الشيعة يسيطرون على قيادة الجيش اللبناني

جي بي سي - أكدت مصادر في مدينة صيدا أن السبب المباشر لاندلاع الاشتباكات الدموية في مدينة صيدا جنوب لبنان هو قيام وحدة خاصة من حزب الله باطلاق النيران على المباني التي يتواجد بها انصار الشيخ الاسير وبنفس الوقت قامت قوة من حزب الله باطلاق عيارات نارية على مواقع الجيش اللبناني ، الأمر الذي أدى الى اشتباكات شرسة بين أنصار الأسر وقوات من الجيش اللبناني .

وأعدت دائرة التحليل العسكري والإستراتيجي في موقع " جي بي سي " تقريرا حول الأحداث الأخيرة التي عصفت بلبنان ، ودور حزب الله وإيران في اشعال المواجهات بين أنصار الشيخ السني أحمد الأسير والجيش اللبناني .

لم تكن هذه المواجهات وليدة اللحظة ، وانما لها أسباب وجذور عميقة في لبنان ، حيث تورد لكم دائرة التحليل أبرز تلك الأسباب :

الاسباب الرئيسية التي ادت الى مواجهات صيدا :

1. تراكمات منذ عشرات السنين لدى الطائفة السنية من تصرفات وممارسات حزب الله الشيعي .

2. عشرات الاغتيالات التي راح ضحيتها العديد من قادة لبنان السياسين والعسكرين والامنين ، وأبرزهم رفيق الحريري ووسام الحسن ، يقف ورائها وبشكل واضح حزب الله ومن خلفه إيران .

3. تورط لبنان على يد حزب الله في مواجهات غير محسوبة مع اسرائيل ادت الى تدمير لبنان .

4. مشروع طائفي وهو الهلال الشيعي والذي أعلنت عنه ايران صراحة في أكثر من مناسبة ، حيث تدعم الأسد وحزب الله في حربهم على الشعب السوري ، والذي تحول الى صراع طائفي .

5. حزب الله يمارس الابتزاز السياسي على مقاليد الحكم في لبنان لدرجة ان له النفوذ في تعيين رئيس الجمهورية وعزله ، بالاضافة الى التدخل السافر في تعيين كبار المسؤولين اللبنانيين في كافة المراكز من وزراء ونواب وغيرهم .

6. وصل تدخل حزب الله الى الأجهزة الأمنية ، حيث بات من المعروف في لبنان ان حزب الله يخترق المؤسسة العسكرية وخاصة الجيش ، حيث أثبت بالأدلة قيام حزب الله باغتيال شخصيات عسكرية في الجيش والمخابرات في حال عدم انصياعهم لأوامر الحزب وأجندته .

7. ارسال حزب اللة اللبناني ما مجموعه 32 الف جندي لقتال الشعب السوري ذو الأغلبية السنية ، حيث حوّل الحزب الصراع في سوريا الى طائفي ، والدليل اعترافات حسن نصر الله والممارسات التي أعقبت سقوط القصير .

8. قيام النظام السوري بمهاجمة قرى السنية اللبنانية بالطائرات والمدفعية والمروحيات دون ادنى احترام للسيادة اللبنانية ، حيث تعتبر القوى السنية اللبنانية ان الحكومة في البلاد وعلى رأسها الجيش متواطئة مع النظام السوري ، حيث تم تسليم العشرات من الثوار السوريين الى الجيش النظامي من قبل الحكومة اللبنانية .

9. سوء المعاملة التي يتعرض لها اللاجئين السوريين في لبنان ، حيث تمارس بحقهم ضغوطا كبيرة للعودة الى سوريا .

10. خوف الجماعات السنية في لبنان من الترسانة الكبيرة التي يملكها حزب الله ، وتحويلها الى الداخل اللبناني ، وتكرار الحرب الأهلية التي دمرت البلاد في السابق .

11. يحاول حزب الله فرض اجندة ايرانية على المشهد اللبناني ، بحيث تستهدف تلك الأجندة السنة في لبنان.

النفوذ الإيراني في لبنان

1. ايران تعتبر لبنان وسوريا من محافظاتها وجزء لا يتجزأ من أراضيها

2. سلمت ايران الحكومة اللبنانية 5 مليار دولار على مدى 5 سنوات لما يسمى اعادة اعمار لبنان.

3. التواجد الأمني الإيراني عالي المستوى في لبنان وأبرزهم الفريق الركن حسن الشاطري ، حيث كان يتمتع بصلاحيات مطلقة حتى في شؤون لبنان الداخلية ،وكان يمارس ضغوطا سياسية ومالية على اركان الدولة وصولا لرئيس الجمهورية .

4. وجود ما لا يقل عن 6000 جندي من الحرس الثوري الايراني في لبنان تحت مسميات مختلفة كورقة ضغط على الحكومة اللبنانية والجيش .

5. كان حسن الشاطري هو رئيس لبنان ورئيس

توقعات المشهد

استمرار الوضع بالاشتعال وامتداده على كل لبنان ، حيث يتحمل الجيش مسؤولية تردي الوضع في طرابلس وعرسال وصيدا وبيروت وجرود بعلبك .

الواقع أن ثمة فريقين في لبنان يريدان من الجيش أن يلبي شروطه:

الأول :

يجب الجيش أن يرد على قصف النظام السوري لجرود عرسال وأن يمنع حزب الله من دخول سوريا، وأن يدخل إلى جبل محسن ، بسبب موقعه الاستراتيجي الذي يجعله يتحكم بطرابلس .

ويطالب هذا الفريق بمنع أي تدخل لحزب الله أو للنظام السوريفي لبنان ، في الوقت الذي يحذر الجيش من اعتبار التيار السلفي في طرابلس خطرا يتجاوز الدولة ، والتنبه الى خطر التيار الشيعي المتمثل في حزب اهن ومناصريه .

الثاني :

لا يرى إلا حركة سلفية في طرابلس تريد تدمير الجبل بأي ثمن، في شكل يترابط مع مجريات الوضع السوري وأخيراً ما يجري في القصير، وأن ينسحب التدمير على وجود الجيش في طرابلس.

ولا يرى أيضاً إلا أن ثمة موازين قوى يجب أن تحافظ عليها المدينة التي اُحرقت فيها محال للعلويين. هذا الفريق، ولو تجاوب في بعض الأحيان مع التهدئة ووقف النار، إلا أنه يعرف تماماً أن طرق إمداداته بالسلاح مفتوحة، وأن موقعه يجعله يتحكم بطرابلس وبشوارعها، ويعتقد أن الأحداث الأمنية التي يتعرض لها الجيش في عرسال وصيدا وطرابلس لن تدفعه إلا إلى دخول الجبل وتحييد باب التبانة حيث معقل السلفيين.

وهذا الفريق، الذي بات منتشياً بعد معركة القصير، يريد من الجيش أن يدخل عرسال بالقوة، وأن يينفذ حملة عسكرية واسعة النطاق تشمل جرودها وطرابلس مهما كلف ذلك من ثمن، ويريد نهر بارد ثانية وثالثة ورابعة بغض النظر عن الأسباب الموجبة لعدم توافر الظروف الملائمة لذلك.

الأخطاء التي وقع فيها الجيش اللبناني

أولاً : إن قائد الجيش لا يزال ملتزماً بقرار السلطة السياسية ، ولم يخرج بعد ليسمي الأشياء بأسمائها وليقول صراحة ما تحمله الاتصالات الهاتفية التي يتلقاها وما يسمعه في اللقاءات التي يجريها من تناقضات جوهرية. وإنه لم يقلب الطاولة بعد على الأفرقاء السياسيين الذين يرون أنه لا يحسم في أي منطقة؛ لأنه ينتظر قرار التمديد له.

ثانياً : لأن خطة الحسم موجودة على مكتبه منذ أيام، لكنه يدرك أن معركة طرابلس مكلفة للجميع، للمدنيين أولاً وآخراً، ولعناصر الجيش ثانياً ، هل يمكن أي طرف أن يتصور مدى كلفة دخول الجيش في معركة شبيهة بنهر البارد في باب التبانة وجبل محسن، حيث ترتفع نسبة الكثافة السكانية، وحيث المناطق الشعبية متداخلة مع المحاور العسكرية؟ . ( المصدر : جي بي سي )