علماء المسلمين في العراق: الفلوجة تتعرض لـ"إبادة جماعية"
جي بي سي نيوز :- أصدرت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق بياناً صحفياً الخميس، أدانت فيه الجرائم التي تقوم بها القوات الحكومية العراقية والميليشيات الموالية لها في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غرب العراق.
ووصفت الهيئة في بيانها الجرائم المرتكبة في الفلوجة بـ"إبادة جماعية" والتي تنذر بكارثة إنسانية وبيئية خطيرة، محملة الحكومة العراقية والمجتمع الدولي مسؤولية ما يجري فيها.
وتالياً نص البيان:
بيان رقم (1129) المتعلق بالجريمة الوحشية والكارثة الإنسانية التي يتعرض لها أهالي مدينة الفلوجة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فلا تزال آلة القتل والتدمير تواصل عملياتها الإجرامية وتحول مدينة الفلوجة إلى أرض محروقة في مشهد شبه يومي اعتاد عليه أهالي المدينة المنكوبة، وبات الوضع في هذه المدينة الصابرة على النحو الآتي:
أولاً: مازالت القوات الحكومية والميليشيات الدموية تصب حممها فوق المناطق المأهولة بالسكان، والأسواق التجارية قصفاً بالصواريخ ومدافع الهاون والبراميل المتفجرة وعلى نحو دائم، وقد بلغت حصيلة الضحايا منذ بدء العمليات العسكرية على المدينة وحتى اللحظة (8941) شخصاً بين قتيل ومصاب جلّهم من الأطفال والنساء.
ثانياً: تعاني مستشفى الفلوجة العام التي تعرضت إلى (48) عملية قصف بالهاونات والبراميل المتفجرة والصواريخ، من نقص حاد في مواردها الطبية من أدوية ومستلزمات مع تزايد أعداد المصابين نتيجة القصف العشوائي المستمر، كما تزداد المعاناة في نقص الكادر الطبي المتخصص وفي غرف العمليات الجراحية التي تخلو من أقل الضروريات والمستلزمات الطبية لمعالجة الجرحى والمصابين.
ثالثاً: تتعرض المدينة منذ مدة طويلة لحصار خانق يمنع فيه دخول المواد الغذائية والطبية؛ الأمر الذي أدى إلى شل الحركة فيها تماماً، وغلق الأسواق وشحّة المواد الغذائية، وارتفاع أسعارها إلى ضعفين، مع انهيار القدرة الشرائية للمواطنين بسبب البطالة، وبسبب قطع رواتب الموظفين الموجودين داخل المدينة منذ خمسة أشهر، وبسبب إغلاق جميع المعابر باستثناء معبر (الشيحة) المحفوف بالمخاطر؛ وقد قامت الطائرات مؤخرا بقصف الطرق والجسور التي تؤدي إلى هذا المنفذ، ليطبق الحصار على هذه المدينة من كل الجوانب، ويضع أهلها أمام موت بطيء.
رابعاً: شمل الحصار كذلك قطع شبكات الهاتف والأنترنت وغيرها، وطال الحصار وسائل الإعلام أيضا ليحول هؤلاء الظالمون بينهم وبين إيصال المعاناة والحقيقة إلى الرأي العام والعالم.
خامساً: الخدمات المدنية متردية جداً، فالتيار الكهربائي مازال مقطوعا عن المدينة منذ سنتين، والمولدات الأهلية لا تستطيع أن توفر هذه الخدمة بسبب شحة المحروقات وارتفاع أسعارها بشكل غير معقول، أما شبكات المياه فهي مقطعة ولا تخضع لعمليات المعالجة اللازمة مما يسبب انتشار الأمراض بين أهالي المدينة.
إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذه الجرائم؛ فإنها تعدها جرائم إبادة جماعية تنذر بكارثة إنسانية وبيئية خطيرة تمارس أمام مرأى ومسمع من العالم دون أن يحرك لها ساكنا، ولا ندري ما الذي فعلته هذه المدينة لدول العالم ليتواطأ الجميع على ذبحها.
وتحمل الهيئة مسؤولية ذلك كله للحكومة الحالية والمجتمع الدولي الذي ألف الصمت أمام ما يستوجب الصراخ.
الأمانة العامة
14 صفر/1437ه
26/11/2015م
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews