الوقت ما يزال مبكراً لتحديد مسار المنافسة

شهد حفل «الاتحاد الآسيوي» لكرة القدم لاختيار أفضل لاعب في القارة الذي أجري أمس الأول في قاعة «مملكة الأحلام» في نيودلهي، تتويج الإماراتي أحمد خليل عريساً لآسيا على حساب مواطنه عمر عبد الرحمن والصيني جينغ جي.

ورغم أهمية هذا الحفل بالنسبة إلى اللاعبين والمدربين والأندية والمنتخبات الذين كانوا يتنافسون على جوائز الأفضل في آسيا، إلا أن ما حصل خلف الكواليس قبل الحفل وخلاله وبعده، كان محط أنظار كل الحاضرين لوجود ثلاثة من أبرز المتنافسين على رئاسة الـ «فيفا» في 26 شباط المقبل، هم رئيس «الاتحاد الآسيوي» الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم، رئيس «اتحاد غرب آسيا والاتحاد الأردني» الأمير علي بن الحسين والأمين العام لـ «الاتحاد الأوروبي» جياني اينفانتينو.

كان الجميع في نيودلهي ينتظر وصول «عراب الانتخابات» الأول رئيس «المجلس الأولمبي الآسيوي» رئيس «أنوك» الشيخ الكويتي أحمد الفهد الأحمد الجابر الصباح الذي كان محدداً عند الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الخميس، وكانت المفاجأة عدم وصوله حيث أطل مدير «المجلس الأولمبي الأولمبي الآسيوي» حسين المسلم ليعلن اعتذار الفهد عن عدم الحضور حيث عاد من مطار الكويت قبل إقلاع الطائرة نتيجة تلقيه مكالمة هاتفية من زوجته بوفاة جدة والدها.

غياب الفهد، أحدث إرباكاً ملحوظاً في المعسكر الاسيوي حيث كان من المنتظر أن يلتقي مع رؤساء جميع الاتحادات الآسيوية للتشاور حول انتخابات الرئاسة من منطلق دعم الشيخ سلمان الذي سبق واعلنه قبل نحو 10 ايام تحت شعار»وحدة الاتحاد الآسيوي» لدعم ترشحه.

شارك عضو اللجنة التنفيذية في «الاتحاد الآسيوي» رئيس «الاتحاد اللبناني» المهندس هاشم حيدر في اجتماع اللجنة، وكذلك التقى المرشحين الثلاثة وجميع رؤساء الاتحادات الآسيوية، وتم التشاور في مواضيع عديدة، وفي طليعتها الانتخابات الرئاسية.

وفي اجتماع اللجنة التنفيذية، عرض الشيخ سلمان تقارير اللجان الفرعية ونشاطات الاتحاد، ومن ثم عرض أحد الأعضاء إقتراحاً بإعلان الدعم الكامل للشيخ سلمان في انتخابات الرئاسة فتمت الموافقة عليه بالإجماع.

ورداً على سؤال حول مسار الانتخابات بوجود ابرز ثلاثة مرشحين في نيودلهي، أجاب حيدر: «آسيوياً، تم إعلان دعم الشيخ سلمان، وفي المقابل فإن المرشحين الآخرين، الأمير علي وإينفانتينو، التقيا بدورهما الحاضرين، بعض اللقاءات كانت علنية، وبعضها الآخر بعيداً عن الأعين، إلا أن الخلاصة التي اقتنعت بها من خلال كل ما جرى، هي أن الحديث عن تحديد مسار المنافسة ما يزال مبكرا، فما يزال يفصلنا عن موعد الانتخابات 86 يوما، ومن الصعب جداً الآن إعطاء افضلية لمرشح على آخر».

واكد حيدر بأن السخونة الفعلية للانتخابات ستبدأ في أول شباط «علينا أن ننتظر حالياً، في الشهرين المقبلين قد تطرأ أمور جديدة على الأصعدة كافة، وفي أبرزها تحديد المصير النهائي لرئيس «الاتحاد الأوروبي» الفرنسي ميشال بلاتيني، وهو أمر مهم للجميع، خصوصاً بعد أن أعلن الشيخ أحمد منذ نحو 20 عاماً، أنه في حال بقاء بلاتيني في المنافسة، فإن الاتحاد الآسيوي سيدعمه وسيسحب ترشيح الشيخ سلمان، وكذلك أعلن «الاتحاد الأوروبي» الأمر نفسه واعداً بسحب ترشيح أيفانتينو.

صمت مطبق في المعسكر الأردني

في معسكر الأمير علي، يسود الصمت المطبق حيث يرفض أي من مساعديه الذين يرافقونه في نيو دلهي الحديث عن موضوع الانتخابات، وحتى عن الاجتماعات التي عقدها الأمير، ولسان حالهم أن الوقت الحالي هو ليس للكلام، بل للعمل، كذلك رفضوا الإجابة على سؤال «هل انتم متفائلون بمسار المعركة».

الرجوب في الاتجاه الآخر

رئيس «الاتحاد الفلسطيني» اللواء جبريل الرجوب كان الأكثر صراحة في الحديث عن وضع الانتخابات حالياً، وكان أول من أعلن عبر تصريح رسمي من عمان الأسبوع الفائت بأن «الاتحاد الفلسطيني» سيمنح صوته إلى الأمير علي، مضيفاً لـ «السفير»: «صحيح أن اللجنة التنفيذية في الاتحاد الآسيوي أعلنت دعمها الكامل للشيخ سلمان، إلإ أن هناك اتحادات اسيوية أخرى أكدت بدورها منح اصواتها إلى الأمير علي، ومنها «الإيراني» ومجموعته، «الإماراتي» ومجموعته وكذلك «الأسترالي».

وعن توقعاته حول إسم «الرئيس المنتظر»، قال الرجوب إن الوقت الذي يفصلنا عن موعد الانتخابات هو وقت طويل، وقد تحدث أمور تقلب الأوضاع رأساً على عقب».

إيفانتينو متفائل

تحرك إيفانتينو في نيودلهي بحرية كاملة، وكان ضيفاً مميزاً على الشيخ سلمان الذي أجلسه إلى جانبه خلال العشاء الرسمي الذي تلى حفل توزيع الجوائز.

لم يكن إيفانتينو متحفظاً في حواراته مع الحضور، وحتى مع بعض الإعلاميين، وابدى أسفه الكبير لما يتعرض له بلاتيني متمنياً عودته إلى سباق المنافسة، وقال لـ «السفير»: «لقد منحني «الاتحاد الأوروبي» ثقته الكاملة في حال استبعاد بلاتيني نهائياً، لقد زرت اتحادات كثيرة في أفريقيا وتلقيت بعض الدعم، وتحدثت هنا مع العديد من الاتحادات الآسيوية، كذلك تلقيت دعماً كاملاً من اتحادات أميركا الجنوبية، نحن الآن في حالة ترقب، ستتبلور الأمور بشكل أوضح بعد صدور القرار النهائي حول مصير بلاتيني».

كاخيا: سلمان هو الرئيس

من جهته، قال مدير «شركة وورلد سبورت» بيار كاخيا، الذي أبلغ الذين التقاهم بانتهاء مسيرته في الشركة عبر تقديمه «استقالة ودية» وبقائه كاستشاري لسنوات أربع مقبلة، أن حظوظ الشيخ سلمان في الوقت الراهن هي الأكبر للوصول إلى سدة رئاسة الـ «فيفا»، مشيداً بشخصية الشيخ سلمان وبقدرته على إعادة الـ «فيفا» على السكة الصحيحة.

دور السياسة

آراء وحوارات وتكهنات متعددة الاتجاهات برزت في أجواء نيودلهي في سباق الوصول إلى الرئاسة، قد لا يتوضح مسارها إلا في الأمتار الأخيرة، لكن ما لم يتحدث عنه أحد بصراحة، هو الدور السياسي المسيطر على الأجواء، والذي من المنتظر أن تكون له الكلمة الفصل في تحديد إسم الرئيس العتيد.

فكما هو معلوم، لقد سبق للرئيس الموقوف جوزيف بلاتر الكشف في مناسبات عدة، أن السياسة لعبت أدواراً بارزة في محطات عدة في مسيرة الـ «فيفا»، فما الذي تغير حتى لا يكون هذا الدور اللاعب الأساسي في اختيار الرئيس؟

(المصدر: السفير 2015-12-01)