دراسة: تركيا أدخلت الزراعة إلى أوروبا
جي بي سي نيوز - ألقت دراسة حديثة للحمض النووي الضوء على التاريخ الوراثي الأوروبي.
وأكدت الدراسة أن الزراعة كانت منتشرة في جميع أنحاء أوروبا نظرا لتدفق المزارعين القدماء من المنطقة المعروفة حالية بشرق تركيا.
ويرجع الكثير من الأوروبيين في الوقت الحالي طول قامتهم إلى هؤلاء المزارعين وغيرهم من الفرسان القدماء الذين وفدوا إلى أوروبا في العصر البرونزي.
وأعد الباحثون الدوليون الذين أجروا تلك الدراسة خريطة لـ 273 جين وراثي للأوروبيين القدماء الذين استوطنوا غرب أوروبا وآسيا منذ ما يتراوح من 2500 إلى 8500 سنة.
وكان 26 جين وراثي من المجموعة الخاضعة للدراسة تحققت على أيديهم نهضة زراعية في أوروبا.
وقال رون بي نهاسي، الأستاذ في جماعة دبلن الأيرلندية وأحد المشرفين على الدراسة: "لدينا الآن الدليل الواضح الأول على الإطلاق الذي يثبت أن الزراعة دخلت إلى أوروبا عن طريق الوافدين إلى القارة من تركيا".
وأَضاف أن "هذا أمر مثير جدا لأن هناك خلاف استمر لأربعين سنة حول تلك الفرضية صحة أو خطأ تلك الفرضية".
وتابع: "البعض يرجح أن انتقال الزراعة إلى أوروبا كان عبر انتقال الأفكار، لا الناس، أما الآن فلدينا الدليل القطاع على انتقال الناس من تلك المنطقة بالفعل إلى أوروبا."
وتضمنت الدراسة، المنشورة في مجلة نيتشر العلمية، أدلة إضافية على حدثين هامين وقعا في فترة ما قبل التاريخ كان لهما أثرا قويا على الجينات الوراثية التي يتمتع بها الأوروبيون الحاليون.
وكان أول تلك الأحداث هو وصول قبائل من المزارعين القدماء التي عاشت في منطقة الأناضول إلى أوروبا منذ حوالي 8500 سنة.
أما الحدث الثاني فهو انتقال قبائل قديمة من الفرسان في العصر البرونزي إلى أوروبا، وشاركت كلتا القبيلتين في إنتاج الجينات الوراثية التي يحملها الأوروبيون في الوقت الحالي.
وقال بينهاسي لبي بي سي إن المزارعين الأوائل كانوا طوال القامة بالفعل عندما وصلوا إلى أوروبا."
قبائل القدماء
يتمتع الأوروبيون في الوقت الحالي بجينات وراثية ترجح أنهم منحدرون من ثلاث قبائل قديمة هي قبيلة الصيادين الغربيين، وقبيلة المزارعين الأوروبين الأوائل، وقبيلة الفرسان المعروفة باسم "يامنايا".
ودخلت الطبقة الأولى من الأوروبيين القدماء، وهم الصيادون الغربيون، إلى القارة في فترة ما قبل العصر الجليدي أي منذ سبعة آلاف.
ومنذ أربعة آلاف سنة، امتزجت تلك القبيلة بقبيلة أخرى هاجرت إلى أوروبا من الشرق الأوسط هي التي حملت معها الزراعة ونشرتها في جميع أنحاء القارة الأوروبية.
وجاءت القبيلة الثالثة المشتركة في التكوين الوراثي للأوروبيين الحاليين، وهي قبيلة الفرسان بعد ذلك بألفي عام وعُرفت بقبيلة اليامنايا.
يقول إيبي جونز، الأستاذ بجامعة ترينتي في دبلن والمشارك في إعداد هذه الدراسة، إن "هذه الورقة البحثية تأخذنا إلى الماضي السحيق".
وأضاف أنها "تبحث في الجينات الوراثية الخاصة بنا وكيف حدث التفاعل بينها وبين غيرها من جينات الوافدين إلى قارتنا وكيف تطورت عبر التاريخ لتشكل الأوروبيين الحاليين".(بي بي سي)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews