العمل خارج الميدان
نفتقر (اليوم) كثيراً في الرياضة السعودية بشكل عام وفي كرة القدم على وجه الخصوص إلى العمل المتوازي، وهنا أقصد التنسيق في العمل بين ما هو داخل ميدان الكرة من قبل الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين وما هو خارجه.. كثير من أنديتنا تفتقد إلى من يعمل خارج الملعب (مكشوفاً أو مستتراً) من أجل مصلحة الفريق.
ـ على صعيد المنتخبات السعودية نفتقد (منذ رحيل الأمير فيصل بن فهد) إلى أناس يعملون خارج إطار الأمور الفنية وتحديداً على صعيد توثيق العلاقات مع شخصيات ودول نحتاج إليها في مواقف ذات يوم.. وهنا لا أتحدث عن أساليب غير مشروعة أو مرفوضة بقدر ما أتحدث عن تصرفات قانونية ولعل مكانة المملكة قبل 30 عاماً داخل أروقة FIFA واللجنة الأولمبية الدولية غيرها تماماً اليوم.
ـ المكانة لم تتغير فحسب بل أقولها وبصوت عالٍ إنه لم يعد لنا مكان أو ثقل أو تأثير في هذه المنظمات الرياضية العالمية بسبب غياب العمل خارج الميدان.
ـ سأضرب مثالاً بسيطاً ربما يقنعك عزيزي القارئ.. تصوروا لو أن الأمير فيصل بن فهد أو عبدالله الدبل (كلاهما أو أحدهما) ما زال حياً هل سنصل في FIFA إلى ما وصلنا إليه في قضية مباراة منتخبنا مع فلسطين؟
ـ أما على صعيد الأندية فأعتقد أن الأندية السعودية التي تجيد العمل خارج الميدان محدودة للغاية بل لا تتجاوز ربما أصابع اليد الواحدة وأقل من ذلك بكثير.
ـ لا أتحدث هنا عن دور (مكشوف أو مستتر للأندية) في المنظمات الدولية لأنه طالما غاب الدور الرئيسي للمنظمات الرسمية على مستوى أعلى من الأندية فكيف ننتظر دوراً للأندية.
ـ ما أعنيه هو دور (داخلي) مؤثر للأندية (مكشوف أو مستتر) سواء للتأثير على قرارات الجهات المشرعة والمنظمة والمسيرة للرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم أو من خلال العمل على إغراء وجذب لاعبين متميزين في أندية أخرى من أجل نقلهم عند نهاية عقدهم أو دخولهم الفترة الحرة.
ـ الأندية التي تملك شخصيات (كبيرة أو متوسطة أو حتى صغيرة) تعمل (كلٌ وفق طاقته وقدراته الشخصية والمالية) من أجل ناديها وتمنح لإدارة النادي فرصة التفرغ لمهامها المتمثلة في إدارة النادي أو متابعة فريق كرة القدم تعد محدودة للغاية لكن هذا لا يعني عدم وجود مثل هذه التحركات.
ـ بل توجد ومؤثرة جداً وتخدم أنديتها بشكل كبير لكنها (كما قلت) محدودة جداً.
ـ الأمر هنا لا يتعلق فقط بكشافين يلفون الأحياء بحثاً عن المواهب بل الأمر يذهب أبعد من ذلك إذ قد تصل الأمور إلى تشكيل فريق عمل منظم متكامل يتابع المحترفين المتميزين في الأندية الأخرى ومتى سيدخلون الفترة الحرة وهل هم من ضمن اللاعبين الذين يرغب النادي في استقطابهم ومتى كانوا كذلك يكون هناك فئة أخرى (داخل فريق العمل) دورها التخاطب مع اللاعبين أو وسطاء من أجل إنهاء الأمور قبل دخول منافسين.
ـ هذا الفكر أمر طبيعي يحدث في كل دول العالم إذ تكون فرق العمل هذه بمثابة أذرع مساعدة لإدارة النادي.
ـ نحتاج في رياضتنا (على مستوى المنتخب والأندية) إلى شيء من الخبث (الإداري) حتى نجمع بين العمل داخل الميدان وخارجه وبذلك تسير الأمور دون أي اهتزاز وتتحقق من خلال ذلك الانتصارات والإنجازات.
ـ أما العمل المكشوف (والمثالي) فقد وضحت (في كثير من المواقف) سلبيته.
ـ لا أبحث عن مخالفة القانون أو كسر الأنظمة واللوائح إنما أنادي بضرورة العمل خارج الميدان من خلال استخدام العلاقات في الحصول على المطالب دون إضرار بالآخرين.. ومن خلال تشكيل فرق (مساعدة) لإدارات الأندية تسير وفق خطة إستراتيجية عليا يتم رسمها من قبل كبار مسيري النادي.
ـ العمل خارج الميدان (مكشوف أو مستتر) وبخبث إداري يعد أهم عوامل النجاح في عالم كرة القدم.. نحتاج إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى.
(المصدر: الرياضية 2015-10-19)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews