الزهار: على الفلسطينيين حمل السلاح للدفاع عن الأقصى

جي بي سي نيوز :- حث القيادي في حركة حماس محمود الزهار، فلسطينيي القدس والضفة الغربية المحتلتين على حمل السلاح من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى بعد اقتحام المستوطنين له تحت حماية القوات الإسرائيلية.

واعتبر الزهار في مقابلة بثت على موقع الحركة الإلكتروني السبت، أن الحل الوحيد للدفاع عن الأقصى يكمن بحمل أهل الضفة والقدس للسلاح.

وأكد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يريد توظيف القوة الأمنية لقهر الانتفاضة ولتمرير المخططات الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف.

وتالياً نص المقابلة:

- في ذكرى انتفاضة الأقصى كيف تقرؤون المشهد في المسجد الأقصى؟!

في الحقيقة أن نتنياهو يحاول تكرار تجربة فاشلة، وأن يجعل من قضية الأقصى عند اليهود قضية جديدة، ويأتي هذا انطلاقاً من أن الواقع المصلحي اليهودي المستثمر في فلسطين، ضُربت نظرية أمنه القومي في معركة العصف المأكول؛ يتم الآن استحضار شيطان الفكرة العقائدية لديهم حتى يتمسكوا بها، ليبدو صراع وجودهم في المنطقة قائماً على فكرة دينية وليس على فكرة استعمارية كما هي في حقيقتها.

يكرر نتنياهو الآن نفس الفكرة التي لعبها شارون عام 2000 وانتهت بهزيمته، إلا أن الظروف اليوم أسوأ بالنسبة لهم بعد معركة العصف المأكول عام 2014م؛ حيث بدأ المغتصبون في هجرة معاكسة وبدأت مراحل حضورهم من الخارج تتقلص، وبالتالي ستنتهي إلى ما لا يسرهم ولا يرغبون فيه.

- هل يمكن القول إننا على أبواب انتفاضة ثالثة؟!

الواقع اليوم يستدعي أن نطرح سؤالاً مهماً: لماذا قامت انتفاضة الأقصى؟! لأنه كانت هناك فرصة شعبية للقيام بها، وهذه الفرصة متوفرة وبصورة أشد، لكن القوة الأمنية للسلطة الفلسطينية للأسف الشديد في الظرف الحالي هي الآن أقوى مما كانت عليه في عام 2000م.

آنذاك كان أبو عمار يريد لهذه الانتفاضة أن تحسن شروط التفاوض، اليوم محمود عباس يريد توظيف القوة الأمنية لقهر الانتفاضة ولتمرير مخططات العدو الإسرائيلي في المسجد الأقصى.

الظروف الآن أصعب، المواجهة الآن في الشارع الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وأهالي الـ48 في ظروف أصعب، لكن في المحصلة هذه المعطيات المادية دائماً ما تزول أمام إرادة شعبنا للدفاع عن المسجد الأقصى وتوفيق الله عز وجل.

- ما هي خطواتكم في حماس لحماية الأقصى فعلياً؟!

الخطوات الحقيقية لا بد أن تكون في الضفة الغربية؛ لأن غزة تخرج عن بكرة أبيها وبأطيافها كافة نصرة للمسجد الأقصى خاصة أبناء الحركة الإسلامية؛ لكن الدفاع عن المسجد الأقصى الآن بحاجة إلى سواعد وليس إلى مسيرات، وأعتقد أن صورة التصدي الزاهية التي يقوم بها أبناء الضفة والمقدسيون بالحجر وبالزجاجات الحارقة آلمت الاحتلال، وبدؤوا بالتفكير في سن قوانين لها.

بتصوري أن الحل الوحيد للدفاع عن المسجد الأقصى ومنع المخططات الإسرائيلية هو أن يحمل أهل الضفة والقدس السلاح، وللأسف الشديد حتى هذه اللحظة السلاح متوفر لحماية المستوطنين والمحتلين؛ وبالتالي الظروف أصعب، لكن في ذات الوقت لا يمكننا إغفال المخزون البشري الحقيقي في الضفة الغربية الذي يمكن أن يتحرك في أي لحظة.

- البعض يطالب من غزة أن ترد عسكرياً على اعتداءات الأقصى.. ما ردكم؟!

لا تحملوا غزة أكثر مما تحتمل، فليس مطلوباً منها أن تقوم بدور العالم العربي والإسلامي كله، الأقصى ليس مقدساً عند غزة فقط، الأقصى ثالث أهم مقدس في العالم الإسلامي، وهو مسؤولية الأمة العربية والإسلامية بالدرجة الأولى، هذه ليست مسؤولية غزة فقط، فغزة تقوم بدورها، والدور الأساسي في القدس والضفة الغربية والعالم العربي والإسلامي.

- بينما تمر ذكرى الاندحار الإسرائيلي عن غزة.. هل ترى أنه اندحار بالمفهوم السياسي خاصة في ظل ما يروج بأنه عزز فصل غزة عن الضفة؟!

بداية أنا أحذر من المفهوم الذي أطلقته حركة فتح لتجهض الانتصار العسكري بهذه المصطلحات، هذه خدعة أطلقتها فتح وروجتها كما روجت أن اندحار إسرائيل عن قطاع غزة يهدف إلى فصل الضفة عن غزة؛ في محاولة لإفشال مشروع المقاومة والتشكيك فيه!

يضاف إلى ذلك الادعاء بأن الاندحار يرسخ الفصل، وكأن الاحتلال غير مسؤول عن قطاع غزة، قانونياً هو مسؤول حتى الآن عن قطاع غزة، وما تضييقه من خلال المعابر إلا بسبب المقاومة، وعقاباً لغزة لأنها طردت شارون، الذي كان يتحدث عن نتساريم وتل أبيب بنفس الدرجة، وإلا فما الذي دعاه إلى الهروب من غزة في وقت قياسي؟ هل هي خطة إسرائيلية محكمة لفصل الضفة عن غزة ولفصل شطري الوطن؟!

أريد أن أذكر أيضاً أن الهروب من غزة كان بسبب الأنفاق، التي وصلت إلى مواقع الاحتلال العسكرية، وأصبح أي جندي على أرض غزة مهدد بنفق ينفجر من أسفله، وبالتالي هربوا، وهو هروب واندحار عسكري.

- إلى أي حد تاريخ الاندحار الإسرائيلي عن غزة مهم في تاريخ القضية الفلسطينية؟!

سأتحدث عن الآلية وعن النتيجة؛ الآلية أثبتت أن الأنفاق تستطيع أن تخرجهم من غزة، وتطورها في معركة العصف المأكول، والنتيجة هي ضرب نظرية الأمن القومي الإسرائيلي، ونظرية الوجود الإسرائيلي كله، وليس وجوده كقوة احتلال في غزة فقط.
نموذج غزة انعكس على كل فلسطين، صواريخ من فوق الأرض وأنفاق من تحت الأرض، وكوماندوز من خلال البحر؛ وبالتالي أصبحت هذه العلامات هي شواهد المستقبل لتحرير فلسطين.

ما جرى في العصف المأكول جاء امتداداً للاندحار عن القطاع، وكان مؤشراً تاريخياً خطيراً على الوجود الإسرائيلي، يجب استغلاله والاستفادة منه.

وفي الضفة الغربية؛ أعتقد أنه لا بد من تطوير أدوات المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، إذ يُعتبر موقعها الجغرافي عبقرياً للمقاومة، ويمكن بأبسط الأسلحة تحقيق هزيمة حقيقية للكيان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس.

- في ذكرى اتفاق أوسلو (13/9)، ما الذي تبقى من هذا الاتفاق اليوم؟!

إن اتفاق أوسلو جاء في محاولة لضرب مجهودات الدكتور حيدر عبد الشافي في واشنطن، وتوصل وفد المنظمة لاتفاق عار ضرباً لمجهودات الدكتور عبد الشافي وللمقاومة المتواجدة في الأرض الفلسطينية المحتلة.

الاتفاق جريمة ومؤامرة واضحة على القضية الفلسطينية، حيث وصلت بموجبه 30 ألف بندقية للضفة الغربية وقطاع غزة تحت مشروع منظمة التحرير واتفاق أوسلو، وأصبحت توفر حماية للاحتلال وتمنع المقاومة.

هُزمت هذه القوات في غزة عندما حاولوا حسمها عسكرياً في 2007م، وبقيت في الضفة تنتقم من المقاومة وتثأر لهزيمتها في غزة، فهذا الاتفاق شهادة عار لمنظمة التحرير ومن ساندها خصوصاً فتح التي قادت هذا المشروع إلى ما وصلت إليه الآن.

- هل يمكن أن نشهد توقيع حماس على اتفاق شبيه باتفاق أوسلو؟

هذا الكلام غير واقعي، وهذه ادعاءات حركة فتح، فمن أدوات أوسلو المنهزمة الحديث عن أننا ذاهبون إلى أوسلو، وهي تحاول الترويج بأن أي تجربة أخرى هي تجربة حركة فتح.

حماس محصنة من أي انزلاقات تمس ثوابتها الأربعة بأي صورة من الصور، والثوابت أن الإنسان هو القيمة العليا في الحركة الإسلامية، إلى جانب حقه في أرضه ووطنه، وبالتالي لا يمكن أن يخرج من حماس من يتنازل عن صفد أو غزة أو غير ذلك.
وكذلك ثابت العقيدة، والمقدسات الإسلامية والمسيحية: مَن في حماس يمكن أن يتنازل عن هذه الثوابت؟! فحماس محصنة دينياً بثاوبتها من أن تصبح نموذجاً مكرراً من منظمة التحرير أو من غيرها، ومحاولة الحديث عن أن حماس ممكن أن تسير على نمط أوسلو كذبة كبرى ليس لها أي أساس ومستحيلة.

- لماذا رفضت حماس الأفكار التي قدمها توني بلير لتثبيت وقف إطلاق النار عام 2014م؟!

لم نجلس مع بلير على مشروع جديد، اتفقنا في وفد يقوده عزام الأحمد مع إسرائيل على تهدئة مشروطة برفع الحصار؛ لم يُنفذ منه شيء ولا تزال منظمة التحرير تحرض إسرائيل على الحصار حتى تسقط حماس وآخرها أزمة الكهرباء.

قلنا لبلير ولغيره حتى يثبت وقف إطلاق النار -بمعنى ألا نخرج من وقف إطلاق النار إلى مواجهة جديدة مع الاحتلال- عليك أن ترفع الحصار، الآن عندما يحاول أن يدخل فيها جملة سياسية رفضناها، فعندما قال: يأتي هذا الموضوع في إطار مشروع السلام"، أصبح لهذه الجملة مفهوم مرفوض تماماً.

- والد الضابط "هدار غولدن" قال إن حركة حماس رفضت عرضاً بتزويد غزة بالكهرباء فوراً مقابل الإفراج عن جنود الاحتلال المحتجزين لديها أو جثثهم"، هل هذا العرض صحيح؟!

هذه شهادة تلطم وجوه من يتهموننا، ثم إننا لا نتسلم رسائل بهذه الطريقة، لأن قضية الأسرى ليس ثمنها تثبيت التهدئة، المعادلة هي رفع الحصار مقابل تثبيت التهدئة، وهو الاتفاق الذي تم في نهاية الـ51 يوماً من الحرب.

ملف الأسرى غير مفتوح الآن، إلا بشرط واحد وهو إطلاق سراح من تم اعتقالهم من المفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار، وقتها يُفتح ملف الأسرى.

رفض ما طرح علناً أو بالسر أو من خلال مفاوضات ناتج عن أن التهدئة ثمنها رفع الحصار.

- هل من عروض جديدة تم تلقيها وتعمل الحركة على دراستها؟!

حالياً لا شيء جديد، الجديد هو أن الاحتلال يرسل رسائل عملية، من خلال قاعدة التيسير في قضايا إعادة الإعمار وغيرها من القضايا المرتبطة في قطاع غزة، إلا أن السلطة تعرقل خطوات رفع الحصار، وتساهم في استمراره.

- كيف تردون على الاتهامات الموجهة لحماس بمسؤوليتها عن أزمة الكهرباء بغزة؟!

موضوع الكهرباء ليس لحماس أي دور فيه، هذه شركة خاصة أنشأها أبو عمار وأخذ 51% منها، وأعطاها للإنتاج، وأعطى 49% منها للبلديات وشركات التوزيع، هذه اللعبة ليس لنا فيها أي دور ولا أي مسؤولية.

حاول البعض الترويج لمسؤولية حماس عن الأزمة، لكن ليس لحماس أي لعبة في موضوع الكهرباء.

- ما هي رؤية حماس للتعامل مع الواقع في غزة في ظل استمرار الحصار؟!

الاحتلال الإسرائيلي يفهم أنه إذا استمرت هذه الحالة لا نستطيع أن نثبت التهدئة، وعدم تثبيت التهدئة يعني أن الجانب الإسرئيلي سيدفع ثمنها.

إذا لم يُرفع الحصار سنفرض كسره بالقوة، ببناء ميناء وتواصل مع الخارج والنظر بجدية في موضوع التهدئة المجانية التي يحاول فرضها.

والعودة إلى حكم قطاع غزة آلية من الآليات، لكن هناك آليات أخرى يتم دراستها حالياً.

- قدمت حماس رؤية للخروج من الأزمة الراهنة وعلى رأسها المجلس الوطني.. هل تلقيتم رداً من عباس أو أي من الفصائل؟!

السلطة هزمت في مواجهة الشارع، وحماس قادت الشارع في قضية أن المجلس الوطني لا يمثلنا وغير شرعي، وهذه الهبة التي حصلت جعلتهم يتراجعون، حيث كانت اللعبة تهدف إلى التخلص من بعض الشخصيات في حركة فتح وفصائل أخرى من الذين أصبحوا غير قادرين على التعامل معهم ليشكل مجلساً وطنياً جديداً ولاؤه لمحمود عباس.

قدمنا مبادرة للتأكيد على أن التمثيل الفلسطيني والشرعية لا بد أن تأتي عبر مشروع وطني حقيقي، فإن ثبت أن فتح أغلبية فلتتحمل مسؤوليتها وسنسلمها كل شيء، لكن إن حاسبها الشارع فيجب أن تتنحى.

إلا أن فتح لن تتنحى لا بحساب الشارع ولا بديموقراطية، والدليل على ذلك أنه مجرد فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات جامعة بيرزيت أغلق ملف الانتخابات.

الرد على المبادرة جاء عملياً من خلال تأجيل عقد جلسة المجلس الوطني، وأعتقد أن الواقع سيبقى على ما هو عليه.

- إلى أي حد يمكن أن نشهد تطوراً في العلاقة مع المملكة العربية السعودية بعد زيارة وفد الحركة لها؟!

الزيارة كانت عبارة عن إعادة علاقات، والاستفادة من هذه العلاقة يحكمها المستقبل، وتسعى الحركة إلى تطوير هذه العلاقة على المستويات كافة، ونوايانا ورغبتنا موجودة ومتوفرة.

- هل يمكن أن تدخل روسيا وسيطاً لتحسين العلاقة بين حماس وإيران؟

عندما نبحث في علاقات مع روسيا، لا نبحث في استخدام روسيا كوسيلة لتحسين علاقتنا مع العالم العربي والإسلامي، ونحن نتحدث مع إيران مباشرة ومع روسيا مباشرة، ومع كل الدول مباشرة، وإذا عرضت دولة ما مساعدة في توصيل وجهة نظرنا لبعض الدول التي ليس بيننا وبينها تواصل لا نمانع، لكن تقديري أن بوابتنا إلى إيران وبوابتنا إلى الدول العربية ليست بحاجة إلى طرف ثالث.

- مرت 13 عاماً على ذكرى محاولة اغتيالك واستشهاد نجلك. كيف تستذكر هذه الحادثة؟!

القضية ليست قضية شخصية، جاري قدم ثلاثة شهداء، وفي مسجدنا خمسة عشر شهيداً، دورنا أن نشجع الناس على التضحية وأن نقول لهم أن المشروع يكلف جهاداً واستشهاداً وسجناً وإبعاداً، ولا بد أن نكون صادقين مع الناس عملياً، فكلما قدمنا ذلك عملياً بقناعات؛ كلما زاد إيمان الناس بهذه الفكرة.

- في روايتك الأخيرة: العصف المأكول جسدت الأرض الفلسطينية وقد تحررت.. إلى أي حد هذا المشهد هو قريب من الواقع؟!

أردت أن أقول هذا المشهد هو حقيقة قرآنية ستحدث، معركة العصف المأكول عرفتنا كيف تحدث، وضعت هذه المعركة عملياً السيناريو لتحرير فلسطين، كل فلسطين، اختبرت القوات التي ستواجه بعضها بعضاً في المستقبل: قوات المقاومة التي تتقدمها حماس، وقوات العدو الإسرائيلي الذين رأيناهم في أبو مطبيق وفي ونحال عوز وغير ذلك، هذه كانت مؤشرات حقيقية عملية، وبالتالي بدأت الرواية بأن فلسطين تحررت فعلاً، وأن الناس تذهب إلى المسجد الأقصى من كل الأماكن ومن صفد التي تنازل عنها عباس ومن الشمال ومن الجنوب، ومن يقدر له أن يصل عمره لهذه الفترة وأنا لا أظنها بعيدة إن شاء الله، سيقص قصة العصف المأكول.

وبالتالي هذا هو ملخص الرواية، هي رسالة واضحة عن إيمان مطلق بأنها ستتحقق في جيل شهد العصف المأكول إن شاء الله.