لماذا عين نتنياهو يوسي كوهن رئيسا للموساد ؟
جي بي سي نيوز - : ذكرت جريدة يديعوت أن رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو اختار يوسي كوهن رئيسا للموساد الإسرائيلي، ويبدو أن هذا الاختيار هو صحيح، وموضوعي - تقول الصحيفة - ويعكس تفضيلا واضحا في مجال الأمن القومي. ومن الجدير بالذكر أن يوسي كوهن يعمل حاليا مستشارا للأمن القومي الإسرائيلي، وقد كان سابقا نائبا لرئيس الموساد. وقد وصف رئيس الموساد السابق مائير دجان هذا التعيين بأنه جيد جدا.
ونسبت الجريدة إلى كوهن قوله : أنا شديد التأثير للثقة التي أولاني إياها رئيس الحكومة، ومن هذه المهمة الكبيرة التي أوكلت إلي، وأنا ألتزم بأن أبذل قصارى جهدي من أجل تقديم أفضل العمليات الاستخبارية وأكثرها نوعية لدولة إسرائيل.
وذكرت الجريدة أن الموساد يعمل على ثلاثة مناحي: أولا: جمع المعلومات الاستخبارية الحيوية لأمن إسرائيل في شتى أنحاء العالم، ثانيا: القيام بعمليات سرية من أجل الحصول على معلومات ولإحباط التهديدات على أمن إسرائيل وسياستها ومواطنيها، والقيام بعمليات من أجل حماية وضمان أمن الشعب اليهودي في الخارج. ثالثا: العلاقات الإسرائيلية الخارجية السرية، وبشكل خاص مع الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وإقامة علاقات مع جماعات الاستخبارات في الدول الصديقة، ومع الجماعات الاستخبارية في الدول غير الصديقة.
وذكرت الجريدة أن تعيين كوهن رئيسا للموساد يشير إلى تفضيل نتنياهو في هذه المرحلة للعلاقات السرية القائمة بواسطة الموساد، وذلك لعدة أسباب، أولها: بغية العمل على بلورة تعاون دولي في محاربة " الإرهاب " ومن أجل إتاحة الفرصة لإسرائيل للمشاركة والتأثير على النشاطات الدولية المتمحورة حول ( إحباط العمليات الإرهابية التي يقوم بها الإسلام المتطرف والعسكري) وفق ما قالت الصحيفة .
والسبب الثاني لتفضيل نتنياهو العمل على صعيد العلاقات الخارجية بواسطة الموساد هو عزلة إسرائيل السياسية المتزايدة في الفترة الماضية، فالكثير من الدول، مثل السويد، التي تعادي إسرائيل، على استعداد للتعاون معها حينما يمر هذا التعاون عبر الأجهزة الاستخبارية.
أما السبب الثالث فهو انتهاز الفرص السانحة. فلم يعد القول أن هناك مصالح للدول العربية والإسلامية مع دولة إسرائيل، ورغم ذلك فإن هذه الدول لا تعتزم إقامة علاقات علنية وتطبيع العلاقات مع إسرائيل على الأقل حتى العثور على حل للمشكلة الفلسطينية، والموساد هو القناة التي تجري عبرها الاتصالات السرية والعلنية.
وذكرت الجريدة أن يوسي كوهن هو أنسب شخصية لترؤس الموساد في هذه الفترة نظرا لأن التجربة الدولية التي اكتسبها عندما كان رئيسا لشبكات الموساد في أوروبا، ومستشارا للأمن القومي، كبيرة جدا. كما أنه أثبت كفاءته في هذا المجال عندما أدار الحوار مع الأميركيين بالتعاون مع نائب مدير عام وزارة الخارجية جرمي يسسكروف في الفترة التي كانت الدول العظمى تجري مفاوضات مع إيران حول الاتفاقية النووية.
وحينما تسلم منصبه كرئيس لمجلس الأمن القومي شارك في المفاوضات مع الولايات المتحدة، وأثر عليها إلى حد كبير. كما عالج هو ويسسكروف عددا من القضايا شديدة الحساسية مع الولايات المتحدة في أوج العداء بين الرئيس أوباما ورئيس الحكومة نتنياهو.
وقالن : لقد اكتسب يوسي كوهن أيضا خبرة كبيرة في جمع المعلومات التنفيذي، حيث كان رئيسا لشعبة "تسومت" المسؤولة عن ضباط جمع المعلومات والعملاء في أوج العمل ضد المشروع النووي الإيراني، وقد حظي هو وطاقمه جراء هذا العمل بجائزة أمن إسرائيل. ويفتقر يوسي كوهن إلى الخبرة في مجال حرب التحكم الآلي التي كان رئيس الموساد السباق تمير بردو ونائبه "ن" – الذي كان مرشحا لمنصب رئيس الموساد- خبيرين فيها.
من جهته ذكر راديو إسرائيل الذي رصدته جي بي سي نيوز : أن يوسي كوهن يناهز الرابعة والخمسين من العمر، وقد التحق بالموساد عام 1983، وقاد عمليات تنفيذية مع الموساد. وهو يسكن في مستوطنة موديعين، متزوج وأب لأربعة أولاد.
وسيحل محل تامير باردو الذي شغل المنصب خمس سنوات تقريبا. وقد أعلن رئيس الحكومة نتنياهو عن تعيينه في بيان لوسائل الإعلام، بعد أن فضله على مرشحين آخرين: مدير عام مكتب المخابرات رام بن باراك، و"ن" نائب رئيس الموساد، حيث سيتسلم منصبه الجديد في مطلع شهر كانون الثاني القادم.
ونسب المراسل إلى رئيس الحكومة قوله: "إن الاختيار بين المرشحين لرئاسة الموساد كان صعبا، فالأشخاص الثلاثة الذين درست إمكانية تعيينهم لهذا المنصب هم أناس متميزون، ومؤهلون، ويمتلكون تجربة غنية، ومقدرة عالية جدا. وقد درست جميع هذه الأمور بمنطقية واتزان، وفي النهاية قررت في النهاية تعيين يوسي كوهين لمنصب رئيس الموساد القادم. وقد شغل يوسي في الآونة الأخيرة منصب رئيس مجلس الأمن القومي، وهو يتمتع بتجربة غنية، وإنجازات كبيرة، إضافة إلى مقدرة تم إثباتها في العديد من المجالات التي يعمل فيها الموساد، وهو يتمتع بمقدرة قيادية، ومقدرة تنفيذية، ولا شك أن هذه هي المزايا المطلوبة لمن يجب أن يقود الموساد.
وذكرت جريدة معاريف أن يوسي كوهن الذي اختاره رئيس الحكومة لمنصب رئيس الموساد يطلق عليه اسم "عارض أزياء" نظرا للملابس الفاخرة التي اعتاد ارتداءها، والساعات باهظة الثمن، وهو معروف بكونه قادرا على العمل على مدار الساعة. وهناك العديد من التحديات والمهام بانتظاره حال توليه منصبه في كانون الثاني القادم، وأولها ترميم الكادر الكبير في الموساد، ومتابعة المشكلة النووية الإيرانية، وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. وتعتبر المشكلة النووية الإيرانية أهم المشاكل التي ستواجهه، فهذه المشكلة لم تزل من جداول الأعمال رغم مرور نصف سنة تقريبا على توقيع الاتفاقية بين إيران والدول العظمى، بل ربما العكس هو الصحيح، فهي لا زالت التحدي المركزي أمام إسرائيل، وللموساد يد طولى في معالجة هذه المشكلة، ومن ضمنها جمع المعلومات التي تثبت أن إيران لا زالت تواصل السعي للحصول على سلاح نووي بصورة تخالف الاتفاقية. وسيواصل الموساد العمل لإحباط برنامج إيران النووي.
وسيواصل الموساد العمل أيضا لإحباط مشاريع تنظيم الدولة نظرا لأنه يضع الأهداف اليهودية ضمن أجندة عمله ، كما أن المنظمات المسلحة الأخرى لم تستبعد إسرائيل حتى الآن من ضمن أهدافها.
وهناك أيضا مشكلة ترميم الكادر الأعلى في الموساد، حيث من المتوقع أن يتم استبدال نائب رئيس الموساد "ن" بمسؤول آخر هو "أ".
وهناك أيضا مشكلة تسوية العلاقات بين الموساد وأجهزة المخابرات الإسرائيلية الأخرى، وتحسين التنسيق، وبشكل خاص بين الموساد وجهاز الأمن العام حول قضية من هي الجهة المسؤولة عن جمع المعلومات في قطاع غزة؟. وهناك أيضا مسألة تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، حيث سيكون كوهن مضطرا للعمل من اجل تحسين التعاون الإستراتيجي الاستخباري بين الجهتين، رغم العلاقات العكرة القائمة بين الرئيس أوباما ورئيس الحكومة نتنياهو.
( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews