المغرب يستعد لتدشين محطة للطاقة الشمسية تخدم مليون شخص
جي بي سي نيوز - تجري الاستعدادات في المغرب لافتتاح محطة ضخمة للطاقة الشمسية لإنارة مدينة ليلا الشهر المقبل.
وستستخدم محطة الطاقة الشمسية الحرارية في مدينة ورزازات دفء الشمس لإذابة الملح، الذي يحتفظ بحرارته لتشغيل توربينات بخارية في المساء.
وخلال المرحلة الأولة ستولد المحطة الطاقة ثلاث ساعات بعد حلول الظلام، على أن تهدف المرحلة الأخيرة إلى توليد الطاقة لأكثر من 20 ساعة يوميا.
ويأتي هذا المشروع في إطار تعهد المغرب بتوفير 42 في المئة من حاجته للكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول 2020.
وأشادت الأمم المتحدة بهذا المستوى من التطلع لدى المغرب.
وتهدف المملكة المتحدة، وهي دولة أكثر ثراء بكثير، إلى توفير 30 في المئة من الكهرباء بحلول التاريخ ذاته.
وستعتبر محطة ورزازات للطاقة الشمسية الحرارية، التي بنتها السعودية، واحدة من أكبر المحطات في العالم عند اكتمالها.
وستغطي مرايات ألواح الطاقة نفس مساحة العاصمة المغربية، الرباط.
مجمع مستقبلي
وقال الخبير الهندسي بادي بادمانثن، من شركة أكوا السعودية القابضة، التي تدير المشروع الحراري "سواء كنت مهندسا أم لا، فإن أي مار ستصيبه المحطة بالذهول".
وأضاف "لديك مساحة تعادل مساحة 35 ملعب كرة قدم من المرايات من القطع المكافئ الموجهة إلى السماء، وستكون متحركة بحيث تتبع الشمس خلال اليوم بأكمله".
وقال المطورون إن المرحلة الأولى من المجمع المستقبلي ستوفر الطاقة لمليون شخص.
ويقع المشروع على حافة صحراء رملية ومسطحة تتميز بوجود الصدأ الأحمر تطل عليها جبال الأطلسي من جهة الشمال.
ويأتي المشروع ضمن رؤية ملك المغرب، محمد السادس، لتحويل بلده إلى مركز لتوليد الطاقة المتجددة.
ويعتمد المغرب بنحو 98 في المئة على الوقود الأحفوري المستورد، لكن الملك اقتنع باستغلال القدرة الهائلة للرياح الأطلسية، والطاقة المائية الجبلية وشمس الصحراء الحارقة.
ووضعت وزيرة البيئة المغربية، حكيمة الحيطي، خطط الملك لتوليد الطاقة النظيفة قيد التنفيذ.
وقالت الحيطي لبي بي سي "مقتنعون بأن تغير المناخ يشكل فرصة لبلادنا".
وفي إطار الالتزام المحلي المطروح في مؤتمر باريس لتغير المناخ، تعهد المغرب بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يقل عن المعتاد بنسبة 32 في المئة بحلول 2030، شريطة الاعتماد على الدعم في تحقيق المستهدف من مصادر الطاقة المتجددة.
ويسورد المغرب في الوقت الحالي الكهرباء من إسبانيا، لكن مهندسين يأملون في ألا يدوم ذلك طويلا.
وقال بادي بادمانثن "إذا استطاع المغرب توليد كهرباء مقابل سبعة أو ثمانية سنتات لكل كيلووات - وهو أمر وراد للغاية - فسيكون لديه آلاف الميغاوات الزائدة".
وأضاف "يتضح أن هذه البلد بمقدوره أن يُصدّر (الكهرباء) إلى أوروبا، وسيفعل هذا. ولن يكون في حاجة إلى القيام بأي شيء... ما تحتاجه هو فقط الجلوس هناك لأن أوروبا ستبدأ في الحاجة إلى إليه".
"ثورة حقيقة"
ويشكل الجزء الصحراوي غير المستخدم في المغرب نعمة من الطاقة الشمسية في البلاد.
ولا تعمل التكنولوجيا الحرارية للطاقة الشمسية سوى في البلدان شديدة الحرارة.
ويثير انخفاض الأسعار المستمر والقدرة المتزايدة على تخزين الطاقة اهتماما شديدا إزاء هذا المجال.
وتشهد تكلفة الألواح الفولتوضوئية الشمسية انخفاضا متسارعا.
وتتوقع هيئة الطاقة الدولية ثورة للطاقة تكون فيها الشمس المصدر المهيمن لإنتاج الكهرباء عالميا بحلول 2050.
وقال تييري لبريك، المدير التنفيذي لشركة "سولاري ديركت" الفرنسية، إنه يمكن بالفعل بناء ألواح مثبتة على الأرض للطاقة الشمسية على نطاق واسع دون الحاجة إلى دعم الحكومة حتى في دولة مثل المملكة المتحدة.
وأضاف "الطاقة الشمسية ثورة حقيقية، وتلك هي الطريقة التي نعرفها بها... فمعدل الـ 60 دولارا (لكل ميغاوات في الساعة) يتم تجاوزه، وتنخفض الأسعار".
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews