الضغط والتوتر يطالان الأطفال أيضا
جي بي سي نيوز-: كشفت الكثير من البحوث العلمية أن التوتر يمكن أن يطال الأطفال والمراهقين ويلازمهم لفترة طويلة تهتز فيها مناعتهم النفسية والصحية. ويرى باحثون أن من أشد العوامل المسببة لحالة القلق والتوتر تعلق الأطفال بالهواتف الذكية وألعاب الفيديو وحرصهم المفرط على مواكبة أحدث التطبيقات والتواصل مع أقرانهم، طوال الوقت. أثبت الأطباء النفسيون أن توتر الطفل يمكن أن يتفاقم ويتحول من مجرد اضطراب خفيف وعابر إلى حالة متطورة ومزمنة وذات مخاطر مشابهة لتلك التي تهاجم الكهول والأكبر سنا. وقد تتسبب حالة التوتر هذه في تغيرات هرمونية وعصبية تدمر مراكز الذاكرة والتعليم عند الطفل. كما أنها قد تؤدي إلى تأخر نموهم الجسدي كقصر القامة أو تأخر البلوغ وتثبيط الجهاز المناعي، مما يعرض الأطفال للأمراض الحادة والمزمنة كالحساسية الجلدية والصدرية.
ويسبب التوتر المزمن الاكتئاب والأرق والألم المزمن ومتلازمة التعب والإعياء غير المبرر والسمنة وسوء التمثيل الغذائي وارتفاع ضغط الدم الأساسي ومرض السكري من النوع الثاني وتصلب الشرايين مع مشاكل الشرايين التاجية بالقلب وهشاشة العظام والتهاب المفاصل.
وتشمل أعراض التوتر الذي يصيب الأطفال، اضطرابات النوم وقضم الأظافر وانعدام الثقة بالنفس والشعور بالاضطهاد وعدم حب الآخرين واضطرابات في التغذية مثل فقدان الشهية التعصبي أو الأكل المفرط والتقيؤ بعده واضطرابات نفسية مثل الخوف المفرط والصداع المزمن والمتكرر بلا سبب عضوي وسرعة التعرض للأمراض وبثور الجلد.
ويذكر أن للقضم مضاعفات جسدية وأخرى نفسية. فالاستمرار في قضم الأظافر وما حولها من الجلد الزائد يجعل الأصابع حمراء متورمة. وفي حالة نزيف الدم من الجلد المحيط بالظفر يصبح الجرح عرضة للالتهاب، بالإضافة إلى ما يخلفه هذا السلوك من أظافر مقضومة ومشوهة تبعث على الخجل وتضيف نوعا من القلق على نفسية الشخص.
أعراض التوتر الذي يصيب الأطفال تشمل اضطرابات النوم وقضم الأظافر وانعدام الثقة بالنفس
ولقياس مدى انتشار القلق والتوتر والعوامل الخطيرة المصاحبة للأطفال قامت الدكتورة زينب منير أستاذة صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث بإجراء دراسة على أكثر من 500 تلميذ وتلميذة بالمرحلة الابتدائية في أعمار من 8 إلى 11 عاما بالمدارس الحكومية تم من خلالها جمع استبيان عن أعراض القلق للأطفال، بالإضافة إلى تقدير الحالة الاجتماعية لكل طفل، كما أجري فحص طبي لكل طفل وتقدير الحالة الغذائية.
وأشارت دراسة أجرتها مجموعة من الباحثين في جامعة مانهايم الألمانية إلى أن استخدام الهواتف الذكية يزيد من التوتر لدى الأطفال والمراهقين. وأوضحت الدراسة، نقلا عن موقع مجلة “فوكوس” الألمانية، أن رُبع الأطفال بين سن الثامنة والرابعة عشرة الذين تم استطلاع آرائهم في الدراسة يشعرون بضغط من أجل التواصل المستمر مع أقرانهم من خلال تطبيقات الهاتف الذكي أمثال “واتساب” وغيره. كما أن نحو ثمانية في المئة من عينة الدراسة أشارت إلى أنها تستخدم هواتفها الذكية بشكل مفرط للغاية، إلى درجة أنها مهددة بخطر الإدمان على تلك الهواتف.
وأشارت الدراسة الألمانية، أيضا، إلى أن نصف من شملتهم الدراسة اعترفوا بأن استخدام الهاتف الذكي ألهاهم عن أداء وظائفهم المدرسية، بالإضافة إلى أن نحو 20 في المئة منهم يعانون من مشاكل في التحصيل الدراسي بسبب استخدام الهاتف الذكي. أما 15 في المئة منهم فقد أشاروا إلى أنهم تجاهلوا صداقاتهم الحقيقية بسبب الهاتف الذكي، فيما قال 11 في المئة منهم إنهم تعرضوا لمضايقات أو إقصاء من مجموعات خاصة في تطبيق الرسائل القصيرة “واتساب”.
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات يأكلون بمعدلات أكبر ويتعرضون للبدانة حينما يشعرون بالتوتر
وتوضح كارين كنوب من جامعة مانهايم لموقع “فوكوس” أن “الاستخدام المفرط للهاتف الذكي لدى الأطفال والمراهقين ينبع من خوفهم من أن يتم إقصاؤهم من عملية التواصل الإلكتروني بين أقرانهم”.
وحذر اتحاد أطباء الأطفال والشباب الألماني من عواقب نفسية وجسدية على الأطفال جراء هذا الاستخدام المفرط للهواتف الذكية.
وكشفت دراسة أميركية أخرى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات يأكلون بمعدلات أكبر ويتعرضون للبدانة حينما يشعرون بالتوتر أو الحزن، حسبما نشرت مجلة “تايم” الأميركية.
ووجدت الدراسة التي نشرت بالمجلة الأميركية للتغذية السريرية، أن الأطفال حين تنتابهم مشاعر استياء يكونون عرضة للسمنة وخاصة الذين يقدم لهم آباؤهم الطعام كمكافأة. وأفاد الباحثون بأن تناول الطعام بسبب التوتر هو سلوك مكتسب وغير طبيعي، لأن التوتر والاضطراب يضعفان الشهية.
واستعان القائمون على الدراسة بعدد من الأطفال وقاموا بتقسيمهم إلى مجموعتين، وطلبوا من الأولى رسم لوحة إلا أنهم أخفوا عنهم أدوات التلوين وطلبوا منهم البحث عنها في أرجاء الغرفة مما وضع الأطفال في حالة من التوتر، وظلوا يتناولون بعضا من الطعام الذي وضعه الباحثون في الغرفة.
وبالنسبة إلى المجموعة الثانية، فقد أعطوها أدوات التلوين لإلهائها، ووجدوا أن أولئك الأطفال لم يتعرضوا لضغوط نفسية ولم يتناولوا أي طعام.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews