صحيفة فرنسية : أزمة اللاجئين في اوروبا أنستنا الاردن
جي بي سي نيوز - : قالت صحيفة " ليبراسيون " الفرنسية ان أزمة توافد اللاجئين على أوروبا صرفت أنظار العالم عن اللاجئين السوريين في الاردن ، وما يعانيه الاردن واللاجئون السوريون فيه .
واضافت الصحيفة في تقرير لها الخميس : إن الحرب في سوريا تسببت بأكبر موجة هجرة ونزوح جماعية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية ، حيث فر اكثر من 4 ملايين سوري عن بلادهم منذ بدء الازمة ، وفقا لما قاله المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة .
وتشير الصحيفة الى ما وصفتها بالمفارقة التاريخة حيث ان سوريا كانت الملاذ الاول لمئات الآلاف العراقيين الفارين من جحيم الحرب عقب غزو بلادهم في 2003 ، فضلا عن 500 ألف لاجئ فلسطيني .
وبينت ان عدة دول مجاورة لسوريا منها الاردن وتركيا قد قررت فتح ابوابها أمام اللاجئين السوريين ، ولكن الصعوبات التي يعيشها هؤلاء في بلدان اللجوء جعلت العديد منهم يفضل البحث عن ملاذ أفضل في أوروبا .
واشار الصحيفة الى الأزمة السورية وتداعياتها بشكل خاص ، والربيع العربي بشكل عام قد تحولت الى محط انظار العالم ، وحجبت الاضواء عن أزمة اللاجئين الفلسطينيين التي كانت الشغل الشاغل للساسة ووسائل الإعلام حتى زمن قريب .
وقالت ان الاردن لطالما فتح ابوابه للاجئين وكان مقصدا للاجئين الفلسطينيين والعراقيين ، واصبح ملاذا للسوريين ايضا .
لكن الصحيفة اشارت الى ان ازمة اللجوء السوري تسبب في تغيير الشكل الديمغرافي في الاردن ، خصوصا في شمال البلاد حيث يتمركز أغلب اللاجئين السوريين ، وكان له تأثير واضح على نمط الحياة اليومية للسكان المحليين ، خصوصا وان أكبر 3 مخيمات في الأردن تستقبل 20 % من مجمل السوريين اللاجئين في العالم ، وان فترة إقامتهم في المخيمات قد طالت .
وبينت ان العلاقة التاريخية التي تجمع شمال الأردن وجنوب سوريا، سهّلت التأقلم بين الاردنيين واللاجئين ، إلا أن ذلك لا ينفي وجود صعوبات يتعرض لها السوريون، خاصة في سوق العمل والعثور على مسكن والحصول على الخدمات العامة.
وقالت ان مخيم الزعتري الذي تم افتتاحه في سنة 2012 لاستقبال السوريين يقطنه الآن أكثر من 80 ألف سوري .
وبينت ان القانون الاردني لا يسمح للسورين بالعمل ، كما ان السلطات الاردنية تطلب ممن يريد ان يحصل على صفة لاجئ في المخيم أن يحصل على ترخيص يحدد له فترة إقامته وتوقيت خروجه منه .
واشارت الى ان على الرغم من كل الظروف فقد استطاع اللاجئون السوريين في مخيمات الاردن من عيش حياة شبه طبيعية اشبه بتلك المجتمعات التي تركوها في بلادهم ، ونجحوا في اقامة تجارتهم الخاصة وصناعاتهم التقليدية.
واعتبرت الصحيفة ان أزمة اللاجئين بأوروبا فرضت على الغرب مراجعة سياساته ، حيث يدرس الاتحاد الأوروبي زيادة الدعم المادي والمساعدات الإنسانية لدول جوار سوريا بهدف التخفيف من توافد اللاجئين اليه .
واعتبرت أن لأزمة اللاجئين 3 محاور ، الاول في طول فترة بقاء اللاجئين في بلاد اللجوء ، حيث بات بقاءهم فيها طويلا وليس مؤقتا ، اما الثاني في عدم القدرة على إرجاع اللاجئين إلى بلدهم ، لان الحرب في سوريا ما زالت مستمرة وتحصد ارواح المئات ، في حين ان المحور الثالث هو عدد اللاجئين الذين يمكن للغرب ان يستقبلهم ، والذي لن يكون سوى جزء صغير من اعدد اللاجئين السوريين الكلي .
واختتمت الصحيفة بالقول : اللاجئين السوريين لا يرغبون في ركوب" قوارب الموت " للوصول إلى أوروبا ، لذلك على أوروبا مراجعة سياساتها تجاه الشرق الاوسط ، وايجاد حلول جذرية لهؤلاء اللاجئين .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews