«البحرين» أولاً ثم كالديرون!
الأحاديث التي ذهبت الى اعتبار رحيل المدرب الأرجنتيني غابرييل كالديرون عن الكرة البحرينية، وتحديدا منتخبها الأول، لم تكن دقيقة بما يمكن أن يكون، ذلك اذا ما ذهبنا الى أن الحديث عن أي نجاح يمكن أن يحسب للمدرب في المرحلة المقبلة لابد وان يكون مبنيا على العديد من الملاحظات وحالة جيدة من التوافق الفكري والمنهجي، والوضع في الاعتبار، أن تمسك كل طرف بالاخر، من المفترض ان يجسد في أكثر من صورة على أرض الواقع، وليس بأحاديث وتصريحات لم يرافقها المستوى المناسب من الدقة والواقعية.
وقبل أن أتحدث عن التفاصيل التي تخص رحلة المدرب السابقة، والأسباب التي تدخلت حتى لا تكتمل السنوات التي يكون قد اتفق عليها مع عدد من المنتخبات والأندية الخليجية، أعتقد أن كالديرون لم يظهر التنازلات أو المرونة التي تستحق أن تذكر للتأكيد على حرصه على الاستمرار مدربا للكرة البحرينية، سيما اذا ما أكدت على أن الاتفاق الذي يكون مبنيا على الحرص المتبادل في تمسك كل طرف بالاخر، له أن تنسحب عليه العديد من الجوانب الأخرى في علاقة الطرفين ببعض، ويسهل من تجاوز الكثير من المحطات الصعبة والعقبات، وكثيرا ما تابعنا المزيد من الارتباطات «العقدية» تفشل قبل نهايتها لأسباب تافهه، وهي نفسها الأسباب التي أتحدث عنها لغياب التوافق والحرص المتبادل والانسجام.
ولطالما أن كالديرون نفسه لم يعبر عن ذلك الترابط القوي مع الكرة البحرينية وفريق عملها، فمن البديهي جدا أن لا يكون اتحاد الكرة البحريني متعاطفا ومتنازلا مع مدرب، أكثر ما ركز عليه هو الزيادة في مخصصاته المالية، أكثر بكثير من مراعاته ما يفترض ان يكون على مستوى فريق عمله الذي تجاهل الالتفات أو الاهتمام به.!
في رحلة المدرب الارجنتيني السابقة لم يظهر اي اهتمام بالاستمرار مع المنتخبات والأندية التي دربها، حتى أضحى وبشهادة غالبية من تابعه ليس أكثر من «مدرب طوارئ» يمكن أن توصف بها رحلته، ونادرا ما تابعنا المدرب متمسكا بالبقاء مع الفرق لأكثر من موسم، وهي ذات القناعات التي ذهبت عليها الاتحادات والأندية، التي اعتبرته ليس أكثر من محطة لسد ما يرافقها من فراغات لقرارات مفاجأة على مستوى اجهزتها الفنية السابقة.!
يحسب للكرة الخليجية أنها شاركت أن تصنع أسماءا لامعة للعديد من المدربين، لم تكن ترافقهم في رحلتهم الأولى، وبالتالي لم يعد بالغريب ان تركز الكرة البحرينية في البحث عن كفاءة تدريبية لم يسبق لها العمل في الخليج، تكون متوافقة مع ما تعيشه كرة البحرين من مرحلة، ان كان على مستوى التركيز في صناعة منتخب قوي، والاهتمام بالتأسيس والبناء في القطاعات الأخرى والتي من الضروري أن يكون مدرب المنتخب الأول معنيا في المشاركة بها في التخطيط والانسجام في القرار.
لا اعتقد أن كرة البحرين قد خسرت برحيل كالديرون أكثر من الخسارة التي سترافق المدرب، عندما حرم نفسه من التعامل مع حالة خاصة للكرة الخليجية لم يتعامل بها في رحلته السابقة والتي تجول خلالها بين السعودية وعمان والامارات، وامكانية أن يتعرف على ظروف ومناخ آخر من شأنه أن يضعه أمام خيارات جديدة للإستقرار والبناء وان يخلق لنفسه هوية مختلفة ووصف لم يبتعد مدرب طوارئ رافقه في رحلته السابقة الطويلة.!
( المصدر : الايام البحرينية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews