اكتشاف قائد عسكري نازي أقام في أمريكا لأكثر من 60 عاما متخفيا
جي بي سي - كشفت الأسوشيتد برس، اليوم الجمعة، عن أدلة تشير إلى أن قائد وحدة فى الجيش النازى مسئولة عن حرق قرى بها نساء وأطفال يعيش فى ولاية مينيسوتا الأمريكية، بعد أن كذب على مسئولى الهجرة ليصل الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة.
ورفض مايكل كاركوتس البالغ من العمر أربعة وتسعين، أن يناقش ماضيه فى زمن الحرب وباءت الجهود الدءوبة لإجراء مقابلة باستخدام ابنه كوسيط بالفشل، ولم يعلق على خدمته فى الجيش النازى، قائلا إنه لا يعتقد أن بوسعه أن يشرح.
وحصلت الأسوشيتد برس على معلومات من خلال طلب للحصول على معلومات بموجب قانون حرية الحصول على المعلومات، تفيد أن كاركوتس قال للسلطات الأمريكية عام 1949 أنه لم يؤد خدمة عسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية مخفيا عمله كضابط وكعضو مؤسس فى فيلق الدفاع الذاتى الأوكرانى التابع لمليشيات وحدة وقائية نازية أو ما عرف بجهاز إس. إس. البوليسى ثم كضابط فى الفرقة الجاليكية التابعة للنظام النازى.
وكانت الفرقة الجاليكية وفيلق الدفاع الذاتى الأوكرانى التى خدم فيهما كاركوتس مدرجتين على القائمة السوداء للحكومة الأمريكية للمنظمات التى أعضاؤها محظور عليهم دخول الولايات المتحدة فى ذاك الوقت.
ورغم أن السجلات لا تشير إلى أن كاركوتس كان له يد مباشرة فى جرائم الحرب، إلا أنها أكدت أنه كان فى ساحة ارتكاب هذه الأعمال الوحشية كقائد للفرقة، كما تؤكد شهادات من رجال كانوا فى وحدته ووثائق أخرى أن الفرقة الأوكرانية التى كان يقودها قتلت مدنيين.
وتربط شهادات شهود ووثائق أخرى وحدة كاركوتس بشكل دقيق بمذبحة بوداتسى عام 1943 على أطراف لوتسك وهى حاليا جزء من أوكرانيا التى كان يوجد فيها فيلق الدفاع الذاتي. وقتل ما إجماليه 21 شخصا من أهل القرية معظمهم من النساء والأطفال.
وفى مذكرات نشرت باللغة الأوكرانية عام 1995، قال كاركوتس، إن الوحدة تأسست واتخذت من بوداتسى مقرا فى عام 1943 ثم ذكر فى وقت لاحق أن بوداتسى كانت لا تزال قاعدة الوحدة فى يناير كانون ثان عام 1944.
وقال كوست هيرنياك العضو الآخر فى الفيلق فى مذكراته التى نشرت عام 1977، إن الوحدة صدرت إليها أوامر بالعودة الى بوداتسى بعد مقتل جندى ألمانى فى المنطقة ووصلت فى الثانى من ديسمبر عام 1943.
وفى اليوم التالى، رغم أن هيرنياك لم يذكر ذلك، قتل ما يقرب من 25 شخصا مدنيا معظمهم من النساء والأطفال فى بوداتسى، فيما لا توجد أدلة على وجود أى وحدات أخرى فى المنطقة فى هذه الفترة.
كان هيورهى سيفوى فى التاسعة من العمر عندما دخلت القوات البلدة فى الثالث من ديسمبر واستطاع أن يفر مع والده ويختبئ فى مأوى تغطيه أفرع الأشجار. وقتلت والدته وشقيق له يبلغ من العمر أربعة أعوام.
وقال سيفوى البالغ من العمر ثمانية وسبعين عاما وهو يجلس على أريكة أمام منزله "سمعنا إطلاق نار، ثم صمت، وشعرنا بعد ذلك برائحة دخان.. كان لدينا مأوى تحت شجرة مغطى بالفروع.. اندلعت النيران فى المنزل، ووصل الدخان إلينا".
ويلقى أهل القرية حاليا بمسئولية الهجوم بصفة عامة على النازيين، وهو أمر يقول خبراء إنه شائع فى أوكرانيا نظرا للمكانة المتميزة التى كان يتمتع بها أفراد القوات الأوكرانية الوطنية.
وقال عالم سياسة أوكرانى أجرى أبحاثا موسعة على فيلق الدفاع الذاتى، إن أعضاءه حرصوا على ترسيخ فكرة أنهم يعملون لصالح ألمانيا النازية للتصدى للشيوعية السوفيتية فحسب، إلا أنه قال إن أعمال الفيلق وتصديه للحزبين والهجمات الانتقامية على المدنيين تفشى قصة مختلفة.
وتشير ملفات للوحدة الوقائية النازية، إلى أن كاركوتس ووحدته تورطوا فى انتفاضة وارسو عام 1944 التى قمع فيها الحزب النازى بوحشية تمردا بولنديا ضد الاحتلال الألمانى.
وقال أحد مرؤوسى كاركوتس لمحققين سوفييت إنه فى عام 1944 جاء أمر للوحدة إن "تصفى كل سكان" قرية تشلانيو فى بولندا فى هجوم للأخذ بالثار لمقتل ضابط من ميليشيات الوحدة الوقائية لكن الرجل لم يوضح من أين جاء الأمر.
وفى تحقيق أجراه مسئولون أمريكيون فى الرابع والعشرين ابريل نيسان عام 1949 عن بيانات كورتس، قال الضابط النازى، إنه لم يؤد خدمة عسكرية قط وقال للمحققين إنه "عمل لصالح والده حتى عام 1944 وعمل فى معسكر اعتقال من عام 1944 إلى عام 1945".
( المصدر : وكالات )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews