الجزيرة يدفع الثمن!
عاد الجزيرة عشر سنوات إلى الوراء!
لا أكذب ولا أبالغ!
أنظر إلى جدول الدوري، أنظر إلى الترتيب، هل يعقل أن يكون النادي الكبير في هذا الموقع المتدني، الموقع الموصوف دائما بأنه موقع المرشحين للهبوط، وليس المرشحين لبطولة الدوري، كما يفترض أن يكون الجزيرة دائماً!!
نعم من الممكن ان تتعرض الفرق الكبيرة لمثل هذه المواقف، هي دورات الزمن أحياناً، مساحة رمادية بين اختفاء جيل من النجوم، وولادة آخر، لكن هل هذه الحالة وحدها التي تتلاعب بالجزيرة الآن؟!
منذ فترة طويلة، تحديداً بعد نهاية الموسم الماضي، وعندما لاح في الأفق نية التعاقد مع البرازيلي براغا كان لي رأي قلته ومضيت إلى حال سبيلي، «التعاقد مع مدرب سبق له العمل مع النادي نفسه حتى لو كان أفضل مدرب في العالم، وحقق في السابق ما لم يحققه الأوائل، يبقى عملاً محفوفاً بالمخاطر، فكروا جيدا قبل أن تتعاقدوا مع براغا!»
عندما يتعاقد فريق ما مع مدرب سبق له تدريبه، نحن نضعه دون أن ندري في صراع هائل بين ما حققه قبل ذلك، وبين ما نريد منه تحقيقه، هذا الصراع يكون إضافياً في خاطر المدرب، إلى جانب الصراع المعتاد الذي يعيشه أي مدرب آخر!
نعمل معه، ولا ننسى ما حقق، ونعقد المقارنات الفورية وليست فقط الموسمية، الحالة كلها تبقى دائماً وأبداً فوق صفيح ساخن، ولا أتذكر حاليا حالة واحدة عاد فيها مدرب لفريقه السابق وحقق النجاح إلا في حالات استثنائية!
نعم أخطأ الجزيرة من الأساس وهو يعيد براغا، وهو خطأ، لو كنت أحب استخدام كلمة استراتيجي، لقلتها عليه، وها هو، يدفع الثمن الآن!
أعترف هنا أن الصورة التي أشاهد الجزيرة عليها ليس سببها فقط التعاقد الخاطئ، بل ما ترتب عليه، ولست أدري هل لبراغا دخل مثلاً في اختيار اللاعبين الأجانب أم لا، مشهدهم هذا الموسم لا يسر!
لكني على يقين أن براغا أصبح يستحب الدفع باللاعبين الجدد الصغار، وهو لا إراديا يفعل ذلك لتبرير ضعف فريقه ونتائجه، وهو أمر من الممكن أن يدفع الفريق إلى الهاوية! نسي براغا أننا في دوري للمحترفين، ليس له دخل من بعيد أو قريب بمسألة البناء، في عصر الاحتراف عليك أن توازن بين البناء التدريجي وبين السعي للبطولات!
لن يقتنع أحد بشماعة المستقبل، في ظل وضعية يمكنك فيها أن تبني فريقا ربما في موسم واحد، إن لم يكن من ملاعبك، فمن ملاعب المنافسين، ما لا تملكه يمكنك شراؤه، أم أن الجزيرة لا يملك ثمن الشراء!
آخر الكلام
Ⅶعندما تكرر المدرب نفسه، فأنت تعطيه على الفور الحجة التي يذبحك بها وقت اللزوم «حققت البطولة يوم أن كان عندي فريق قادر، أما اليوم فأنا أشهدك على ما بين يدي»!!
Ⅶكل ذلك لا يمنع مطلقا الاعتراف بأنه مدرب كبير، لكن هناك معطيات تطغى على الكفاءة، هذه المعطيات يسمونها أحيانا التوقيت المناسب!
Ⅶأعتقد أن الظروف «كلها على بعضها» كونت ما يشبه الأزمة النفسية، وهي ما تجعل الفريق قابلاً لسرعة الانهيار، هذا ما حدث بالضبط في الشوط الثاني من مباراة الأهلي!
Ⅶما تقدم وجهة نظر ليس بالضرورة أن تكون صحيحة، أتمنى للجزيرة التعافي ولا ألمح لشيء، فقط أقرأ المشهد حسبما تراءى لي!!
(المصدر: البيان 2015-12-03)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews