مورينيو و«قطعة» فابريجاس!

لم يتعارض رأي المدرب الايطالي كارلو انشلوتي المدرب الأسبق لنادي تشيلسي الانجليزي، مع قناعات الظهير السابق للبلوز البرازيلي فليبي لويس، لحظة الحديث عن المدرب البرتغالي مورينيو، والتدهور الذي يرافق الفريق اللندني هذا الموسم وبعد أن كان «متوجا» الموسم الفائت، رغم الاختلاف بين الاثنان، حول حقيقة تأثيرات سلبية أو ايجابية يمكن أن ينقلها المدرب الى لاعبيه، وتتأثر بسببها المنظومة والنتائج بشكل عام.!

الاشارة التي ألمح اليها انشلوتي في حكاية تشيلسي حول امكانية غياب الطموح والحافز لدى البعض من اللاعبين، والذي لا يمكن أن يخدم الفريق ولا المدرب، مهما بذل الأخير من طاقات واجتهادات، لا تأتي في سياق مختلف عن قناعات فليبي لويس حول وجود تأثير سلبي على اللاعبين بسبب بعض التصريحات التي تخرج على لسان مورينيو، معتبرا أن بعضهم لا يتقبلون النقد لحظة الاخفاق، ولا يساعدهم ذلك في استعادة المسار، مثلما هو التأثير الجيد، لحظة التعامل الدقيق والعميق مع حالاتهم النفسية.!

كلتا الحالتين كانتا حاضرة، مع المدقق في مستويات بعض لاعبي تشيلسي، التي تبدلت خلال أشهر بسيطة من الايجابية الى السلبية، وظهرت بعدها قيم أخرى، ربما يكون القريب من النادي اللندني غير متقبل لها، وفي ذلك التأكيد على أن اللاعب يظل محورا أساسيا في العملية التطويرية، كمجموعة متكاملة، يحتاج دون شك، الى نفس اللغة التي تحدث بها المدرب الايطالي ولخصها في ضرورة وجود الحافز الذاتي، وذات النبرة التي تطرق إليها فليبي حول عدم تقبل لسياسة التصريحات والانعكاسات والسلبية من التأثيرات.!

ان ما أثير عن وجود حالة من التمرد على مورينيو في غرف الملابس، تخص لاعب الوسط الاسباني سيس فابريجاس، وكيف هو اللاعب نفسه الذي كان أكثرهم اشادة الموسم الماضي بالمدرب البرتغالي، وكيف تمكن الأخير من إنقاذ مسيرته بعد حالة من الضياع مع ناديه السابق «الكاتلوني» ربما لها أن توضح الكثير من التفاصيل والحقائق، وتؤكد وبتلقائية كاملة، أن لطموح اللاعب والحافز الذاتي أثر كبير وبالغ، ليس في أي شيء يتمكن من تحقيقه وفقط، بل وأيضا فيما يخص قدرته على الاستمرار بنفس الطموح والأهداف.!

من يتابع الفارق بين مستوى اللاعب الاسباني الموسم الماضي، وبين ما آل اليه من تراجع وتدهور، لا شك أنه سيتحدث عن قدرات يمكن أن يتمتع بها لاعب، وتغيب عن الآخر، مثلما ظهرت مع فابريجاس في موسم وغابت عنه في الثاني، وهي نفس الاشارات التي أظهرت فابريجاس سابقا مع «البارسا» نجما، ثم وضعته «مقعدا» على دكة الاحتياط، وبالتالي لا يمكن للمدرب ولا حتى مورينيو، أن يتعلم كل شيء في التفاصيل الدقيقة للاعبين، مالم يعش معهم الحدث بكامل سيناريوهاته، قبل أن يبدأ من جديد في المقارنة والتقييم.!

صحيح أن فابريجاس لم يتقبل اشارات مورينيو ورسائله الساخنة، وساهم ذلك في الاستياء لحالته النفسية وأيضا الطموحات، لكن وقبل ذلك لا يمكن استبعاده وغيره من اللاعبين الذين يظهرون في موسم ويغيبون عن الآخر، لا يمتلكون للطموحات الطويلة، ولا حتى لحوافز ذاتية في الاستمرار، ويمكن لفابريجاس اذا ما انتقل لناد آخر أن يستعيد وهجه ومستواه، لكن الأكيد انه سيعود للتدهور من جديد، والبحث له عن «مبررات» كنفس التي تحدث عنها انشلوتي وأيضا البرازيلي لويس.!

(المصدر: الايام 2015-11-15)