خليجي 23.. محنة خليجية لا كويتية!
ليس المهم ان تقام البطولة الخليجية العربية بمدينة دون اخرى، الاهم ان يستمر العرس الخليجي الكروي باجوائه ورمزيته المعهودة، بعد عقود اربعة كان لبطولة الخليج الاثر الواضح والتأثير الثري، بعدد من الملفات الحياتية اليومية الخليجية، بعد ان اصبحت البطولة رمزا للوحدة والتعرف والتواصل والتعاون، بل انها مصدر للتطور بجميع اشكاله الفنية والتقنية والادارية والمنشآتية، فمنذ اربعين عاما بدأت في المنامة مطلع السبعينات ولم تتوقف باحلك الظروف والتداعيات، التي شهدتها المنطقة، بعد ان حرص قادة الدول الخليجية السياسين والرياضيين والمعنيين على ضرورة الحفاظ على ديمومة بطولة كانت ومازالت مصدرا للالهام والفرح الخليجي بتجلياته المختلفة، فلم تغب وتتاخر البطولة برغم الحروب والمشاكل التي عصفت بمنطقتنا طوال عقود مضت.
مدينة البصرة العراقية الفيحاء وثغر الخليج الباسم، برغم كل التحضيرات والتكاليف التي صرفت لبناء المدينة الرياضية تحت عنوان استضافة بطولة الخيج العربي بكرة القدم، وكذلك الامنيات والطموحات التي يحملها الشارع العراقي، الا ان المدينة حرمت من حق التنظيم لاسباب ادارية وفنية تتعلق ببطء اكمال المنشآت وكذلك الظلم والاجحاف الدولي الصادر من خلال منع الفيفا لاقامة اي مباراة دولية في العراق جراء ظروفه الامنية المحيطة، وهذا ما جعل مدينة الكويت تعلن مكانا بديلا للبصرة منذ سنة تقريبا، كان يفترض ان تقام البطولة نهاية عام 2015، الا ان اسباب ادارية وفنية كويتية حالت دون ذلك فضلا عن قرار الحظر الدولي الصادر قبل ايام على الكرة الكويتية، مما يجعل مهمة تنظيمها بطولة خليجي 23 تحت الخطر.
الرد الرسمي للاشقاء الكويتين لم يتأخر، على ما حدث مع الفيفا والمشاكل والتقاطعات الضاربة في عمق القطاع الكروي الكويتي، مما حدا بمجلس الوزراء الكويتي يوافق على الاعتذار عن عدم استضافة الكويت لخليجي 23 وبسرعة تكاد تكون مفاجئة دون انتظار التدابير الممكن اتخاذها من قبل الاخوة في قيادة اتحاد الكرة والرياضة في الكويت الشقيق، حيث عقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي، وبناء على اقتراح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب، فقد وافق مجلس الوزراء على الاعتذار عن استضافة بطولة كأس الخليج 23، التي كان مقرراً إقامتها على أرض دولة الكويت في ديسمبر المقبل بسبب تعليق نشاط كرة القدم من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم المشار إليه. وكانت الكويت من المفترض أن تستضيف كأس الخليج في الفترة بين 22 ديسمبر المقبل والرابع من يناير 2016 لكنها أعلنت في أغسطس الماضي أنها ستؤجل البطولة لعام واحد من أجل استكمال استعدادات استضافة البطولة. ومن ثم جاء قرار الاعتذار الرسمي الكويتي، ليخلق اجواء مقلقة غير مسبوقة بتاريخ البطولة، التي نتمنى كعرب خليجيين ومتابعين ان يقدم القادة الخليجيون كل المساعدات الممكنة، لغرض ادامة زخم البطولة ومحاولة تنظيمها باسرع وقت، لما لها من رمزية وتاثير ومعنى ودلالة لا يمكن غض الطرف عنها تحت اي سبب كان.
(المصدر: الايام 2015-10-21)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews