وزير الدفاع فضح نتنياهو فتأجلت زيارة كيري لإسرائيل
جي بي سي - : أرجأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي كان من المفروض أن يصل إلى المنطقة أواسط الأسبوع ، أرجأ زيارته للأسبوع القادم من أجل إتاحة الفرصة لأبو مازن لإعادة التفكير فيما إذا كان سيطرح شروطا مسبقة للمفاوضات أم لا، وقد عقب رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بالقول : سنحاول العثور على ثغرة ندخل منها إلى المفاوضات مع الفلسطينيين بغية التوصل إلى تسوية.
هذا ما علله مراقب إسرائيلي متحيز.
غير أن مصدرا دبلوماسيا قال لـ جي بي سي : أن وزير الخارجية الأميركي يحاول استيعاب التصريحات التي أدلى بها نائب وزير دفاع دولة الكيان دان دنون والتي قال فيها: " إنه لا يوجد في إسرائيل من يتعامل مع المفاوضات مع الفلسطينيين بجدية، وحتى إن وجدت مثل هذه الجهة، فإن المفاوضات لن تجري" وهي تصريحات نشرتها جي بي سي في حينه ، وأنكرها نتنياهو لاحقا ، ويقول المصدر : إن كيري يعرف أن تصريحات الوزير صحيحة، فالأميركيون والأوروبيون يدركون أنه إذا ما جرت مسيرة سياسية حقيقية، فسوف تفضي إلى تغييرات سياسية سواء أكانت صغيرة أم كبيرة.
لقد أرجأ كيري زيارته للمنطقة لمدة أسبوع ،ويسرب مصدر في مكتب نتنياهو أن السبب في الإرجاء لا يرجع إلى تعارض الزيارة مع جدول عمل رئيس الحكومة مثلما قيل ، بل السبب في ذلك هو أن الأطراف لم تنجح حتى الآن في التقدم، وأن هناك رغبة في العمل أكثر مع رئيس الحكومة العبرية من أجل تحقيق الهدف، أما الهدف فيتمثل في دفع الفلسطينيين للسير في مسار سياسي دولي داخلي يختلف عن الطريق الذي ساروا فيه قبل أربع سنوات، والعمل على إنهاء المراوحة التي تجري في غضون العشرين سنة الماضية.
ونتنياهو يحاول استئناف المفاوضات ومناقشة القضايا السياسية التي يمكنها أن تفضي إلى إنجاح المسيرة وفق محدداته هو ، وهي محددات تناقض الطرح الفلسطيني بالمطلق ، آخذا بعين الاعتبار الآراء القائمة في الليكود والتي يمكنها أنها تهز الوضع القائم. والهدف هو التوصل إلى تسوية دائمة في المستقبل القريب عبر اتفاقيات مرحلية، وتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في السابق، إضافة إلى الترتيبات الأمنية، وتسليم الفلسطينيين السيطرة الأمنية على المناطق التي اتفق عليها في السابق، وهي أهداف يعلنها نتنياهو على وزراء ، وينفيها لوزراء آخرين مع أن اقرب المقربين منه يعلمون بأنه " كاذب " وإنه لا يسعى إلى أي مفاوضات إلا ذرا للرماد في العيون ، ولقد فضحه وزير دفاعه وصدق كيري ما قال الوزير المذكور .
ويحاول نتنياهو نصب مصائد للفلسطينيين ليتجنب النقد الدولي والأمريكي ، حيث أعد " طعما " هو عبارة عن سلة مبادرات " حسن نية " مزعومة ، تسمح لأبو مازن بالنزول من فوق شجرة المطالب الفلسطينية التي تحول دون استئناف المفاوضات، ويرفض نتنياهو أية شروط مسبقة للتفاوض. ويجب أن نتذكر أن الأمر يتعلق بالمناورات الأخيرة الخاصة بالمفاوضات. كما يجب أن نتذكر أن الأميركيين بذلوا جهودا سياسية كبيرة جدا من قبل جون كيري والإدارة الأميركية الأمر الذي لن يكون من السهل على الفلسطينيين أو الإسرائيليين تحمل مسؤولية تهمة التسبب في إحباط المفاوضات التي لم تبدأ بعد.
وهناك وزراء إسرائيليون يؤيدون طريق المفاوضات الذي اختاره رئيس الحكومة ، وإن كان طريقا خادعا ، في مواجهة المعارضة الحقيقية داخل الليكود والحكومة للقيام بأية خطوة في مواجهة الفلسطينيين، فقد لاحظت المصادر التي تحدثت لمراسل موقع جي بي سي في القدس المحتلة : أن كبار وزراء الليكود يؤيدون رئيس الحكومة، بيد أنهم جميعا سيقفون موقف المتفرج حينما تبدأ المفاوضات لمعرفة فيما إذا كانت هذه المسيرة حقيقية أم لا. وفي حالة اضطرار الوزراء لاتخاذ قرار، فسوف يجد نتنياهو نفسه في مواجهة احتمالات تغييرات سياسية في الليكود، نظرا لأن هناك جناحا صقريا داخل الليكود لن يسمح له بالقيام بأية خطوات باتجاه الفلسطينيين، ومكتب رئيس الحكومة على علم بذلك، ويتحدث عنه، ولا يخشى منه، لأنه يجب أن نتذكر أن إذا أراد رئيس الحكومة في الانتخابات القادمة العمل على البقاء في منصبه فليس أمامه ما يمكنه أن يراهن عليه سوى المفاوضات مع الفلسطينيين، لأن يائير لبيد احتل الكثير من المناحي الأخرى التي كان يمكنه المراهنة عليها.
واختتم المصدر الدبلوماسي حديثه لموقعنا بالقول : نتنياهو يتحدث بصراحة للمتشددين في حزبه أنه لن يقدم شيئا لأبو مازن وبرغم ذلك ، فإن عجرفة هؤلاء تصر على أنه لا تفاوض مع الفلسطينيين ، أما كيري ، فيبدو أنه قطع الأمل، فقطع الزيارة ، وسنرى الأسبوع القادم الموعود . ( المصدر : جي بي سي - القدس المحتلة ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews