هولاند يدعو إلى حل للنزاعات التجارية بين الصين وأوروبا
جى بي سي - شغلت علاقة فرنسا مع الصين حيّزاً في لقاءات أجراها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في اليوم الأخير لزيارته اليابان، ليطلب من اليابانيين في مؤتمر صحافي عقده أمس، تفهم ضرورة أن «تعمل فرنسا مع آسيا من دون تعارض مع مصالح هذه الدولة أو تلك». وأكد مجيباً عن سؤال حول العلاقات الصينية - الفرنسية، «وجود علاقة صداقة منذ فترة طويلة مع الصين وشراكة استثنائية ودية مع اليابان، لذا لا تطلبوا منا الاختيار». وقال: «انا هنا في اليابان وسعيد وفخور لكوني هنا».
وبحسب وكالات ، يشعر اليابانيون بترجيح فرنسا كفة الصين بسبب الزيارات الرئاسية الفرنسية المتكررة لبكين، وكان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي رجح كفة الصين على اليابان، فيما زارها هولاند في نهاية نيسان (إبريل) الماضي للمرة الأولى منذ توليه مهماته.
وحضّ هولاند على ضرورة أن «يتعاون الاتحاد الأوروبي مع الصين»، داعياً إلى «حل متوازن لنزاع تجاري يتفاقم»، لافتاً إلى أنه «بدأ بألواح الطاقة الشمسية وامتد إلى النبيذ الأوروبي». وشدد في مؤتمر مع ممثلي شركات يابانية في طوكيو، على أن هدف فرنسا هو «بيع مزيد من المنتجات إلى الصينيين، لكن يجب أن تكون القواعد واضحة ويزيد التعاون بين الطرفين». كما أكد ضرورة «العمل مع الصين لتطوير اقتصاداتنا، لكن مع تحديد القواعد والمبادئ ولفتح مجالات جديدة للتعاون. ويجب حلّ مشاكلنا التجارية مع الصين من طريق الحوار من دون إعطاء مزايا لبلد على حساب الآخر».
وبدأت السلطات الصينية الأسبوع الماضي، تحقيقاً في مبيعات النبيذ الأوروبي بحجة إغراق السوق، واعتُبر ذلك إجراء انتقامياً بعد تحرك الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم على الألواح الشمسية الصينية. وأثارت الخطوة غضباً في فرنسا التي ساهمت عام 2012 في أكثر من نصف صادرات نبيذ الاتحاد الأوروبي إلى الصين من دون احتساب هونغ كونغ، والبالغة قيمتها بليون دولار سنوياً.
وبرز قلق جديد من مخاوف امتداد النزاع إلى قطاع السيارات، إذ رجحت رابطة صناعة السيارات الأوروبية، أن «تنظر بكين في شكوى تتعلق بالسيارات الفاخرة المستوردة من الاتحاد الأوروبي».
وأعلن هولاند رغبته في «أن يشتري الصينيون مزيداً من المنتجات الفرنسية»، وقال «يمكن أن نكون أكثر تنافسية وإقناع الصينيين بتبادل المصالح». ورأى في لقاء نظمته صحيفة «نيكاي» الاقتصادية، أن «ليس ممكناً لفرنسا الاختيار بين اليابان والصين»، في وقت يتطلع إلى جعل فرنسا «أكثر تنافسية». واعتبر أن «العلاقات مع الصين واليابان مهمة لكن بأشكال متنوعة، إذ لدينا علاقة قديمة وودية مع الصين واستثنائية مع اليابان». لذا «لا تطلبوا مني الاختيار، فأنا هنا في اليابان ونحن فخورون بما يمكن تحقيقه معاً».
ورفض إظهار أن فرنسا «تريد خفض تجارتها مع الصين، لكن ما نريده هو أن تشتري منتجات فرنسية أكثر، ونحن مسؤولون في شكل أكبر عن جزء من ذلك، لأن علينا أن نكون اكثر تنافسية».
وأشاد الرئيس الفرنسي بالسياسات الاقتصادية لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، التي تستهدف تنشيط النمو في نظام يُعرف باسم «اقتصادات آبي»، الذي يشمل ضخ سيولة ضخمة في الاقتصاد وزيادة التضخم إلى جانب إصلاح القواعد التنظيمية. وحضّ على «المضي بسرعة وعن طيب خاطر وبفاعلية، هذا ما يريده رئيس الوزراء آبي لبلاده وهذا ما أريده لفرنسا».
لكن هولاند سبق وأعلن الجمعة الماضي، أن فرنسا «تواجه قيوداً أكثر في ما يمكن فعله، لأن سياستها النقدية يحددها الاتحاد الأوروبي في حين يمكن اليابان اتخاذ القرار بنفسها». وعاهد بأن يكون «عاملاً فاعلاً أكبر» لإنجاح المفاوضات حول اتفاق للتبادل الحر بين اليابان والاتحاد الأوروبي. ودعا اليابانيين إلى أن «يدركوا أن أزمة منطقة اليورو انتهت».
وشدد على ضرورة أن «تتخذ أوروبا كل الإجراءات لتعزيز النمو»، كما تفعل حكومة شينزو آبي في اليابان التي تولت السلطة قبل ستة أشهر بدلاً من التقشف. وأيّد هذه السياسة الاقتصادية التي توصف بسياسة «الأسهم الثلاثة» (تعزيز الموازنة وليونة نقدية واستراتيجية نمو)، لأنها موجهة لتحقيق النمو.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews