العرب بين قنبلتين : إيران وإسرائيل !
بعد بيان مجلس الأمن بشأن الأقصى والقدس ، فشل العرب أيضا في كسب التصويت على مشروع قرار تقدموا به لوكالة الطاقة النووية ، يجبر إسرائيل على فتح أبواب منشآتها للتفتيش .
فلقد تواترت الأنباء عن قيام مسؤولين إسرائيليين بجولات واتصالات متعددة قبل التصويت بأسابيع ، مع دول أعضاء في الوكالة ، ومن بينها دول أفريقية فقيرة ، وعدتها إسرائيل بمساعدات مالية وتقنية ، بالإضافة إلى حشد أغلبية بمقدورها إفشال مشروع القرار ، وإذ بالمشروع يفشل بعد وقوف الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ضده ، وهو ما جعل - في المحصلة - أغلبية الأعضاء يصوتون ضد تفتيش مفاعلات إسرائيل النووية .
فقد صوتت ضد مشروع القرار 61 دولة ، وامتنعت عن التصويت 33 بينما وافقت عليه 43 دولة ، من بينها الدول العربية طبعا التي تبنت هذا المشروع ووقفت وراء طرحه .
والنكتة ، أن مفاعلات إيران النووية ذاتها ، كانت ملاذا للمندوب الإسرائيلي في الوكالة زئيف شنير الذي اعتبر أن إسرائيل في خطر ، وأن هناك دولا تريد أن تمحوها عن الخارطة ، وليس هذا فقط ، بل إن إسرائيل زعمت بأنها ستساعد الدول التي ترغب بتكنولوجيا نووية سلمية في المنطقة بما تمتلكه هي من قدرات .
وإذا أردنا أن نفهم أكثر ، فهذا نتنياهو يعلق بعد التصويت وفق تقرير ترجمه موقع جي بي سي نيوز : حيث قال : " إن الفارق لصالح إسرائيل في التصويت كبير وهذا يدل على مكانتها وقد تحدثت مع أكثر من ثلاثين رئيس دولة ورئيس حكومة قبل التصويت ، وأوضحت لهم أنه لا مكان أبدا لمناقشة مثل هذه القضية في الوقت الذي تعتبر المشكلة الرئيسية على الصعيد النووي هي إيران، وإعلانها المتواصل عن نيتها العمل على تدمير إسرائيل " .
أما مدير عام وزارة الخارجية دوري جولد فقال للإذاعة العبرية الجمعة " لقد أحرزت إسرائيل انتصارا هاما في لجنة الطاقة النووية الدولية في فينا، لقد كان مشروع قرار مناوئ لإسرائيل بصورة واضحة، لكن رئيس الحكومة ووزير الخارجية عملا على إحباط هذا المشروع، وقد وقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والكثير من الدول الأفريقية والآسيوية إلى جانبنا في إحباط هذا المشروع ".
ويتضح مما جرى في الوكالة الدولية ، أنه لا صحة أبدا لما يقال عن فتور في العلاقة بين أمريكا وإسرائيل أو بين الإتحاد الاوروبي ودولة الكيان بشأن المستوطنات والإتفاق النووي وغيرها ، إن تعلق الأمر بالإستراتيجيات ، رغم كل جرائم إسرائيل ليس فقط في القدس ، وإنما في عموم فلسطين المحتلة والمنطقة ، وتعليقا على ذلك قال دبلوماسي غربي : " تسوء العلاقات الشخصية بين الزعماء ولكن إسرائيل ، ككيان ، ودولة ، لا نقاش فيها ، وما يخدم الغرب ، يخدم إسرائيل في المحصلة ، وإن بدا الأمر - أحيانا - بعكس ذلك " وفق ما قال .
لقد فضح بيان مجلس الأمن الخجول بشأن القدس ، وما جرى في وكالة الطاقة النووية ، كل المزاعم التي تتحدث عن رغبة أمريكية وأوروبية في السلام العالمي ، وكفى بموقف أمريكا الأخير من الأسد وقبولها ببقائه وبالوجود الروسي الإيراني أدلة واضحة ، وبينة فاضحة على طبيعة التحالفات ، وتراتيب الأولويات .
مفاعلات إيرانية في الشرق ، وإسرائيلية في الغرب ، ولولا عاصفة الحزم لأصبحنا - نحن العرب - مثل " حّب ّ " الرحى ، ذلك الذي يتوسطه قطب من حديد .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews