الإنتخابات التركية .. حقيقة ما جرى
لا أريد أن أستبق نتائج الإنتخابات التركية المبكرة التي ستنطلق مع نشر هذه المقالة " الأحد الأول من نوفمبر - تشرين ثاني الحالي " فهذا أمر يخص الشعب ، بل الشعوب التركية التي ستخوض هذه الإنتخابات المفصلية في تاريخ تركيا .
ما يلفت خلال الإعداد للإنتخابات التي يحق لـ 54 مليون تركي المشاركة فيها ، هو تحالف حزب الشعوب الديمقراطي ذي الأغلبية الكردية مع العلويين ومع الأقليات ، في وجه حزب العدالة والتنمية بزعامة أحمد داوود أوغلو ، والتحالف بحد ذاته عمل مشروع وديمقراطي ، إلا أن الوعود التي قطعها صلاح الدين ديميرطاش وفي كل الإتجاهات هو ما أقلق الساسة الأتراك سواء في حزب العدالة ، أو في الأحزاب القومية والتركية الأخرى .
والأهم من هذا ، هو ما يطبخ من وراء الكواليس لتركيا الموحدة الجامعة ،حيث كشفت الإستخبارات التركية قبل أيام ، أن الذي يقف وراء عملية أنقرة التي را ح ضحيتها 102 من الأبرياء جراء التفجيرات الإرهابية التي ضربت تجمعا كرديا مؤخرا ، هو شخص كردي تبين أنه شقيق منفذ عملية سروج الشهيرة التي نفذت في تموز الفائت ، وهناك احتمال كبير أن يكون تنظيم داعش هو الذي يقف وراء هذا الهجوم أيضا ، حيث سبق واعترف بمسؤوليته عن انفجار سروج ، وليس هذا فقط ، بل إن هذين الشخصين قدما من سوريا ، اي أنهما من مناطق الأكراد التي تحكمها وحدات الحماية الكردية إياها ، وهي المدعومة أمريكيا وغربيا والتي لا تخفي علاقاتها بإيران ونظام الأسد ، وهو ما يؤشر بأن الملف كبير ومتشابك .
والإشارات أعلاه تقود إلى حقيقة لا يختلف معها اثنان ، وهي أن تمرد صلاح الدين ديميرطاش على عبد الله أوجلان ،( قيادة حزب العمال التركي ) وضربه عرض الحائط توجيهات قائده المسجون في أن تحسم القضية الكردية بالسلام والوحدة ، وأيضا ولاء ديمرطاش للقيادة الحالية للحزب ، يكشف حجم المخطط الذي تتعرض له تركيا ، إذا استذكرنا توجه هذا الشخص الإنفصالي ووعوده التي قطعها للأقليات .
للتوضيح أكثر ، ولأصل إلى بيت القصيد من هذه المقالة : أذكر بأن ديمرطاش كان مواليا لعبد الله أوجلان ، ولما كان أوجلان في السجن منذ عشر سنوات ، تحول ولاؤه إلى قيادة حزب العمال الجديدة التي انتهجت خطا مخالفا لخط رئيسها الأصلي ، وهذه القيادة لا تنفي علاقاتها بإيران وتزويد الأخيرة لها بالسلاح والإمكانيات المختلفة .
هذا يعني أن ديمرطاش - بالمحصلة - هو أحد رجالات إيران في تركيا ، وفي الخلاصة : فإن كل هذا الصخب الذي يحدثه ديمرطاش مقابل أردوجان وراءه إيران .
من هنا ، ولأسباب كثيرة غير ما ذكرنا ، فإن الإنتخابات التركية هي انتخابات مفصلية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews