الطفل أيضًا يصاب بالتوتر الشديد عندما يمرض
جي بي سي نيوز-: يبدو المرض والدخول إلى المستشفى أو زيارة الطبيب أو تناول الدواء أمورًا مخيفة بالنسبة إلى الطفل الذي يشعر أحيانًا بأن أهله يعاقبونه خلال فترة علاجه. فما هو سبب هذا الخوف؟ وكيف يمكن الأهل تحضير ابنهم نفسيًا للدخول إلى المستشفى أو زيارة الطبيب؟
يرى اختصاصيو علم نفس الطفل أن من المهم جدًا أن يعرف الأهل كيف ينظر الطفل إلى المرض. إذ إن مفهوم المرض لديه يختلف عمّا هو بالنسبة إلى الراشد، فالطفل يخاف من الأعراض التي ترافق المرض.
وعندما يصاب بالرشح أو الإسهال، يشعر بالقلق من هذه الأعراض، في حين ترى أمه أنها ليست خطيرة وتتعامل معه على هذا الأساس، وتكتفي بإعطائه الأدوية المناسبة لأنها تدرك تمامًا أنه مرض عادي، فيظن الطفل أنها لا تكترث له.
مثلاً حين تقول له أمه «كفاك غنجًا، إنه مجرّد ارتفاع في الحرارة أو رشح»، يسأل في سريرته: «كيف تقول ذلك؟ ألا ترى أنني مريض لا أستطيع أن أمشي أو ألعب؟». مما يعني أن الطفل يقلق من أعراض المرض في حين أن الأهل يقلقون من نوعه.
لذا على الأهل أن يضعوا أنفسهم مكان الطفل وينظروا بمنظاره، أي كيف يفهم معنى المرض، وأن يتفهموا أسباب توتره وانزعاجه، ويعملوا على طمأنته بأن هذه الأعراض التي يشعر بها موقتة ولن تدوم. فالطفل في حاجة إلى اهتمام الأهل ورعايتهم للتخفيف من توتره.
الدخول إلى المستشفى
من المعلوم أن الدخول إلى المستشفى والخضوع لعملية جراحية يقلقان الراشد، فكيف بالطفل الصغير! من هنا يأتي دور الأهل في طمأنة الطفل، وتهيئته نفسيًا عندما يصاب بمرض يتطلب منه الدخول إلى المستشفى أو الخضوع لعملية جراحية، كأن تقول له والدته مثلاً: «حبيبي أنت مريض منذ فترة، والعلاج في المنزل لم ينفع، لذا صار لزامًا الذهاب إلى المستشفى لتخضع لعلاج يخلّصك من هذه الحرارة التي تلازمك منذ أكثر من أسبوع، وفي المستشفى سوف يبذل الطبيب والممرضات كل جهدهم حتى تشفى».
ومن الضروري أن تصف له المستشفى في شكل مفصّل كأن تقول: «هناك كل شيء نظيف وأبيض، وسوف تنام في غرفة فيها سريران وقد يكون لديك رفيق في الغرفة».
وقبل الذهاب إلى المستشفى، من الضروري الإجابة عن كل أسئلة الطفل بوضوح وصراحة كي يشعر بالراحة. فمثلاً يمكن الأم أن تقول لطفلها: «أنظر حبيبي سوف تخضع لعملية جراحية، ولن تشعر بالألم لأنك ستحقن بالبنج الذي لن يجعلك تشعر بأي شيء».
وعلى الأهل أن يحاولوا عدم إظهار القلق الذي يشعرون به، لأنه سينتقل إليه، وأن يهوّنوا الأمر عليه قدر المستطاع.
ويحذّر الاختصاصيون من الاحتيال على الطفل أثناء دخوله إلى المستشفى، مثلاً عندما تذهب إلى المستشفى سوف ترى البالونات والألعاب، وحين يذهب يفاجئه الطبيب والممرضون بمعاينته ومنعه من الطعام إذا كان يخضع لعملية، وإجراء الكثير من الفحوص المخبرية فيشعر بأن أهله قد خدعوه. مما قد يفقده الثقة بهم.
متى يجب إعلام الطفل بدخوله المستشفى؟
ترتكز تهيئة الطفل لدخول المستشفى والخضوع لعملية جراحية على سنّه، فإذا كان الطفل في الثامنة، يجب إعلامه قبل أسبوع من دخول المستشفى، لأن إعلامه قبل شهر يسبب له قلقًا، أمّا إذا كان دون سن الثامنة، فيكفي إخباره قبل يومين لئلا يصاب بالتوتر والخوف، فالطفل في هذه السن لا يدرك مفهوم الوقت، والأسبوع بالنسبة إليه يساوي دهرًا. صحيح أنه سيشعر بالقلق خلال هذين اليومين، لكن قلقه هذا محدود.
وقد يكون من المفيد زيارة المستشفى والتعرّف إليها عن قرب، شرط ألا تتضمن الزيارة التعرّف إلى غرفة العمليات أو الدخول إلى غرف المرضى، إذ يكفي أن يمر الطفل بين الأروقة ويتعرّف إلى فريق العمل.
ويختلف الوضع حين يدخل الطفل المستشفى في حالة طوارئ حين يكسر رجله أو يجرح يده، فهو لن يخاف لأنه يعرف مسبقًا أنه مصاب.
لماذا يكون سلوك الطفل المريض أحيانًا عدوانيًا؟
من الطبيعي أن يكون سلوك الطفل المريض أو الذي سيخضع لعملية عدوانيًا، فهو سيتعرض لكثير من الأمور التي تخيفه، مثلاً هناك الإبرة التي تحقنه بها الممرضة وتسبّب له ألمًا كبيرًا، كذلك هناك الإجراءات التي تسبق العملية مثل نقله على كرسي والدخول إلى غرفة التصوير الشعاعي الباردة، وغالبًا ما تُمنع الأم من مرافقته، فيشعر وكأن المحيطين به يعتدون عليه بإجباره على القيام بأمور لا يريدها، فيتصرف في شكل غير لائق مع الممرضة أو الطبيب.
وبعد الانتهاء من العملية، يُلاحظ أيضًا سلوك الطفل العدواني لأنه بعدما يستفيق يستمر شعوره بأن أهله قد تخلوا عنه، لأنهم تركوه وحده في غرفة العمليات، فيتعامل معهم بشيء من العدوانية، ولا سيّما أن العلاج بعد العملية يثير أيضًا مخاوفه وقلقه، فيسأل لماذا لا تزال حقنة المصل في يدي ولماذا قياس الحرارة أو لمَ يقولون لي إن بعد العملية ستنتهي الآلام؟ هذه الأسئلة يطرحها الطفل على نفسه، وأحيانًا يطرحها على من حوله ولا سيما والدته.
وفي بعض الأحيان، يُظهر بعض الأطفال سلوكًا نكوصيًا فيتصرّفون كما لو كانوا رضّعًا فلا يأكلون إلا حين تأتي الماما أو يتّكلون على الممرضة أو الأم في كل شيء.
وفي بعض الأحيان يشجع الأهل هذا السلوك النكوصي... «لا تنزل من السرير، لا تقم بهذا أو ذاك». وأحيانًا يبتز الطفل الأهل: «إذا لم تحضر الماما فلن آكل. إذا لم تفعلوا لي هذا فلن أتناول الدواء». وفي المقابل، قد يتماهى الطفل بالطبيب ويطرح عليه الكثير من الأسئلة حول الدواء ومدة العلاج ويخرج بانطباع جيد فيقول إنه سوف يصبح طبيبًا عندما يكبر.
هل من الضروري المكوث مع الطفل في المستشفى؟
يعود هذا إلى شخصية الطفل وسنّه، والحالة المرضية التي يدخل بسببها إلى المستشفى. فالطفل ما دون الخمس سنوات يحتاج إلى وجود أمه التي من الضروري أن تشرح لبقية أبنائها سبب مكوثها في المستشفى مع شقيقهم كأن تقول لهم: «عمر مريض وفي حاجة إليّ، وهذا وضع طبيعي لأنني سوف أقوم بالأمر نفسه إذا مرض أحدكم».
كما لا يجوز مطلقًا خداع الطفل. فإذا وعدت الأم طفلها بأن تمضي الليل معه في المستشفى ولم تفعل، يشعر الطفل بأنها خدعته ولن يثق بها بعد اليوم. لذا من الضروري أن تقول له الحقيقة وأن يكون الأهل أكثر واقعية. ففي اليوم الأول بعد العملية، من الضروري أن تبقى الأم مع طفلها في المستشفى.
وحين تتحسن حالته، خصوصًا إذا كان في سن السابعة أو الثامنة، يمكنها أن تطمئنه بوجود الممرضة الحاضرة لمساعدته، وألا تعده بالبقاء معه ليلاً.
وفي بعض الحالات المرضية الخطرة، من الطبيعي أن تلازم الأم طفلها في المستشفى. فهذا يشعره بالأمان والطمأنينة، وإن كان أحيانًا يبدي بعض النفور من كل من حوله حتى والدته.
بل أحيانًا قد يتصرف معها بعدائية وكأنها المسؤولة عن مرضه، وهذا طبيعي، فالطفل ينظر إلى أمّه على أنها مخلّصته ودواؤه وعلاجه، ووقوفها عاجزة عن تخفيف آلامه وإيلاء هذه المهمة إلى الطبيب والممرضة، وأسلوب العلاج الذي يكون مؤلمًا مثل حقن المصل وقياس الحرارة وتناول الأدوية... كلها أمور تجعله يشعر بالتوتر والقلق، وقد يرفض تناول الطعام وأحيانًا ينزع إبرة المصل، كل هذا ليعبر عن غضبه وتوتره.
كيف تتصرف الأم حيال هذه العدائية؟
عليها أن تتحلى بالكثير من الصبر والتفهم، وعدم لوم الطفل. فالراشد قد يتصرّف على هذا النحو على الرغم من إدراكه للأمور فكيف بالطفل! لذا عليها أن تستمر في طمأنته وشرح أسباب دخوله المستشفى من دون تهويل، أي تقول له إنها حاولت العلاج المنزلي، ولكن حالته تطلبت طبيبًا لأنه يستطيع إعطاءه العلاج المناسب الذي يخلصه من المرض المزعج.
وتحاول طمأنته وتشجيعه على تناول الدواء وأنه قادر على محاربة المرض، وألا تخدعه بأن الحقنة لن تؤلمه، بل عليها أن تكون واقعية وتشاركه خوفه منها، ولكن في الوقت نفسه تعمل على تشجيعه كأن تقول له مثلاً: «لا أحد يحب الحقنة فهي تؤلم عندما تغرزها الممرضة، ولكن بعد ذلك يزول الألم لتساهم في تسريع شفائك، وأنت طفل بطل».
لماذا يرفض الطفل، في بعض الحالات، أن ينزع له الطبيب الضمادات أو الجبيرة في حالة الكسور؟
قد يحدث أحيانًا أن يخاف الطفل ويرفض أن ينزع له الطبيب جبيرة الكسور، وهذا طبيعي لأن الطفل عمومًا يخاف المجهول وقد كانت جبيرة تغطي يده أو قدمه فترة طويلة، ويسأل خلالها كيف ستبدو بعد النزع.
وتنشأ لدى بعضهم علاقة وطيدة مع الشيء الغريب الذي لازمهم فترة، لأن عليه تواقيع المحيطين بهم، أو لأنها كانت مصدر اهتمامهم.
لذا يمكن الأم أن تخفف عن طفلها وطأة مواجهة المجهول الذي يخافه أو التخلّي عن الشيء الذي تعلّق به، بأن تحضّره نفسيًا كأن تقول: «كيف سيكون برأيك شكل رجلك بعد تغطيتها فترة. ربما يكون لونها فاتحًا لأنها لم تتعرّض للشمس». وعمومًا، من واجب الأم تهوين الأمر عليه مهما كان.
أحيانًا يفاجأ الأهل بأن ابنهم الذي دخل المستشفى بسبب الحرارة مثلاً مصاب بمريض خطير، عندها كيف يمكن الأهل السيطرة على رد فعلهم أمام طفلهم؟
يمكن خبر إصابة الطفل بمرض مزمن أن يقلب حياة العائلة والطفل رأسًا على عقب. وبالتالي من الطبيعي أن يشعر الوالدان بالكثير من الحزن والألم. من هنا تأتي أهمية دور الطبيب الذي عليه أوّلاً أن يشرح للوالدين ماهية المرض وما المتوقّع أثناء العلاج، ويخفف عنهما بأن يحدّثهما عن حالات مشابهة، تماثل فيها الطفل المصاب للشفاء، شرط عدم المبالغة في التفاؤل والعمل على تخفيف وطأة الصدمة. كما على الوالدين مساندة بعضهما كي يتمكنا من مساندة الطفل ومؤازرته.
كيف يُخبر الأهل طفلهم بمرضه المزمن؟
يخاف الأهل عادة من رد فعل الطفل ويجدون صعوبة كبيرة في إعلامه بمرضه، والتحدّث عن وضعه الصحي. ولكن قد يفاجئهم الطفل أحيانًا بقبول حالته الصحية بهدوء، ويكتفي بطرح بعض الأسئلة في لحظة إعلامه ويسأل عن حالته ومرضه، فيما يواجه البعض الآخر الأمر بهدوء وسكوت تام إلى حين يستوعب الأمر ببطء. لذا فحين يسأل الطفل عن مشكلته الصحية، على الأهل إعطاؤه المعلومات الصحيحة والملائمة لسنّه وقدرته على الفهم في الوقت نفسه.
فلا يجوز المبالغة في تبسيط الأمر أو التحدّث في التفاصيل التي تزيد المشكلة غموضًا، بل الإجابة فقط عن السؤال بشكل واقعي وبمستوى سنّه.
وفي المقابل، عليهم ألا يبالغوا في تفاؤلهم بالشفاء من المرض، خصوصًا إذا كان الشفاء مستحيلاً، بل عليهم أن يوضّحوا له أن تقيده بالعلاج سيجعل حياته أسهل وشبه طبيعية.
ماذا عن الطفل؟
سواء كانت الإصابة خطيرة أو لا، فإن هذا النوع من الأمراض سيجعله خاضعًا للمراقبة الطبية والعلاج، إما لفترة طويلة أو مدى الحياة، مما يعني أن هناك الكثير من النشاطات والأمور التي سيبتعد عنها بسبب مرضه المزمن. وتبعًا للسن، فعلى هذا المريض الصغير أن يتسلّح بفهم وضعه الصحي وتقبل العلاج.
وقد يجد صعوبة في فهم ما يحصل له، فينظر إلى المرض وكأنه لغز يختبئ في جسده الصغير. وفي مواجهة هذا المجهول، يمكن أن يشعر بالقلق والتوتر، وقد تظهر عليه أعراض الانهيار العصبي.
وقد تترجم مشاعره بعدم رغبة في الذهاب إلى المدرسة، وأحيانًا تتقلص قدراته، ويشعر في داخله بالغضب الذي يوجّهه نحو والديه أو طبيبه أو قد يرفض العلاج لأي سبب لا يستطيع السيطرة عليه. ويظن أحيانًا أن مرضه عقاب له، ويشعر بالذنب لأنه يسبب الألم لوالديه وباقي أفراد عائلته.
وفي المقابل، قد يفاجأ الأهل برد فعل الطفل تجاه مرضه، فيبدو أنه تقبّل وضعه الصحي بهدوء، ويكتفي بطرح بعض الأسئلة عن أسباب مرضه، فيما يخيّم على بعض الأطفال الصمت ويحتاجون إلى وقت حتى يستوعبوا حقيقة مرضهم.
كيف يمكن الأهل إعلام الإخوة بوضع شقيقهم الصحي؟
من حق الإخوة معرفة ماذا يعاني أخوهم، ولكن في الوقت نفسه يجب التأكيد لهم أن كل شيء في المنزل سيبقى على حاله. وأن زيادة اهتمام الأهل بأخيهم سببها حاجته إلى الرعاية الصحيّة والدعم النفسي من والديه وإخوته أيضًا، وليس لأنهما يحبّانه أكثر.
وهنا للأسلوب التربوي الذي يتبعه الوالدان دور كبير، خصوصًا إذا كانا يربّيان أبناءهما على الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة وسيادة المحبة. وبذلك يصبح الاهتمام بالأخ المريض مسؤولية الجميع، ومساعدته تكون منطلقة من المحبة والألفة اللتين تعوّدوا عليهما في المنزل. فلا يعود الإخوة يشعرون بالتمييز بينهم وبين أخيهم، خصوصًا إذا لم يعامل الوالدان الابن المريض بشكل يستفز إخوته.
هل يمكن الأخ الصحيح أن يغار من الأخ المريض؟
نعم يمكن الأخ الصحيح أن يغار من شقيقه المريض، بسبب تكريس الأهل كل اهتمامهم وعنايتهم بالابن المريض. وأحيانًا وعن غير قصد، يهمل الأهل الابن الصحيح فيشعر هذا الأخير بأن أهله لا يحبونه، إلى درجة يتمنى لو أنه مريض كي يجذب اهتمامهم ورعايتهم.
فحين يكرّس الوالدان وقتهما كله لابنهما المريض ولا يكترثان لأخيه فمن الطبيعي أن يشعر هذا الأخ بالغبن. مثلاً حين يواجه الشقيق الصحيح مشكلة في المدرسة وأراد أن يخبر أمّه في وقت كانت فيه منشغلة أو متوترة بسبب نتيجة فحص طبي سلبية، وفي الوقت نفسه ليس في مقدورها تحمل مشكلات إضافية في هذه اللحظة بالذات، يمكنها أن تشرح الأمر، وتؤكد له أنها ستستمع إليه وتعمل على إيجاد حل لمشكلته عندما تكون أقل انشغالاً وأكثر هدوءًا.
وتحاول قدر الإمكان ألا تنهره، وتتجنب عبارة مثل «همّي يكفيني ألا تراني مشغولة بأخيك، ألا تشعر بي؟» فهذا النوع من العبارات يجرح مشاعر الأخ، خصوصًا إذا كان صغيرًا ويسأل ما ذنبه إذا أصيب أخوه بمرض!
وما هي مؤشرات غيرة الابن الصحيح من أخيه المريض؟
مؤشرات الغيرة عديدة، فمنها مثلاً الادعاء بالمرض كما ذُكر سابقًا وعدم التركيز في الصف، وبالتالي تراجع مستواه المدرسي، وتدنّي علاماته لأنه يفكر في ما يحصل في المنزل، وبالتالي يكون تراجع أدائه المدرسي رسالة إلى الأهل ليهتموا به.
وأحيانًا يصبح الأخ مفرط الحركة ويتصرف بشكل سيئ ليلفت الانتباه إليه. كما نلاحظ العدوانية عند بعض الأولاد في السلوك والكلام، والتوتر الدائم والغضب المتواصل، وأحيانًا يميل الولد إلى الانزواء وعدم الاختلاط أو مشاركة الآخرين في اللعب مع شعور دائم بأنه غير مرغوب فيه ولا أحد يحبه.
هل من الضروري أن يرافق الطفل معالج نفسي أثناء مرحلة العلاج، خصوصًا إذا كان العلاج يؤثر في شكله؟
عادة ما يتوافر في غالبية المستشفيات، في أجنحة الأمراض المزمنة الخاصة بالأطفال معالج نفسي يرافق المريض أثناء مرحلة العلاج ويساعده في تنمية شخصيته، وتعزيز ثقته بنفسه، وكيف يتقبل مرضه بالشكل الصحيح، مع تحريره من أي عقدة أو شعور بالذنب.
أحيانًا يعامل الأهل الطفل المصاب بمرض مزمن معاملة خاصة، كأن يفرطوا في دلاله أو يبالغوا في الاهتمام به. ألا يؤثر ذلك سلبًا في تكوينه النفسي، كأن يبتزهم عاطفيًا؟
إذا لم تتخط المعاملة الخاصة حدود المعقول فلا بأس، خصوصًا لناحية اهتمام الوالدين بطفلهما. لأنه رغم محاولة كبت حزنهما يصعب عليهما ضبط مشاعرهما.
لذا فكل عاطفة تُمنح للطفل، من المستحيل أن تؤثر سلبًا، خصوصًا إذا كان الوالدان يعرفان جيدًا الحدود المسموح بها في التربية، فلن يفكّر الطفل حينها في استغلالهما عاطفيًا.
ما التدابير التي على الوالدين اتخاذها إذًا؟
على الوالدين ألا يعزلا الطفل المريض عن محيطه والمبالغة في حمايته. فلكي يستطيع الطفل الاعتماد على نفسه والتصرّف باستقلالية، ومتابعة تعلم التواصل مع المجتمع وبناء العلاقات، على الوالدين حمايته بشكل غير مباشر ومن دون مبالغة.
لذا عليهما إيجاد الوسائل التي تعزز ثقته بنفسه، كأن يطلبا منه القيام ببعض الأمور التي تناسب قدراته. فالطفل سواء كان مريضًا أو لا فإنه لا يطالب والديه بأن يكونا حاضرين لخدمته طوال الوقت، فهو يحتاج إلى ثقتهما به وبشكل مستمر.
كما يمكن الوالدين الإفادة من مرحلة العلاج والاستشفاء لتحفيزه على المشاركة في النشاطات الفنية كالرسم أو تعلّم اللغات. فهذه الأمور تعزز لديه الرغبة في التعلّم. كما يمكن الوالدين إيجاد الفرصة ليلتقي طفلهما أطفالاً يعانون المشكلة نفسها كي لا يشعر بأنه الوحيد في العالم الذي أُصيب بالمرض.
ماما هل سأموت؟ أو ماما هل سيموت أخي؟ حين يطرح هذا السؤال، بمَ تجيب الأم؟
يجب تربية الأبناء منذ الطفولة على الإيمان بالله وحده الذي خلق الكون والإنسان وبأنه وحده يمنح الإنسان الحياة والشفاء، وهو الذي يقرر موت الإنسان في لحظة معينة. ولكن يجب إعطاء الطفل الأمل حتى آخر لحظة من حياته ولو كان ضعيفًا.
أما بالنسبة إلى الإخوة فالأمر نفسه مع التأكيد لهم أن الله وحده هو الذي سيعطي أخاهم القدرة على تحمل الألم بقدر ما يستطيع جسده تحمل المرض، والصلاة لأجله حتى يرتاح جسده من الألم حين يفقد القدرة على التحمّل.
المدرسة والتلميذ المريض
على الأهل إعلام إدارة المدرسة بمرض الطفل لأخذ التدابير اللازمة في التعامل مع التلميذ المصاب بمرض مزمن، مع التشديد على ضرورة التصرف بأسلوب لا يستفز زملاءه في الصف.
والأهم هو حمايته في ملعب المدرسة، والتأكد من عدم تعرّضه لأي أذى جسدي غير مقصود من رفاقه، وتوفير الوسائل التي تسهّل حركته.
مثلاً إذا كان يعاني الطفل مرضًا في القلب، فيجب مرافقته في المصعد، والحرص على عدم بذله مجهودًا جسديًا يؤثر في صحته.
كما يجب توافر ممرض في المدرسة للحالات الطارئة وإعلامه بالتدابير التي يجب اتخاذها إذا أصيب الطفل بنوبة، وبمن يجب الاتصال. كما من الضروري أن يعامل المدرّسون التلميذ بشكل طبيعي وعدم إشعاره بالشفقة عليه.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews