أولمرت يكشف تفاصيل خطيرة عن لقاءاته مع أبو مازن
جي بي سي نيوز - : كشف رئيس وزراء إسرائيل السابق أيهود اولمرت عن تفاصيل ما كان عرضه على الرئيس محمود عباس عام 2006 بشأن القدس والأغوار وقضايا الحل النهائي الأخرى في سبيل التوصل إلى اتفاق سلام، الأمر الذي أدى كما يبدو للإطاحة به من رئاسة الحكومة الإسرائيلية حيث أوضح أن ما عرضه على الرئيس عباس أصاب ارئيل شارون والإدارة الأميركية بصدمة شديدة، لدرجة أن كوندليزا رايس (وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك) أبلغت الرئيس الأميركي بان اولمرت يريد السلام وقالت له بان "رابين قتل على اقل مما يعرضه اولمرت".
وقال اولمرت في تصريحات ضمن تحقيق تلفزيوني أعدته القناة العبرية العاشرة "اللحظة الأصعب في حياتي كانت عندما جلست أمام محمود عباس وقلت له إننا مستعدون للتنازل عن السيادة على البلدة القديمة في مدينة القدس بما في ذلك حائط البراق".
وأضاف "قلت له (للرئيس عباس) أسمع، أنا أريد أن أقول لك انه سوف تمر 50 سنة قبل أن يأتي مسؤول إسرائيلي آخر ويقترح عليك ما اقترح عليك الآن".
وأوضح اولمرت أن "التغيير حصل عندي حينما كنت ما أزال اشغل منصب رئيس بلدية القدس، حيث كان التفكير عندنا بأننا نحن أصحاب البيت ونُملي على الفلسطينيين ما نريد وانه يتوجب عليهم التصرف وفقا لذلك، ولهذا شعرت بان هناك خطأ كبيرا، فبدأت بمراسلة أبو مازن وقلت له بأنني أريد الالتقاء به، إلا انه وفي كل مرة كان يتصل صائب عريقات ويقول متأسفون حدث آمر طارئ ولن نتمكن من الحضور".
وأضاف "بعد تصريحي عن التنازل عن القدس اتصل بي شارون وقال لي: في أي جزء أجدك؟ هل سأجدك في الجزء الذي سلمته للفلسطينيين أم في الجزء الذي بقي لنا؟ فأجبته في الجزء الذي سيبقى معنا".
وقال اولمرت "أخيرا تم تحديد موعد للقاء أبو مازن بتاريخ 23-12-2006 إلا انه بتاريخ 22-12-2006 اتصل بي أبو مازن وقال بأنه سيذهب إلى غزة، وان حماس وعدته بان تسلمه جلعاد شليط، فقلت له: اسمع سيدي الرئيس، أن أمرا كهذا لا يمكن أن يحدث، وقد يسلموني إياه قبل أن يسلموك إياه.. عندها قال لي ابو مازن حسنا أنا قادم".
ومضى قائلا : " سألته عن عدد المعتقلين الذين يرغب بإطلاق سراحهم، فقال 500 فقلت له لن تكون هناك مشكلة لو أطلقنا سراح 900 معتقل، فقال لي، إننا نريد أموالا، فقلت له كم تريد؟ فقال 50 مليون شيكل ( 15 مليون دولار فقلت له لا يمكن أبدا أن يحصل هذا، وعندها ضرب بيده على الطاولة وقال لعريقات ولابو علاء : ألم اقل لكما انه لن يوافق.. فقلت له سيدي الرئيس: أنت لست بحاجة إلى 50 مليون شيكل، أنت بحاجة إلى 100 مليون دولار وسأعطيك إياها لأنها أموالكم من الضرائب التي نقوم نحن بتحصيلها".
ويواصل اولمرت رواية ما جرى آنذاك وما قدمه من عروض للتوصل إلى حل سلمي وفقا لذات المصدر وقال: "قلت له أنا أريد أن أتحدث معك عن كل شيء وكل شيء مطروح على الطاولة، فقال لي أبو مازن: الأمر الأهم هو مشكلة اللاجئين وأنا لا أريد آن أغير طبيعة دولتكم (إسرائيل)، ولا احد يريد العودة إلى هنا، ولكن تعال لنشكل صندوقا دوليا لتعويضهم. وابلغني بأنه يريد تعيين أبو علاء مسؤولا عن المفاوضات، وهذا ما أقلقني فقلت له: لماذا تريد تعيين أبو علاء؟.. فتعيين أبو علاء يعني أن الأمور سوف تستمر عشر سنوات أخرى، وأنا أريد سلام الآن ولا أريد أن أطيل ذلك".
ويشير اولمرت انه اخبر كوندليزا رايس عما اقترحه على الرئيس أبو مازن "فصعقت واتصلت بالبيت الأبيض، وقالت: اخبروا الرئيس (الأميركي) أن اولمرت يريد السلام، ولكنه (اولمرت) قد يموت قبل أن يحصل ذلك، فرابين قُتل على اقل من ذلك".
ويشير اولمرت بخصوص منطقة الأغوار إلى انه تحدث مع الرئيس أبو مازن عن "عدم تواجد أي إسرائيلي في غور الأردن" أما بشأن القدس فقد قلت له وقال بان "جميع الأحياء التي تم بناؤها في القدس ستظل تحت السيادة الإسرائيلية، والأحياء العربية ستكون تحت السيادة الفلسطينية، ولتكن عاصمة الدولة الفلسطينية.. أما بالنسبة للحرم القدسي والبلدة القديمة فنحن سنتنازل عن السيادة عليها، وفي نفس الوقت لن تكون السيادة عليها لكم، فعلى مجلس الأمن أن يكلف خمس دول بذلك من بينها السعودية والأردن".
وأضاف اولمرت "قلت له أنا جاهز للذهاب إلى حدود العام 67 مع تبادل 6.3٪ من الضفة لتبقى تحت السيادة الإسرائيلية وان تنقل 5.8٪ من إسرائيل للفلسطينيين، مع نفق يربط بين قطاع غزة والضفة بمساحة 0.5٪ وبذلك تكون نسبة التبادل متساوية 6.3٪ مقابل 6.3٪ كما عرضت عليه خارطة تُظهر المناطق التي نريد التنازل عنها والمناطق التي ستظل تحت سيادتنا، وهو (أبو مازن) أدرك أن الحديث لا يدور عن أراض في الصحراء، وقلت له: وقع على الخريطة بالأحرف الأولى إلا انه رفض ذلك. وقلت له إذا قمت أنت بالتوقيع اليوم، فإننا سنذهب إلى مجلس الأمن خلال ثلاثة أيام ونعرض أمامه الاتفاق، ومن ثم سندعو جميع قادة العالم للحضور إلى القدس، إلى نقطة الالتقاء، ولنفترض أنها بوابة يافا، وعندها سنعلن أنا وأنت عن موعد للانتخابات خلال 3 أشهر، وأنا متأكد انك ستحصل على الأغلبية وأنا سأحصل على الأغلبية ".
ويرى اولمرت انه "لا يمكن أن يكون فتح 12 ملف تحقيق ضد رئيس الحكومة (أي ضد اولمرت ذاته) في أول سنة من ولايته قد حدث مصادفة، وهذا ما أقلقني، وكان من الواضح انه كلما أسرعت في تقديم استقالتي كان هذا أفضل لي" موضحا انه "بعد الإعلان عن التحقيقات فان تسيبي ليفني طلبت من رايس /عدم عرض أو طرح ما تحدث به معك به اولمرت، فاولمرت لم يعد له أي وضع، ولم يعد له أي تأثير، واولمرت لم يعد يمثل شيئا"!!.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews