الحفل الكبير أمام الأهرامات
أمام الأهرامات أمس الأول.. أقامت شركة صلة السعودية حفلها الكبير، بعد توقيع عقد رعايتها للنادى الأهلى وهو الأكبر والأضخم فى تاريخ الرعاية الرياضية فى مصر.. وهذه هى العبارة الصحيحة التى لم يلتفت إليها أى أحد.. عبارة تختصر كثيرا مما أصبح فى حياتنا وعقولنا من فوضى وغضب واضطراب.. وأيضا سوء تقدير من المسؤولين وعدم اهتمامهم بالتوضيح والمصارحة فى مناخ بات يفيض بالشكوك والظنون وكل الاتهامات سابقة التجهيز.. وكانت النتيجة الطبيعية أن يتخيل كثيرون ولهم عذرهم بالتأكيد أنها حفلة لتاريخ الأهلى وانتصاراته وبطولاته الكثيرة، وبالتالى كان الغضب لمن لم تتم دعوته، رغم أنه أحد شركاء وصناع هذه البطولات، والغضب على من تمت دعوته رغم أنه ليس من أبناء أو عشاق الأهلى وليس شريكا فيما تحقق من انتصار ونجاح.. بينما الحقيقة كانت ولاتزال أنها حفلة لعقد الرعاية أقامته الشركة التى ستقيس نجاح حفلها بحجم الأضواء والإعلانات وعدد الرعاة ومكانتهم الذين سترتبط أسماؤهم بالأهلى.. وهذا حق طبيعى للشركة التى ليست متطوعة بجهدها وأموالها لخدمة الأهلى وإنما تريد أن تنجح وتكسب فتعطى للأهلى حقوقه وامتيازاته.. ولم تحرص إدارة الأهلى على توضيح ذلك منذ البداية، وقد يكون أعجبها ترديد وترويج أنه حفل الأهلى دون انتباه أن لذلك ثمنا ستدفعه الإدارة دون أى ذنب أو خطأ.. والشركة الراعية أيضا أعجبها ذلك وأسعدها أيضا أن يكون الحاضرون ضيوفا للأهلى وليس للشركة..
فالدعوة بذلك قيمتها أكبر وقبولها أسهل.. ثم كان هناك إعلام بعضه لم يكترث بالحقيقة ويبحث عنها ويقدمها للناس، وإعلام آخر قرر استغلال هذه الفوضى وهذا الارتباك سواء لمواصلة الهجوم الشرس على الإدارة الحالية أو نثر مزيد من الأكاذيب التى سيصدقها الناس بفعل الإلحاح ثم لن يعتذر أحد بعد اكتشاف كم هذه الأكاذيب.. لن يعتذر أحد ممن قالوا إن أبوتريكة مثلا رفض حضور الحفل وقرر مقاطعته تضامنا مع مانويل جوزيه الذى لم تتم دعوته.. وجاء أبوتريكة وشارك مع نجوم كثيرين فى الاحتفال من أجل الأهلى..
فالأهلى أكبر كثيرا وجدا من أن يختصر أحد كل تاريخه وحكاياته فى حفل واحد مهما كان ضخما ورائعا وجميلا.. فبطولات الأهلى وانتصاراته وحدها تستحق أكثر من احتفال.. ومكانة الأهلى وأدواره الوطنية وإنجازاته السياسية والاجتماعية تستحق أيضا أكثر من احتفال.. بل إن جماهير الأهلى بوفائها والتزامها وغرامها وحكاياتها تستحق احتفالات حقيقية لا أول لها أو آخر.. وكان عقد الرعاية الجديد يستحق أيضا مثل هذا الاحتفال باعتباره خطوة جديدة سوف تعنى الكثير جدا سواء لإدارة الأهلى أو مسؤوليه أو أعضائه أو جماهيره فى كل مكان.. فالأهلى بهذا التعاقد والمفهوم الجديد للرعاية الرياضية يغامر بخطوة جديدة ستلحقه غدا بقية الأندية المصرية.. ورغم ذلك ليس من العدل والإنصاف عتاب ولوم كل الذى لم يصله هذا المعنى والذى لم يسعده قيام الأهلى بمثل هذه الخطوة.. فلم يكن هناك أى شرح أو توضيح أو تفسير أيضا أو حتى اهتمام بتقديم الصورة والمعنى الحقيقى وراء هذا الاحتفال.
(المصدر: المصري اليوم 2015-11-28)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews