عسر الهضم إزعاج لا بد له من علاج

جي بي سي نيوز - لا بدّ وأنّ كل واحد منّا قد واجه في وقت من الأوقات مشكلة عسر الهضم، وبخاصّة بعد المشاركة في وليمة كبيرة أو احتفال ما. عسر الهضم ليس مرضا وفي الغالب يزول من تلقاء نفسه، لكن أحيانا يكون عسر الهضم إشارة على الإصابة بمرض ما.

يستهلك الجسم 50% من إجمالي نسبة الطاقة في عمليّة الهضم، وتشمل هضم البروتينات، الكربوهيدرات والدهون. إلاّ أنّ الجسم يضطر إلى هضم عناصر أخرى مثل الإضافات، المواد الحافظة، ألوان الطعام، المنكّهات، البهارات، الغلوتين، المثبّتات، وهذا ما يؤدّي إلى إرهاق المعدة ليتسبّب في عسر الهضم.

جميع فئات الناس من نساء ورجال وأطفال معرّضون للإصابة بعسر الهضم، إلاّ أنّ هناك فئات أكثر عرضة للإصابة به من فئات أخرى، مثل:
المدمنون على الكحول.
بعض الذين يتناولون أدوية معيّنة.
الذين يعانون من الاكتئاب والمشاكل العاطفيّة والنفسيّة.

أنواع عسر الهضم

يمكن تصنيف نوعين من عسر الهضم: سوء الهضم العضوي، وسوء الهضم الوظيفي بحسب الأسباب التي تؤدّي إلى حدوث عسر الهضم.
عسر الهضم العضوي: عندما يحدث عسر الهضم لأسباب مرضيّة ومعروفة.
سوء الهضم الوظيفي: عند عدم معرفة أو تحديد العوامل التي تسبّب عسر الهضم، فقد تكون أسباب نفسيّة محضة.

أسباب عسر الهضم
الإفراط في تناول الطعام وبخاصّة المواد الدهنيّة مما يؤدّي إلى إرهاق المعدة.
تناول بعض الأطعمة التي لا تتقبّلها المعدة، كالأطعمة غير المطبوخة جيّدا ما يتطلّب من المعدة العمل بمجهود أكبر لهضمه.
بعض الأجسام لديها مشكلة في تناول أنواع معيّنة من الأطعمة التي تسبّب زيادة إنتاج الحوامض.
الحمل أحيانا يسبّب عسر الهضم بسبب ضغط الجنين على المعدة ومنعها من التوسّع لدى استقبال الطعام، لذا تنصح المرأة الحامل بتناول الطعام على شكل وجبات صغيرة متعدّدة.
العوامل النفسيّة، مثل التوتّر والإرهاق.
التدخين والكحول أيضا تسبّب عسر الهضم لأنّها تحتوي على مواد كيميائيّة تؤدّي إلى تهيّج المعدة.

وقد يكون عسر الهضم أحد أعراض الإصابة بمرض ما، مثل:

التهاب البنكرياس.
متلازمة القولون العصبي.
التهابات المعدة.
مرض الغدّة الدرقيّة.

أعراض عسر الهضم
حرقة في المعدة.
تراكم الغازات في البطن.
الشعور بألم وحرقة في أعلى البطن.
الشعور بالامتلاء سريعا.
الغثيان.
التقيّؤ.
التجشّؤ.
انتفاخ البطن.

تبعيّات عسر الهضم

يؤدّي عسر الهضم إلى زيادة الوزن بسبب تراكم الماء والسوائل في الجسم.
يسبّب عسر الهضم نشوء الأورام والالتهابات, وهو ما يؤدّي على المدى البعيد إلى تدمير الأنسجة, وبالتالي الإصابة بالأمراض.
عسر الهضم والحساسيّة المصاحبة له والالتهابات تسبّب 90% من الأورام والالتهابات المزمنة.
سوء هضم الدهنيّات يسبّب 70% من المشاكل الهرمونيّة والعصبيّة.
سوء هضم الكربوهيدرات يسبّب الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز، بالإضافة إلى اضطراب المزاج والاكتئاب والسمنة.
سوء هضم البروتينات قد يسبّب الإصابة بعدد من الأمراض، فجسم الإنسان ككل مكوّن من بروتينات وقد تتأثّر كافّة أجهزة الجسم.

علاج عسر الهضم في الوقاية منه
إذا عرفت أنواع الأطعمة التي تسبّب لك عسر الهضم، يمكنك تجنّبها بسهولة لتتجنّب بذلك مشكلة عسر الهضم.
عدم الإفراط في تناول الطعام، واعرف الحدود التي يمكن لمعدتك أن تتحمّلها.
تعوّد تناول الطعام في أوقات محدّدة، ويفضّل على دفعات متعدّدة بكميّات صغيرة في كلّ مرّة.
تجنّب التوتّر والضغوطات الحياتيّة.
أخذ قسط من الراحة بعد تناول الطعام، لتمنح جسمك الوقت الكافي لإتمام عمليّة الهضم قبل الشروع في التمارين والعمل.
تناول بعض مضادات الحموضة يمكن أن يساهم أيضا في حل مشكلة عسر الهضم.

العلاج المنزلي

هناك بعض العلاجات المنزليّة الناجعة لمشكلة عسر الهضم ومنها:
بعض الفواكه مثل الرمّان والعنب تساعد في تسهيل عمليّة الهضم.
تناول ملعقة عسل، فقد أثبت العسل فائدة كبيرة في علاج عسر الهضم ومشاكل المعدة.
ملعقة من عصير الليمون في كأس من المشروبات الساخنة قبل تناول الطعام بثلاثين دقيقة لمنع الإصابة بعسر الهضم وحرقة المعدة.
الشاي الأخضر وبعض الأعشاب مثل البابونج من شأنها تهدئة المعدة.
تناول الكثير من الماء وتجنّب القهوة.
الزنجبيل يأتي بنتائج جيّدة، حيث أنّه يعمل على امتصاص الحموضة ويساعد في تهدئة الجهاز العصبي.
اللبن، ماء جوز الهند، المكسّرات، النعنع، التوت والشاي الأسود أيضا تساهم في تخفيف عسر الهضم.
تدليك المعدة بزيت الثوم أو الأعشاب الأخرى يساعد أيضا على تخفيف مشكلة عسر الهضم.

متى يأتي دور الطبيب؟!

ينصح الذي يعاني من عسر الهضم المزمن، أو عسر الهضم المؤقّت الذي يرافقه أعراض أخرى، باستشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب، فقد تكون مشكلة عسر الهضم هذه إحدى أعراض مرض آخر أكثر تعقيدا.

في الغالب لا تعطى مشكلة عسر الهضم بالا كبيرا لعدم خطورتها، لكن إن استمرّت آلام البطن لمدة أسبوعين متتاليين أو أكثر، ينبغي استشارة الطبيب، وبخاصّة إن رافق الشعور بالألم عدد من الأعراض التالية:
براز أسود أو كالقطران.
التقيّؤ بشكل متكرّر أو القيء مع الدم.
اليرقان (اصفرار الجلد والعينين).
فقدان الوزن التلقائي دون الترتيب له.
مشاكل في البلع.
ضيق في التنفّس أو ألم في الصدر.

وبما أنّ علاج عسر الهضم في الوقاية منه، ينبغي تغيير نمط الحياة، واتّباع نمط غذائي صحّي وسليم قليل الدهون وغني بالألياف، وكلّها أطعمة متوفّرة في البيت وفي متناول اليد.