عمان أغلى العواصم في الشرق الأوسط وأفريقيا

جي بي سي نيوز:- كشف أحدث مسح للعمالة والبطالة السنوي لدائرة الإحصاءات العامة أن 51% من العاملين في الأردن يتقاضون رواتب بين 300 و499 دينارا خلال العام الماضي و60% منهم من عمر 25 حتى 39 عاماً.

وكشفت بيانات المسح أن 10.5% من العاملين في المملكة، يتقاضون رواتب تزيد على 500 دينار، و18% منهم يفوق أعمارهم الـ40 عاماً، في حين أن 7% من من العاملين في المملكة يتقاضون رواتب تقل عن 200 دينار، و15% منهم من عمر الـ15 حتى 24 عاماً، وهو ما يشكل خرقاً للحد الأدنى للأجور المعتمد في الأردن والبالغ 190 ديناراً - بحسب السبيل - .

في سياق متصل، كشفت البيانات أن 38% من العاطلين عن العمل يقضون فترة تزيد على عام في البحث عن فرصة وظيفية، من بينهم 17% يقضون أكثر من عامين. وبلغ معدل البطالة 12.3% في الربع الرابع من العام الماضي، 10.9% للذكور مقابل 19.1% للإناث للفترة نفسها.

وبالرغم من هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن الاردني الا ان البعض لم يتخل عن رسم البسمة على وجهه، ولم تؤثر هذه الظروف على سعادته، بالرغم ان البعض وفي استطلاع قامت به "السبيل" يشعر بالسعادة مع وفرة المال، الا ان الاكثرية عبر عن مدى سعادته التي تكمن بالعيش في ظل عائلته.

عبد الرحمن محارب يشعر بالسعادة لأنه يؤمن بأن السعادة تكمن أولاً بالايمان بالله، ويضيف: "السعادة هي العيش بين الاهل والاحبة، اضافة الى محاولة نشر السعادة للآخرين".

ويجد محارب ان السعادة هو شعور نسبي يختلف من شخص لاخر، وكل شخص يرى السعادة في الشيء الذي يفتقده، فمثلاً الفقير يرى السعادة في امتلاك المال والمريض يتمنى ان تعود له صحته، اما عبد الرحمن فيجدها بالعيش بين من يحب.

فاطمة جادالله وهي طالبة في المرحلة الثانوية ترى ان الحياة سنعيشها بحلوها ومرها فلا مجال للحزن لذلك تجد ان كل شيء حولها يشعرها بالسعادة مهما كان؛ لان الحياة هدية من عند الله.

وتعتبر ولاء زلوم ان السعاده ليست شيئا ملموسا بل هو شعور داخلي لتعيش ولاء هذه السعادة كونها تعيش بسلام داخلي بينها وبين نفسها، وتضيف: "كوني اعيش بين اهلي واخوتي وجميعهم بصحة وعافية فهذه هي قمة السعادة بالنسبة لي".

وتجد زلوم ان السعادة هي عبارة عن الشعور بالرضى والقناعة لما نملك وان نعيش بسلام داخلي.

احمد القيسي هو الاخر يشعر بالسعاده لانه يعيش معاني السعادة التي بناها من قناعته انها هي العيش بهداة بال ومساعدة الغير ومجاهدة النفس للتقرب الى الله.

ومن الاشياء التي تزيد من سعادته هو رضى والدته ومحبة زوجته له ومحاولتها فعل اي شيء لتجعله سعيداً ويقول ضاحكاً:" تفنن زوجتي بإعداد الطعام يخلق لدي شعورا بالسعادة بالرغم انها موظفة".

ووجهة نظر اخرى لمها محمد التي وجدت ان السعادة هي في امتلاك المال والراحة المادية.

ونهار الحراحشة يجد ان هناك حزن يسكن في نفسه؛ لانه لم يتزوج الفتاة التي طالما حلم بها،الا انه يحاول ان يجذب السعادة الى نفسه عن طريق فعل ما يعتبره انه صحيح وتقديم الخير للاخرين ونشر السعاده لمن حوله.

ويقول حراحشة: "الشيء الوحيد الذي يجعلني سعيدا في الوقت الحاضر هو اجتهادي في ان اعطي صورة جيدة عن ديني ووطني للاخرين اضافة الى توضيح ان ديننا هو دين رحمة وتسامح".

من جهة اخرى يرى الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع ان السعادة نعمة من نعم الدنيا، اذ ان الانسان يشعر بها عندما يحقق اهدافه وطموحاته بعد جهد وعمل دؤوب.

وأضاف الخزاعي ان طموحات الانسان واحلامه تختلف من شخص الى اخر ومن مجتمع الى مجتمع، الا ان العوامل التي تؤدي الى السعادة، انتشار العدل والمساواة اضافة الى احترام الاخرين والالتزام بالواجبات الدنيوية والدينية والبعد عن الظلم والافتراء والتجني والتزوير.

ويؤكد الخزاعي ان الديانات كلفت للانسان سعادته عن طريق تعزيز اواصر التعاون والتلاقي والتكاتف والتسامح بين افراد المجتمع، ويجب ان يتحلى بها افراد المجتمع حتى تتحقق السعادة.

ويوضح الدكتور ان روعة السعادة تكتمل عندما ينجح الانسان في تحقيق طموحاته، اضافة الى ان السعادة تفتح الافاق نحو المستقبل وتعزز مهارات التفكير وتحقق الاحلام والطموحات.

ويجيب الخزاعي عن تساءل ان كان المواطن الاردني يشعر بالسعادة قال:"ان لسعادة الشعوب مقاييس تقرر مدى سعادة افراد المجتمع، ومن اهم مكونات هذه المقاييس هي الرضا النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وهذا يتضح من خلال دخل الفرد وتوزيع الثروة بالاضافة الى الاستقرار السياسي والاقتصادي".

وبين الخزاعي ان الاردن يعاني من شح الموارد والامكانيات وتدني الدخل وتفاقم المديونية والبطالة والفقر، اما على المستوى السياسي فالاردن محاط من مناطق مضطربة ومتحاربة وحدود ساخنة، وبالرغم من هذه الظروف الا انه لا يمكن ان ننكر نعمة الامن والامان الذي نتمتع به، وحسب المقاييس العالمية التي تحدد مدى سعادة الدول فإن الاردن احتل مرتبة 101 عالمياً وهو مركز متأخر وهذا يؤكد ان الشعب الاردني ليس سعيداً.

هذا وقد حل الأردن في المرتبة 82 عالميا بحسب مؤشر السعادة للعام 2015، وشمل تقرير "WORLD HAPPINESS REPORT 2015" الصادر عن الأمم المتحدة 158 بلدا، حيث جاءت سويسرا في المركز الأول وتذيلت القائمة دولة توغو الأفريقية.

عربيا تصدرت الإمارات، وجاءت بالمرتبة 20 تلتها عمان 22 ثم قطر28 والسعودية 35 فيما وضع التقرير العراق في المرتبة 112 وسورية في المرتبة 156. أما ترتيب بقية الدول العربية فكان على النحو الآتي: الكويت 39، البحرين 49، ليبيا 63، الجزائر 68، المغرب 92، لبنان 103، تونس 107، فلسطين 108، السودان 118، مصر 135، اليمن 136.

وحلت "إسرائيل" في المرتبة 11 وهو أفضل مركز لدول الشرق الأوسط بحسب التقرير.

ويستند التقرير في تصنيف الدول على النحو "السعيد" إلى عدة عوامل رئيسية من أهمها: إجمالي الناتج المحلي الفرد، متوسط عمر الفرد ومدى تمتعه بالصحة الجيدة.

كما يستند في التصنيف إلى الدعم الاجتماعي المقدم للأفراد ومدى انحسار الفساد في المؤسسات العامة والخاصة، بالإضافة إلى الحرية الفردية والكرم.

والدول العشرة الأكثر سعادة في العالم هي سويسرا، ايسلندا، الدنمارك، النرويج، كندا، فنلندا، هولندا، السويد، نيوزلندا، استراليا.

من ناحية اخرى صنفت مجلة الايكونمست عمان كأغلى عاصمة في الشرق الأوسط وافريقيا، بالإضافة إلى احتلالها المرتبة 48 بين العواصم الأغلى عالميا.ش