ميسي اليابان قادم.. ياعرب آسيا.. فما تفعلون!!
في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، كانت اليابان تخسر بكرة القدم امام الفرق العربية بفارق ادائي ورقمي كبير، لم يكن لها فيه اي رصيد، وكنا ننظر اليها كما ننظر اليوم لهونك كونغ وفيتنام وتايبيه... وغيرها من دول شرق اسيوية (ما زالت لا تشكل في هذا التوقيت تحديدا - خطورة على كرتنا، بالرغم من رسمها لخارطة طرق قد تتجاوزنا ومن سبقوها ايضا بعد ذلك..) الا ان اليابان من خلال رؤية تخطيطية او استراتيجية حقيقية، استطاعت تكون اولا بآسيا وتهيمن على كل البطولات وعلى مشاركاتها الاسيوية في كاس العالم، ضاربة بالقوى الاخرى حد الاذلال..
اليابان في عرف استراتيجي لم نعرف منه، الا الكلام في منظومتنا الكروية العربية - للاسف الشديد - استطاعت ان تحقق كل احلامها الكروية المرسومة، على امل ان تحقق الابعد منها فيما يخص كاس العالم والاولمبياد وغيرها من برامج لا يعتقد انها عصية عليها كارقام قياسية ممكنة البلوغ وهي ماضية بتحقيقها شيئا فشيئا، في ظل برامج وخطط واستراتيجيات واضحة منفذة على ارض الواقع وتسير بوتيرة صحيحة مئة بالمائة، مع علاجات وسد ثغرات ما يصعب منها، في وقت تاخرت كرتنا كثيرا عما كانت عليه، في ظل تشتت وضياع للتخطيط السليم، الذي كنا من الاوائل فيه واصبحنا مبعثرين لدرجات قد تسبقنا فيها حتى من نتغلب عليهم اليوم، في ظل تخطيطهم الممنهجة وعبثيتنا الكروية..
اختتمت مؤخرا منافسات التصفيات المؤهلة لكأس أمم آسيا 2016 للناشئين التي ستقام في الهند من 15 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2016 المقبل، حيث انطلقت التصفيات في 2 سبتمبر بواقع 11 مجموعة تنظم في 11 دولة وهي على الترتيب فلسطين وقرغيزستان وقطر وبنغلادش وإيران والكويت ولاوس وسنغافورة والصين وفيتنام وأخيراً منغوليا.
وقد شهدت التصفيات، التي تم فصل مجموعاتها بين منطقتي الشرق والغرب من أجل عدم قطع المنتخبات مسافات بعيدة، مشاركة 12 منتخباً عربياً، لكن لم يتأهل لكأس آسيا 2016 سوى خمس منتخبات وهي سلطنة عمان والعراق والسعودية والإمارات والكويت، لتكشف مستقبلاً مظلماً للكرة العربية بقارة آسيا، وتحديداً يعتبر امتداداً لفشل عرب آسيا في الفوز بكأس آسيا للناشئين منذ 2000 منذ فوز منتخب سلطنة عمان باللقب الذي أقيم في فيتنام، ليصبح منذ ذلك الوقت آخر منتخب عربي يحصد لقب الناشئين.
المجموعة الأخيرة 11 التي أقيمت في منغوليا، شهدت اعتماد اليابان على المهاجم تاكيفوسا كوبو (15 عاماً) الذي اشتهر بلقب «ميسي اليابان» بسبب وجوده في أكاديمية برشلونة الإسباني. حيث تمكن ميسي اليابان من تسجيل خمسة أهداف دفعة واحدة في لقاء الافتتاح أمام منغوليا، ليكون الورقة الرابحة والهامة لمنتخب اليابان والتي سيعتمد عليها في كأس آسيا 2016. وهذا يعني ضمنا ان اليابان ستات بمسيها كتطبيق لاستراتيجية مفهومة واضحة معتمدة منفذة على ارض الواقع مدعومة بميزانية وخبرات وقيادات جادة التطبيق، وهي تسير بركب الحضارة الكروية بخط تصاعدي ما احوج ان تنتبه كرتنا العربية، كيفية الافادة من انموذجية اليابان كرويا، فان ماعندنا من طاقات واموال ودعم حكومي غير محدود يستحق منا ان نكون بمواقع كروية افضل مما نحن عليه.... والله ولي التوفيق..
(المصدر: الايام 2015-09-23)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews