جنرال إسرائيلي : لا يُمكن محاربة تنظيم الدولة إستراتيجيًّا
جي بي سي نيوز - : في تصريحٍ لافتٍ، ولكن في توقيت ليس مفاجئًا بالمرّة، أيْ بعد بداية التدّخل العسكريّ الروسيّ المُباشر في سوريّة ضدّ الجماعات المُعارضة المُسلحة، انبرى جنرال إسرائيليّ رفيع المستوى ليُعلن على الملأ أنّه على المُستوى الإستراتيجيّ لا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال مُحاربة تنظيم “الدولة الإسلاميّة”، لأنّ الأخيرة لا تملك مراكز يمكن ضربها ، على حدّ تعبيره.
المُتحدّث هو الجنرال آفي دهان، قائد منطقة إيلات (أم الرشراش) في الجيش الإسرائيليّ، الذي ألقى بهذه “القنبلة” في حديثٍ خاصٍّ أدلى به للمُحلل العسكريّ أمير بوحبوط، من موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ، بمناسبة إنهاء خدمته في هذا المنصب، كما أكّد الموقع.
وتابع الجنرال دهان قائلاً : إنّ لحزب الله اللبنانيّ ولحركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) في فلسطين، يوجد مراكز ثقل معروفة جدًا للمخابرات الإسرائيليّة، وبالتالي يُمكن استهدافها، أمّا فيما يتعلّق بـ”داعش” فإنّ المعلومات الاستخباريّة قليلة جدًا، وبالتالي لا توجد أدوات وأساليب وطرق لردع هذا التنظيم، على حدّ تعبير الجنرال الإسرائيليّ .
وتطرّق المسؤول العسكريّ الإسرائيليّ في سياق حديثه للموقع العبريّ، تطرّق أيضًا إلى المستوى التكتيكيّ، وقال إنّ الجيش الإسرائيليّ بات جاهزًا وحاضرًا لمحاربة التنظيم، خليّة مقابل خليّة، كتيبة مقابل كتيبة، إذ أنّ الجيش الإسرائيليّ، بحسب الجنرال دهان، يملك الردّ التكتيكيّ المؤلّف من المعلومات الاستخباريّة، التي تمنحه الإمكانيّة لتحديد تقدّم قوات تنظيم الدولة المقتربة من الحدود السوريّة-الإسرائيليّة، وفي كلّ نقطة من الشريط الحدوديّ، كما أنّه على مقربة من المكان، شدّدّ الجنرال دهان، تتواجد الدبابات الإسرائيليّة، فيما يقوم سلاح البحريّة الإسرائيليّ بمراقبة المنطقة عن كثب، مستخدمًا أحدث منظومات الرادار لالتقاط تحركات التنظيم، على حدّ تعبيره. ولفت الموقع إلى أنّه في معرض ردّه على سؤالٍ أقرّ الجنرال الإسرائيليّ إنّ مُبايعة تنظيم أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة الإسلاميّة أدّت إلى تغيير قواعد اللعبة في شبه جزيرة سيناء، على حدّ قوله.
وساق قائلاً في هذا السياق: إنّ التهديد من قبل تنظيم “الدولة الإسلاميّة” قائم، وليس سرًا، أضاف: " أنّ الجهاد العالميّ، وبشكلٍ خاصٍّ تنظيم (داعش)، يُركّز جُلّ جهوده في مُحاربة الجيش المصريّ " ، ولكنّه بالمُقابل رفض التأكيد أوْ النفي فيما إذا كان هذا السلاح، الذي يُرفع اليوم ضدّ الجيش المصريّ، سيُوجّه لاحقًا ضدّ الجيش الإسرائيليّ، ولكن مع ذلك، شدّدّ الجنرال دهان، على أنّ الجيش الإسرائيليّ بات مُستعدًا لمُواجهة سيناريو من هذا القبيل. وكشف النقاب عن أنّه خلال اجتماع عقده مؤخرًا مع كبار القادة في منطقة إيلات بالجيش الإسرائيليّ، قال لهم: عليكم أنْ تكونوا على أتّم الجهوزية ليومٍ يقوم فيه تنظيم “الدولة الإسلاميّة” بمهاجمة مدينة إيلات في جنوب الدولة العبريّة، بالإضافة إلى قيام التنظيم نفسه بمهاجمة القواعد العسكريّة الإسرائيليّة الموجودة في المنطقة، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً: لديّ الشعور بأنّ الكتيبة، أيْ كتيبة إيلات في الجيش الإسرائيليّ، باتت حاضرة وجاهزة للدفاع عن المدينة الجنوبيّة، لافتًا إلى أنّ المدينة الآن في حالة استقرار أمنيّ وهي آمنة بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، على حدّ قوله. كما أوضح أنّ الجهوزية في الدفاع عن المدينة تشمل الدفاع الأرضيّ، وأيضًا مُواجهة قصفها بالصواريخ عن طريق استخدام منظومة القبّة الحديديّة، على حدّ قوله.
وقال المُحلل العسكريّ في الموقع، إنّ الجنرال دهان كشف في اللقاء الصحافيّ الذي أدلى به، كشف النقاب عن أنّ الجدار التي تقوم إسرائيل بتشييده على الحدود الإسرائيليّة-الأردنيّة، يتّم تشييدها ليس فقط من أجل مُواجهة تنظيم “الدولة الإسلاميّة” فقط، بل من أجل منع اللاجئين السوريين من دخول الأراضي الإسرائيليّة، لافتًا إلى أنّ قضية اللاجئين من سوريّة باتت قضية شرق أوسطيّة بامتياز، والتي تتوسّع لتصل أيضًا إلى القارّة العجوز، وشدّدّ على أنّ السور التي تبنيه إسرائيل هو الرّد الأمثل والأنجع لمُواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، بحسب أقواله.
وكانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، كشفت أخيرًا النقاب عن أنّ المنظومة الأمنيّة في تل أبيب تُخطط لإقامة جدارٍ على الحدود مع الأردن بعد إنشاء مطار تمناع وعقب التغييرات الجيو-سياسيّة في منطقة الشرق الأوسط، لافتةً إلى مطار تمناع سيكون بديلاً للمطار في إيلات ولمطار (عوفداه)، وأنّ الأعمال لإقامته تجري في هذه الأيّام على قدمٍ وساقٍ.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews