الأمن القومي : إيران ليست تهديدا وهي منهارة من الداخل
جي بي سي نيوز - : يكتب أمير بوحبوط، في موقع "واللا" أن العالم كله يسأل عما سيحدث في سوريا في ظل أزمة اللاجئين السوريين الذين يقرعون أبواب أوروبا. ولكن إذا سألنا رئيس شعبة الأبحاث في قسم الاستخبارات العسكرية، العميد ايلي بن مئير، فسيقول: "حتى إذا تواجد مكان كهذا على الخارطة، فانه لا يقوم على أرض الواقع". وبالنسبة لقسم الأبحاث فقد أصبحت مثل هذه التساؤلات، منذ زمن، غير ذات صلة.
التغير السريع في خارطة التهديدات والتنظيمات في الشرق الأوسط جعل القسم يعيد استخراج معدات البحث. إذا كانت الاستخبارات تتمتع في السابق بظروف مريحة في قراءتها للمنطقة – سياسة واضحة وقيادة مستقرة – فإن التنظيمات المتشددة تقوم اليوم وتتفرع وتتوحد في سوريا كل شهر. حتى التغيير الذي حملة الاتفاق مع إيران لا يزال قيد الدراسة ويتم التعامل معه بحذر من قبل أجهزة الاستخبارات. ويقول بن مئير "إن الحديث عن تغيير كبير، لكنه ليس تطورا تدريجيا. يمكننا وصف بعض التأثير لكننا لا نجيد فهم عمق البعض الآخر".
ويصرح بن مئير انه لا وجود لما يسمى "اليوم التالي" بعد بشار الأسد. هناك فترة سيتم خلالها بلورة الأمور. والسؤال هو أيضا كيف سيتم صرفه من السلطة، إذا تم ذلك أصلا. هل سيصعد إلى طائرة وسيغادر؟ هل سيطلق احد النار على رأسه؟ توجد هنا الكثير من الحالات ويصعب علي التخمين. إذا حاولنا وصف السيناريوهات: فكيف سيبدو التغيير وأي ظروف يمكن أن تقود إليه". ويعتقد بن مئير أن الاتفاق النووي مع إيران ترك أثرا على نشاطها في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا. ورغم انه لم يتم بعد رفع العقوبات، ولم تصل الأموال الضخمة إلى إيران، فانه يمكن الشعور بالتغيير الذي يشمل تحمل المخاطرة المتزايدة. وحسب أقواله فان المثال الأفضل على ذلك هو النشاط المعادي في هضبة الجولان.
ويقول: "ازدياد التدخل المباشر لإيران في العمليات ضدنا في هضبة الجولان بات يحدث". ويتطرق بن مئير في ذلك إلى ما حدث في نهاية آب، عندما تم إطلاق أربع قذائف من جهة القنيطرة باتجاه هضبة الجولان، وذلك لأول مرة منذ حرب أكتوبر . وتكهن الجيش في حينه بأن "قوات القدس"- وحدة النخبة في الحرس الثوري، نفذت العملية بالتعاون مع الجهاد الإسلامي.
ويقول بن مئير: "الإيرانيون لم يصبحوا أكثر كبحا، بل إنهم يخاطرون بشكل اكبر ويستثمرون بشكل اكبر. مثلا في حزب الله. فقد تقلصت الضرورة الاقتصادية الحادة. لا أقول انه لم تعد هناك ضرورات اقتصادية ولكننا نرى بأنهم يفهمون بأن المال يتواجد خلف الزاوية، ولذلك فإنهم يسمحون لأنفسهم بالضغط على الغاز في أماكن محددة، مثلا، في هضبة الجولان وفي سوريا واليمن وأماكن أخرى. نحن لا نرى بأنهم ينوون تغيير سياسة مساعدة التنظيمات الإرهابية، لا بل نراهم يعززونها في بعض الأماكن".
ويدعي رئيس قسم الأبحاث أن تدخل إيران في ما يحدث في سوريا يتزايد بهدف مساعدة الأسد أمام تنظيم الدولة . وتعمل روسيا وبقوة إلى جانب إيران. ويحدد أن "التواجد الروسي في سوريا أصبح اكبر". تنظيم الدولة الذي يراكم الانجازات يهدد سلطة الأسد، ولكن هذه الانجازات تقلق إيران وروسيا ليس بسبب الأسد. ففي الأسبوع الماضي وقعت أول عملية لتنظيم الدولة ضد القوات الروسية في القوقاز.
ويقول بن مئير: "ما الذي تبحث عنه روسيا في سوريا؟ الأمر لا يرجع إلى كونها تعتبر الأسد افضل شخص على الأرض، وإنما عليها محاربة ظاهرة الإسلام المتطرف هذه، وإلا فإنها ستجده لديها. توجد هناك مصالح مشتركة بين حزب الله وروسيا وإيران. إنهم يريدون الحفاظ على بشار الأسد ومساعدته على عمل ذلك. لا شك أن زيادة الوجود الروسي يعتبر تغييرا نتعقبه. نحن نصفه ويجب أن نرى تأثيره. توجد هنا فرص ومخاطر. من يقلقني أكثر؟ جميعهم".
ويضيف: "إنهم مثل بناتي. أنا لا اعرف من أحب من بينهن أكثر من غيرها، فجميعهن تثرن قلقي". لكنه يبدو انه على الرغم من ذلك فإن لديه "بنات مفضلات" يستثمر فيهن أكثر. ويقول: "على المستوى العسكري، حزب الله هو التنظيمالأهم بالنمسبة لإيران من الأسد نفسه ونحن أصبحنا أكثر جاهزية من عام 2006. لا شك أننا سنرى تنظيمات الإرهاب أيضا في الجولان.تنظيم الدولة تنظيم سلفي متطرف جدا، يسيطر على المناطق القريبة من الحدود ويحقق انجازات في سوريا. طبعا حزب الله، أيضا يبني قواته، وحماس التي تم ردعها أيضا ترمم ذاتها، وهماك تنظيم الدولة أيضا الناشطة في سيناء".
ويرفض بن مئير تعريف إيران كتهديد وجودي، ويقول: "لا اعرف ما الذي يعنيه التهديد الوجودي . للأسف لم يتم اخذ القدرات منها كي لا يكون لديها سلاح نووي كهذا في المستقبل. لكنها أكثر دولة سلبية في المنطقة. أي أن تأثيرها في الأساس سلبي: سواء بواسطة التوجيه أو الدعم المالي أو أجود أنواع الأسلحة التي تدفع بها إلى المنطقة. كما أن المحفزات تؤثر. كان يمكن لإيران وقف النشاط المعادي في الجولان، لكنها تقوم بتضخيمه. وتحاول إيران خلال الأشهر الأخيرة، توسيع تأثيرها على حماس. إنها توسع تأثيرها على الجهاد الإسلامي الفلسطيني ليس فقط في الجولان وإنما في غزة أيضا".
بالإمكان قول كل ذلك عن إيران ، ولكن إيران الآن بالإمكان ردعها ، ايا كانت قدراتها واختراقاتها ، خاصة وأنها بلد منهار من الداخل ، وصوتها أكبر من حقيقتها .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews