تفاصيل مباحثات الملك عبد الله الثاني مع رئيس النمسا
جي بي سي نيوز :- واصل الملك عبدالله الثاني، الأربعاء، في العاصمة النمساوية فيينا زيارة العمل التي يقوم بها إلى عدد من الدول الأوروبية، حيث أكد خلال مباحثات عقدها مع الرئيس النمساوي، هانس فيشر، أهمية العلاقات الأردنية النمساوية على المستويين الثنائي والدولي، وفي إطار شراكة الأردن المتقدمة مع الاتحاد الأوروبي.
وقال الملك، خلال جلسة المباحثات الموسعة، "أشعر بمنتهى السعادة أن أزوركم مجددا في فيينا، إن العلاقة التي تجمع بلدينا وشعبينا قديمة وتاريخية، وتعد مثالاً يحتذى في كيفية بناء وترسيخ العلاقات الثنائية عبر الزيارات المتبادلة، ومنها زيارات جلالة المغفور له الملك الحسين في الماضي".
وأعرب الملك عن اعتزازه بالعلاقات بين الأردن والنمسا، وقال"سيشهد العام المقبل الذكرى الستين على تأسيس العلاقات بين بلدينا، وهي علاقات اتسمت دائماً بالقوة، وهو أمر نفتخر به".
وأكد أنه "في ظل التحديات المتعددة التي نشهدها، فإننا نعيش حرباً عالمية ضد الإرهاب. إننا جميعاً نشعر بالغضب إزاء الأحداث الأخيرة في باريس، وقد بحثنا سوية وفي عدة مناسبات أهمية الاتحاد، في ظل عالمية الخطر الذي نواجهه، وإيجاد نهج شمولي للتعامل معه".
وشدد الملك على أن "ما شهدناه في باريس، للأسف قد رأيناه على امتداد العالم. ففي العامين الماضيين قتلت داعش الآلاف من المسلمين في العراق وسوريا".
وأضاف في كلمته، "هذه المشكلة هي تحد نواجهه نحن المسلمين لأنها حرب داخل الإسلام، وبدوري، فإنني أتواصل باستمرار مع قادة العالم للتشديد على أهمية اتحادنا ضد هذا الخطر العالمي، حتى نتمكن من خوض الحرب ضده صفا واحداً".
وقال الملك "إنني متفائل أننا سنتمكن في المستقبل القريب من توحيد جهود المجتمع الدولي لمحاربة هذا الخطر".
وفيما يتعلق بقضية اللاجئين، قال الملك "إن اللاجئين يهربون من العنف في سوريا والعراق"، مجددا التأكيد على تقديره "لما تبذله النمسا لدعم الأردن، الذي بات 20 بالمئة من سكانه من اللاجئين السوريين، وغالبيتهم يعيشون خارج مخيمات اللاجئين التي تضم فقط 10 بالمئة منهم".
وأعرب عن تقديره للدعم الذي تقدمه النمسا للحكومة والشعب الأردني، وقال "إنني على يقين بأن العلاقات الثنائية بين بلدينا سوف تتطور وتصبح أكثر قوة بسبب التحديات المشتركة التي نواجهها".
بدوره رحب الرئيس النمساوي، في كلمته، بالملك، وقال "نسعد دائماً باستقبال ضيوفنا من دول أخرى، لكننا نسعد بشكل استثنائي اليوم باستقبالكم صاحب الجلالة، فأنتم صديق النمسا الدائم، وصديقي شخصيا، إذ تجمعنا الكثير من اللقاءات الدورية، وتبادل الأفكار والآراء".
وأضاف الرئيس فيشر "يسعدني أيضاً أن نلتقي مجددا، وخلال شهرين، منذ لقاءنا الأخير في نيويورك للبناء على ما ناقشناه في حينه، وهذا نهج بناء".
وأكد أن "زيارة جلالتكم اليوم تعيد ذكريات زيارة والدكم (الملك الحسين) إذ استقبله آنذاك في فيينا الرئيس برونو كرايسكي، الذي تعلمت منه كيفية التعامل مع الأزمات الدولية، فقد رافقته في العديد من جولاته الدولية، خصوصا إلى الدول العربية".
وقال الرئيس النمساوي "نواجه اليوم وضعاً صعباً للغاية، فالأمر لا يقتصر على صراع كبير واحد، بل عدة صراعات كبرى. ففي آخر مرة التقينا فيها هنا في فيينا، تباحثنا حول أزمة أوكرانيا، فقد شكلت القضية ذات الأولوية آنذاك. وما تزال أوكرانيا تشكل أزمة، ولعلها أقل حدة من العام الماضي، فالمفاوضات معقدة إلا أنها مستمرة. والمشكلة الإضافية والمعقدة التي تبرز الآن هي سوريا".
وأشار إلى عدد من المشاكل الإضافية الأخرى التي تتمثل في الإرهاب الذي ضرب باريس وغيرها من الأماكن في العالم".
ونوه الرئيس فيشر إلى تطورات إيجابية تتمثل في المحادثات التي عقدت في فيينا حول إيران، والتي قادت في نهاية المطاف إلى نتائج إيجابية.
وتناولت مباحثات الملك مع الرئيس النمساوي، الثنائية والموسعة التي جرت في القصر الرئاسي، تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، والجهود الدولية لمواجهة التطرف والإرهاب، والتصدي لعصاباته ضمن إستراتيجية شمولية، بعد أن بات يهدد أمن المنطقة والعالم، لافتا جلالته إلى أن الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس أخيرا تؤكد الخطر العالمي لظاهرة الإرهاب، كونه عابر للحدود.
وتناول اللقاء نتائج اجتماع فيينا حول سوريا، حيث أكد جلالة الملك أهمية توصل المجتمع الدولي إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري، بما ينهي المعاناة ويضمن وحدة سوريا واستقرارها ومستقبلها.
وجرى خلال اللقاء بحث الدور الذي يقوم به الأردن في استضافة اللاجئين السوريين وجهوده في توفير الخدمات الأساسية والإغاثية لهم، وتأثيرات ذلك على المملكة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وأهمية وقوف المجتمع الدولي، خصوصا دول الإتحاد الأوروبي، إلى جانب الأردن وتكثيف الدعم المقدم له في هذا المجال.
وأعرب الملك عن تقديره للدعم الذي تقدمه النمسا للمملكة لتمكينها من تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين، البالغ عددهم حوالي 4ر1 مليون لاجئ سوري.
وأكد في هذا الصدد، أهمية توفير المؤسسات الدولية أدوات تمويل ميسرة ومنح للأردن ليتمكن من تطوير البنية التحتية، خصوصا في محافظات الشمال، وجذب الاستثمارات إليها.
كما تناول الزعيمان، جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث أكد الملك أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد للمضي قدما في عملية السلام، التي يؤدي توقفها إلى تصاعد العنف والتطرف بين الجانبين، خصوصا مع الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية الاستفزازية المستمرة في القدس والحرم القدسي الشريف.
وفي إطار مختلف، أكد الملك اهتمام الأردن في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع النمسا، من خلال تبادل زيارات رجال الأعمال في البلدين لاكتشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في الأردن، خصوصا في المشروعات الكبرى.
وجرت للمك لدى وصوله إلى القصر الرئاسي مراسم استقبال رسمية، حيث عزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والوطني النمساوي، واستعرض جلالته حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.
وعلى صعيد متصل، التقى الملك مع المستشار النمساوي، فيرنر فايمان، واستعرض معه سبل تعزيز العلاقات بمختلف المجالات، وخصوصا الاقتصادية منها.
كما تم بحث آخر التطورات الراهنة في المنطقة، وآليات التعامل معها بما يضمن التوصل إلى حلول سياسية شاملة لها، تصب في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم.
ولفت الملك في هذا السياق، إلى الدور المأمول من دول الاتحاد الأوروبي، خصوصا النمسا، في دعم الجهود المبذولة من مختلف الأطراف المعنية في التعامل مع الأزمات الإقليمية، وفي مقدمتها العصابات الإرهابية وتأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews