البدانة تزيد قوة حاستي الشم والنظر

جي بي سي نيوز - آفة مجتمعاتنا الشرقية السمنة المفرطة، وهي في تزايد بين فئتي الأطفال والشباب بوجه عام، وقد لا تكون معتمدة فقط على تناول كميات كبيرة من الطعام أو الكسل والخمول في كثير من الأحيان فقد ثبت أنّها تنتج عن قوة بعض الحواس مثل حاستي الشم والبصر فهما الأكثر تأثيراً عليها.

هذا ما اكتشفه فريق من العلماء البريطانيين بجامعة "بورتسموث" البريطانية أنّ البدناء أكثر حساسية لكثير من الروائح، بما في ذلك الشيكولاتة، مقارنةً بالأشخاص الذين يتمتعون بوزن معتدل، وكانت الأبحاث قد أُجريت على أربعين رجلاً وسيدة يعانون من السمنة المفرطة، وغير البدناء، حيث تم قياس مستويات حاسة الشم لديهم، وأظهرت النتائج أنّ الأشخاص البدناء يقيّمون رائحة الشيكولاتة بكونها أكثر متعة، ليسجّلوا درجات أعلى على مقياس الحساسية وارتفاع السعرات الحرارية للوجبات والروائح، وشدّد الباحثون على أنّه كلما زادت نسبة وحدة الحساسية زاد وزن الشخص، حيث يُعتقد أنّ البدانة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات فى منطقة "تى أتش" فى المخ المعنية بتمثيل الروائح.

وجاء في نفس السياق "الدكتور سامي الجندي - استشاري السمنة والنحافة" قائلاً إنّ الحواس لها علاقة وثيقة بالسمنة التي تعرقل حياة بعض الأشخاص، موضّحاً أنّ حاسة الشم هي الأقوى تأثيراً على الشخص، حيث تدفعه إلى تناول كميات عديدة من الطعام حتى وإن لم يكن جائعاً لكن رائحتها الشهية تجبره على الذهاب إليها.

وأضاف: "حاسة البصر أيضاً تشكّل عاملاً كبيراً من عوامل جذب الشخص إلى تناول الطعام وبالتالي زيادة أزمة البدانة، فكثيراً ما يلفت نظر الشخص ألوان ومكوّنات أحد الوجبات رغم أنّها مجهولة الطعم بالنسبة إليه لكن شغفه بتجربة ما يجذبه وقد يدفعه إلى الإسراف في تناول الطعام بصورة كبيرة وغير محكمة".

وعلى الجانب الآخر كشفت دراسة أميركية أنّ اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات مرتفعة من الدهون يؤدي إلى انخفاض حاسة الشم إلى النصف، فالبدانة تجلب العديد من المشاكل الصحّية، على رأسها أمراض القلب والسكري، لكن الجديد في الأمر أنّها تؤثر سلباً على حاسة الشم.

وخلال فترة الدراسة، وجد الباحثون أنّ المجموعة الأولى من عينة الدراسة تعطلّت لديها خلايا الدماغ المسؤولة عن حاسم الشم بنسبة ٥٠% بالمقارنة مع المجموعتين الأخيرتين، وفسّر الباحثون هذه العلاقة بأنّ اتباع نظام غذائي غني بالدهون يؤدي إلى زيادة التهابات الغشاء المخاطي الشمّي، ما يؤدي إلى تناقص الخلايا العصبية الحسية الشمّية ويضعف حاسة الشم.