بلاتيني يتمنى لو كان مصرياً
هذا قرار من تلك التى تستدعى وتستحق انتباه واهتمام الجميع، حتى الذين لا يتابعون كرة القدم وأخبارها وحكاياتها.. فأن تقرر لجنة القيم بـ«فيفا» أمس إيقاف ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، لمدة تسعين يوما ومنعه خلال تلك الفترة من ممارسة أى نشاط له علاقة بكرة القدم دوليا ومحليا.. فهذا قرار له الكثير جدا من المعانى والدلالات، وفيه دروس يمكننا فى مصر استيعابها وتعلمها والاستفادة منها أيضا.. ولابد من الإشارة أولاً إلى أن بلاتينى ليس متهماً رسمياً حتى الآن بالرشوة أو الفساد.. لكنه فقط قبل كرئيس للاتحاد الأوروبى مليونى فرنك من «فيفا» عام 2011، وقيل وقتها إنها مقابل أعمال قام بها الاتحاد الأوروبى لـ«فيفا» عام 1999.. ولم يتم اكتشاف ذلك إلا بعد انفجار وتوالى فضائح «فيفا» الأخيرة التى أطاحت بالرئيس بلاتر وأرغمته على الاستقالة والانسحاب.. وقامت لجنة القيم بالتحقيق مع بلاتينى وقبل استكمال التحقيقات كان قرارها بالإيقاف تسعين يوما بعد اتهامه بسوء الإدارة.. ولا أعرف كم مسؤولا كرويا لدينا سيتم إيقافه لو قمنا بتطبيق هذا القرار.. بنفس هذا الاتهام.. داخل اتحادنا المصرى الذى أخشى أن يكون سوء الإدارة فيه قد بلغ من الإجرام والفداحة ما يستحق عقوبة الإعدام وليس الإيقاف فقط..
الأمر أو الدرس الثانى المتعلق بعقوبة بلاتينى وإيقافه هو أن بلاتينى كان حتى أمس الأول هو المرشح الأقوى لرئاسة «فيفا» بعد ضمان نجاحه فى الانتخابات المقبلة فى فبراير.. فهناك أكثر من مائة اتحاد كروى على الأقل أعلنت بالفعل تأييدها لبلاتينى رئيسا لـ«فيفا».. وحين أعلنت لجنة القيم عقوبتها التى ستمنع بلاتينى من خوض هذه الانتخابات على الأرجح أو ستجبر كثيرين جدا على مراجعة حساباتهم وتغيير مواقفهم وخياراتهم.. لم نجد من يعارض قرار لجنة القيم أو يعاتبها بادعاء أن «فيفا» يحتاج الآن لشخص مثل بلاتينى لقيادة شؤون الكرة فى العالم.. لم نجد من يجرؤ على المطالبة بتغيير القانون أو تعطيله أو إسكات صوته قليلا من أجل المصلحة العامة.. فالقانون ينبغى احترامه طوال الوقت دون استثناءات.. وليست هناك أى مصلحة عامة يمكن تحقيقها بالتغاضى عن أى خطأ وجرم أو بتعطيل القانون واغتيال الضمير وتغييب العدالة.. والدرس الثالث الذى يمكننا تعلمه هو الكف عن سياستنا المصرية الحالية الباحثة دوما عن كبش فداء يتم شنقه أمام الجميع لإسكاتهم، وبعدها يجرى بسرعة إغلاق كل الملفات المفتوحة..
ووفقاً للطريقة المصرية كان من المفترض أن تنتهى كل المشكلات بقطع رقبة بلاتر.. إنما الذى جرى هو استمرار التحقيقات أياً كان الذى ستطاله ومهما كان الثمن الذى لابد أن يدفعه كل من أخطأ وليس الرئيس فقط.. ونحن لانزال نقوم بذلك سواء مع مبارك أو مرسى أو حتى طنطاوى.. بعد ذلك كله لابد من الإشارة إلى أن الداهية بلاتر نجح فى الانتقام من بلاتينى الذى أراد أن يخلفه فى رئاسة «فيفا».. وأن الأمير الأردنى على بن الحسين باتت لديه فرصة حقيقية لرئاسة «فيفا».
(المصدر: المصري اليوم 2015-10-10)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews