ودعي طفلك بدون بكاء .. خطوات عملية
جي بي سي نيوز - : تحملين حبيبك الصغير أو حبيبتك الجميلة إلى الحضانة لأول مرة، يبدو متحمسا في البداية، خطواتكم تقترب من بوابة الحضانة، يبدأ في البكاء والتشبث بك، تحاولين الانفصال عنه فيزداد تشبثه بك.
تتعجبين من الأمر، لقد كنتِ تتركينه مع أحبائك، أو غيرهم، بقبلة على الخد وتُلوِّحين له بالوداع، وكنت تتصورين أن "قلق الانفصال" يُمثِّل مشكلةً للأطفال الآخرين فقط، إلا أن وداعك له الآن يُثير بكاءه، فماذا يحدث؟
ما هو قلق الانفصال؟
يعاني الأطفال غالبًا من فترة قلق الانفصال فيما بين سنّ 8 أشهر و12 شهرًا، وعلى الرغم من أن قلق الانفصال قد يكون محبطًا، فإنه يُشكِّل إحدى مراحل النمو النفسي بالفعل، حيث يبدأ الطفل يدرك أنه لا يوجد أقرب منك إليه - وأنكِ لا تزالين موجودة حتى عندما لا يراكِ، وهذا ما قد يدفعه للبكاء عندما تغادرين الحجرة، أو لإبداء سلوك التشبث بك عندما تحاولين وداعه.
وعادةً ما يزول قلق الانفصال عند بلوغ الطفل 24 شهرًا، وفي هذه الأثناء، ينبغي وداع الطفل برفق وطمأنته بأنك ستعودين في وقت قريب، ونادرًا ما يتطلب قلق الانفصال العلاج الطبي.
ماهي أعراض قلق الانفصال؟
يعد الصخب والبكاء من العلامات المعهودة لقلق الانفصال، ومن الممكن أيضًا حدوث صراخ ونوبات من الغضب، وقد يرفض الطفل تركك خلال النهار، كما أنه قد يستيقظ ليلاً ويبكي من أجلك.
ويصل قلق الانفصال إلى ذروته فيما بين سنّ 10 أشهر و18 شهرًا، بينما يتخلص منه معظم الأطفال ببلوغهم سنّ 24 شهرًا.
متى ينبغي زيارة الطبيب؟
إذا كان قلق الانفصال لدى طفلك شديدًا، أو استمر لفترات طويلة - ولا سيما إذا كان يؤثر سلبًا على دراسته، أو أنشطته اليومية، أو ينطوي على نوبات من الهلع، أو مشكلات أخرى، فاستشيري طبيب الأطفال، أو اختصاصي الصحة النفسية، ففي بعض الأحيان، يعد قلق الانفصال علامةً على وجود مشكلة أكثر خطورة تُعرف باسم "اضطراب قلق الانفصال".
الأسباب
يعد قلق الانفصال مرحلة طبيعية من مراحل النمو لدى الأطفال الرضع ومَنْ هم في سن الحبو، وعندما يدرك الطفل أنه لا يوجد أحد أقرب إليه سواكِ، فقد يشعر بالانزعاج عند عدم تواجدكما معًا، حتى إذا خرجتِ إلى حجرة أخرى لدقائق قليلة.
قد يحدث قلق الانفصال أحيانًا نتيجةً لحالات مثل
الانتقال لدار رعاية جديدة للطفل.
قدوم مولود جديد.
الانتقال لمنزل جديد.
التوتر أو الضغوط الأسرية.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
لا يدرك الأطفال الرضع ومَنْ هم في سن الحبو مفهوم الوقت، ويكون لديهم ذكريات قليلة لتجارب سابقة، فعندما تتركين طفلك، فإنه قد لا يعرف متى ستعودين، أو إن كنتِ ستعودين أم لا، لتهدئة قلق الانفصال لدى الطفل
احرصي على وداع الطفل: واتركيه مع مقدّم رعاية موثوق به لفترات زمنية قصيرة، وسيعلم الطفل في النهاية أنه يمكنه الاعتماد على عودتك.
حاولي جدولة أوقات مغادرتك بحرص: حيث إن الطفل قد يكون أكثر عرضةً لنوبة من الغضب في حالة تركه عندما يكون متعبًا أو جائعًا أو ثائرًا، لذا، احرصي على مغادرته بعد إطعامه وشعوره بالراحة.
امنحي طفلك شيئًا يترقبه: تحدثي معه عن شيء مبهج سيحدث بعدما تتركينه.
لا تُطيلي فترة وداعه: إذا كنتِ تتركين طفلك في المنزل أو في مكان آخر مألوف له، فاحرصي على وداعه برفق، ثم اذهبي، وشجِّعي مقدم الرعاية على تشتيت انتباه الطفل بدمية مفضلة لديه، أو مشاركته في ممارسة نشاط جديد على الفور، وفي حالة ترك الطفل بمكان جديد، فيمكنكِ اللعب معه لبضع دقائق لتخفيف مرحلة الانتقال، وعند المغادرة، ذَكِّريه بأنكِ ستعودين، وحددي له موعد رجوعك، كأن تقولي له أنك ستعودين بعد تناوله الغداء أو بعد أن يأخذ قسطًا من النوم.
اتركي له غرضًا للتذكير: قدِّمي لطفلك بطانية خاصة، أو إحدى لعب الحيوانات المحشوة، أو غرض آخر مريح للإمساك به عند ذهابك.
تعاملي مع البكاء بجدية: حيث إن بكاء الطفل يعتبر محاولةً لمنعك من مغادرته، وعندما تذهبين، فلن يستمر بكاؤه لفترة طويلة على الأرجح - وخصوصًا عند إشراكه في نشاط جديد.
تذكَّري أن قلق الانفصال يعد من علامات التحوّل في حياة الأطفال الرضع ومَنْ هم في سن الحبو، لذا، فعليكِ التحلي بالصبر حتى يعلم طفلك أنه من الطبيعي أن تقضي بعض الوقت بعيدًا عنه. العربي الجديد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews