنا ومنطقتنا، تعزيز العلاقات بين دولتين كالسعودية وتركيا يكتسب أهمية استراتيجية وكثر يتطلعون إليه الحقيقة في المنطقة. هل سنشهد مزيداً من التعاون أبعد من التعاون الاقتصادي.. هل سنشهد تعاونا ً عسكريا ً بين البلدين؟
ج : طبعا، هذه الزيارة الرسمية التي سنقوم بها نهاية الشهر الحالي تكتسي أهمية كبيرة. لكن أنا أعبر بكل أريحية فإن العلاقات التركية السعودية شهدت تطورا ملحوظا لم يسبق له مثيل في أي وقت مضى. ولدينا علاقات وتطور في العلاقات الاقتصادية والعسكرية والثقافية وأنا أؤمن أن علاقاتنا مع هذه الزيارة الأخيرة ستشهد قفزة كبيرة لأن وجهة نظرنا متطابقة. تعاملنا مع ملف اليمن نفس الشيء وكذلك نظرتنا إلى التطورات في الشرق الأوسط متطابقة وأيضا نظرتنا السياسية كما العسكرية متطابقتان وهذه الأمور مهمة جدا.
أما فيما يتعلق بالمجال التجاري والاقتصادي، فهناك الكثير من المشاريع التي يمكن أن ننجزها معا مع المملكة العربية السعودية. فإن تضامننا في واقع الأمر من شأنه أن يزيل جميع الأعمال الاستفزازية والدعائية أيضا لأنه بفضل هذا التعاون الاقتصادي بناءاً على ربح الطرفين يمكن أن نحقق الكثير لصالح البلدين ويمكن أن نتضامن فيما بيننا ونطور علاقاتنا مع البلدان والطرف الثالث.
وأما من الناحية الثقافية كما تعلمون فهناك روابط تاريخية وثقافية تربط البلدين ولدينا ثراء مشتركا ً يمكننا أن نرتقي به إلى مستقبل بشكل أفضل. على سبيل المثال، في السياحة أيضا لدينا علاقات متميزة جدا فيما بتعلق بزيارة المملكة السعويدة في إطار الحج و العمرة من تركيا. وتركيا ربّما تعتبر من أكثر البلدان التي يزور مواطنوها المملكة العربية السعودية، وكذلك هناك اهتمام من قبل السعوديين بتركيا وأنا أعتقد أن عشرات الآلاف يزورون بلادنا ويأتون وهنا يستفيدون من المواقع السياحية المتنوعة والتي يمكن لهم زيارتها على مدار 4 فصول. نحاول دائما أن نكون وجهة مفضلة لإخواننا السعوديين وإلى جانب ذلك نريد أن نستفيد من ذلك لتضامن شعبينا الشقيقين، وسوف نزيد كل هذه الأمور بشكل أفضل.
س : سامحني سيادة الرئيس أثقلت عليك لكن سؤال أخير، إذا بتعطينا مجال، هل تشعر تركيا أن الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته إيران مع الدول الكبرى يمكن أن يصل في مرحلة ما إلى أن يؤثر على مكانة ومصالح تركيا في المنطقة .. لصالح إيران؟
ج :طبعا بالنسبة إلينا هذه الاتفاقية لم تنتهِ و لم تكتمل بعد.. يمكن أن نقوم بتقييم هذا الأمر عندما تكتمل هذه الاتفاقية وإن العالم في واقع الأمر لا يؤيد ولا يصوب ما تتخذه إيران في مجال امتلاك السلاح النووي لكن إذا كانت هناك طبعا، النية فيما يتعلق بامتلاك الطاقة النووية. وإيران تظهر نفسها وكأنها هي من تريد الحصول على الطاقة النووية. وأنا لا يمكن أن أقول إن هذه المرحلة تسير بشكلب إيجابي وستصل إلى النهاية ،حتى أني لا أرى نهاية.
ثم بيني وبين إيران وجهات نظر وخلافات، لكني لا أريد أن تكون خلافاتنا مؤثرة على علاقات الجوار بيننا و أنا أتمنى بألا نكون أعداء بعضنا البعض بناءا على بعض المواقف الطائفية وكما تعملون معظم سكان إيران من الشيعة وتركيا كذلك معظم سكانها من السنة لكن إلى جانب السنة في تركيا لدينا أيضا المواطنون العلويون لا يمكننا إبداء موقف العداء تجاه بعضنا البعض. إن مرجعنا لا يجب أن يكون المذاهب .. إنما يجب أن يكون الإسلام. يحب أن ننظر لما يقوله ديننا الإسلام. وليس ما ننظر إليه أو نقوله ما يقوله أو يمليه علينا مذهبنا.. نحن ننظر لما يقوله الإسلام.. آنذاك يمكن أن نسير في الصراط المستقيم..
وأنا أرى أن ذلك مهم جدا لأن هناك نوايا في العالم لتمزيقنا وقد مزقونا .. يجب علينا أن نضم جهودنا ونلم شملنا ونتحد. أنظروا إلى الوضع في العراق، أنظروا إلى الوضع في سوريا وفلسطين وليبيا وكذلك أنظروا إلى تونس في كل مكان.
يعني أن هناك تمزقا ً وتشتتا ً وخلافات حادة داخل هذه البلدان ، يجب أن نتجاوز هذه المشكلة وإن استطعنا أن نحقق ذلك أظن أن العالم الإسلامي سوق يصبح أقوى وأقوى.
وأنا لهذه المناسبة أشكر وأحيي جميع المشاهدين وكذلك العاملين وفريق العمل في قناة العربية
س : سيادة الرئيس شكرا جزيلا لك على المساحة التي منحتنا إياها وعلى وقتك الذي منحتنا إياها. شكرا جزيلا على هذا اللقاء.
ج : شكرا جزيلا
شاهدوا الفيديو :
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews