دبلوماسية التراضي.. غطاء لفشل فني لا يستر !!
نسمع كثيراً في وسائل الاعلام، بان تراضياً حصل بين النادي او الاتحاد المعين في فسخ عقده مع اللاعب او المدرب او اي معطاء آخر، يمكن ان يصب في صالح المؤسسة الرياضية ومطالبها الانجازية.. عادة ما يكون التراضي بمعناه المتعارف عليه، هو انهاء عقد لم يستطع تحقيق ما تم الاتفاق عليه في بنود قد لا تكون مكتوبة كشرط احترافي مثبت على الورق، كالفوز والانجاز وحسن الاداء وغير ذلك الكثير مما تتطلبه العمليات الكروية والرياضية عامة، مع انه يشكل صلب بل لب عملية التعاقد..
عادة ما تكون عملية الفسخ المتراضي عليه، هي ترتيبات مالية وادارية وقد تكون احيانا وجهة نظر جريئة وان تطلبت المجازفة والتحدي، لتصحيح فني مطلوب وتدخل جراحي عاجل، تستحقه مجمل الظروف المحيطة باجواء عمل قد ثبتت المباريات والنتائج سلبية اداؤها، مما يتطلب اجراءات عاجلة لتغير الظروف العامة وجعلها تعيش حالة صدمة جديدة قد تات بروح فنية جديدة.. وهنا ينظر الى المفسوخ عقده وان كان تراضياً، بان يعيد حسابته الشخصية والفنية والتعاقدية، لان الانهاء والتراضي، لا يلغي الفشل في تحقيق اهداف كانت مرسومة مسبقا..
في ضربة معنوية جديدة بكرة القدم تكون شافية ومؤثرة وبدلالة واضحة لنجوم كرة القدم، أعلن نادي فلومينينسي المنافس بالدوري البرازيلي الممتاز لكرة القدم عبر موقعه الرسمي على الانترنت عن فسخه عقد لاعبه المخضرم رونالدينيو بالتراضي. وأكد النادي البرازيلي في بيان رسمي أنه توصل إلى اتفاق ودي لفسخ عقد اللاعب البالغ من العمر (35 عاما)، بعد أقل من ثلاثة أشهر من انضمامه إلى الفريق. جاء ذلك القرار عقب فشل لاعب برشلونة الأسبق في صنع او تسجيل اي هدف خلال 9 مباريات خاضها مع الفريق منذ إنضمامه، كما اشارت التقارير البرازيلية أن القرار جاء بناءً على مواظبة اللاعب على السهر وعدم الألتزام بالتدريبات.وجاء نص البيان الرسمي من فلومينيسي على النحو التالي: «تم فسخ عقد اللاعب رونالدينيو مع الفريق بالتراضي، ونأمل في الحفاظ على العلاقة المشتركة مع اللاعب في المستقبل، ونخطط للعمل سوياً في مشاريع أخرى، نتمنى له التوفيق في المستقبل».
ومع ان النادي اعترف ضمنا بان التعاقد مع رونايدنهو وان فشل فنيا لكنه من ناحية اخرى نجح في تحقق مكاسب تسويقية للنادي، بفضل عائدات بيع قمصانه، إلا ان ذلك لا يلغي تأثير واهمية الجانب الفني على كل شيء، وهو درس جديد الى الرموز الكروية العالمية التي حققت الكثير وحازت من الشهرة والمال ما يكفي لتحترم قدراتها ونفسها وتاريخها، وان لا تسيء لماضيها وانجازها، من خلال تعاقدات مالية «لا تهش ولا تنش»، بل ان تأثيرها السلبي حاضر ومثبت الفشل فيه، وان كان تحت عنوان التراضي او اي عبارة اخرى، لا يمكن ان تحفظ ماء الوجه بعد تاريخ ثر لا يستحق ان يضيع من اجل حفنة دولارات بائسة.
(المصدر: الايام 2015-09-30)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews