لماذا عاشت التركية ساريناي ساريكايا بطلة "مد وجزر" طفولة صعبة؟
جي بي سي نيوز-: تعيش الممثلة التركية الشابة ساريناي ساريكايا أحلى أيام حياتها بعد نجاح مسلسليها "ليلى"على مدار موسمين كاملين بدور ومسلسلها الجديد "مد وجزر". أصبحت اليوم إحدى أهم نجمات الصف الأوّل الأكثر شهرة وثراءً وجاذبية في تركيا. "سيدتي التركية" رصدت لكم هذه المقابلة معها:
كيف عشت طفولتك؟
بعد انفصال والدتي عن والدي رحلت معها وغادرنا معاً منزل والدي، وواجهنا صعوبات في الحياة، وغيّرنا الكثير من المنازل. فلم أشعر باستقرار كبير في بادئ الأمر، لكن الآن تغيّر الوضع، وأصبح أفضل بكثير من الأمس، واليوم عندما تعود ذاكرتي إلى الوراء يصدمني الفارق بين الأمس واليوم. لهذا، لا أحب أن أتذكّر تلك الأيام السيّئة التي مضت في طريقها وأصبحت ماضياً لا يفيدنا تذكّره بشيء، وأنا بالأصل لا أذكر الكثير من الأشياء عن تلك الفترة الماضية من حياتي.
أجمل ما أذكره قبل انفصال والديّ هو الحب الذي كان يجمع بينهما، وسعيهما الدائم لمحاولة إسعادي، وتعليمي القراءة والكتابة، فأمي امرأة رائعة، وأم حنونة للغاية، وكذلك والدي كان وما يزال رجلاً رائعاً ومحباً لوطنه ولأسرته ويفعل واجبه على أفضل وجه في سبيل ذلك.
ماذا كان يعمل والداك؟
كانت والدتي تعمل محاسبة، ثم توجّهت للعمل في العقارات في أنطاليا. بعدها انفصلت عن والدي وأنا صغيرة في السن، وتوجّهنا للعيش والعمل في اسطنبول، ومازلنا نعيش فيها لليوم.
صرّحت للإعلام في لقاء صحفي أنك حين كنت صغيرة كنت صاحبة روح بوهيمية قليلاً وعفوية ومتقلّبة المزاج لا تطيقين القيود، فكيف تعاطت والدتك معك في تلك الفترة؟
لقد نشأت وكبرت مع والدتي بسعادة، وربطتني بها علاقة حب وثيقة جداً، ففارق العمر بيني وبينها 20 عاماً فقط، وأنا صريحة معها طوال الوقت، ونتحدّث في كل شيء بصدق وبلا حدود ولا قيود، وهي مقيمة حالياً في منطقة جيهانغير، وأنا أحب هذه المنطقة جداً. ومازالت والدتي تعمل في مجال العقارات للآن، وهي واحدة من أكثر النساء اللواتي أعرفهنّ صدقاً وحرية في الحياة. فأنا معجبة بشخصية أمي للغاية. فهي امرأة قوية وصلبة، شقّت طريقها بمجهودها الذاتي دون أن تتلقّى مساعدة من أحد، وأنا أحاول أن أكون شجاعة وصلبة مثل والدتي، وقادرة مثلها على اتخاذ القرارات المصيرية وتحمّل مسؤوليتها. وأنا مثلها اتّخذت الكثير من القرارات الشجاعة في حياتي بثقة وبدون أدنى تردّد.
وكيف كانت فترة انتقالك من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة؟
طبيعية وعادية وجدية قليلاً، لكن مررت بصراعات داخلية كأي مراهقة تعيش في مدينة كبيرة لكنني كنت شديدة الثقة بوالدتي، وأستشيرها في كافّة مشاكلي، وأتقبّل غضبها عليّ حين أخطئ، فأنا فتاتها المفضّلة. وظلّت دائماً في حياتي ملجئي وملاذي الأمين وقت حاجتي لها.
عشت لفترة مشاعر مضطربة
كيف كان إحساسك بدون أب؟
أحزنني طبعاً عدم وجود والدي إلى جانبي دائماً في كافة مراحل حياتي، لكن كان يجب عليّ التأقلم نفسياً على العيش مع والدتي فقط، وعدم التوقّف طويلاً عند انفصال والدتي عنه. عشت لفترة مشاعر مضطربة في بداية انفصالهما، لكن الاثنين أحاطاني بحبهما وتفهّمهما لي، فعبرت أزمة انفصالهما بسلام، ولم يؤثّر هذا على حياتي بشكل سلبي باستثناء بعض مشاعر الأسف والحزن لرغبتي في البقاء معهما سوياً. وربما انفصالهما المبكر، ورؤيتي لوالدتي وهي تكافح بإرادة وعزيمة لتأمين حياة جيدة لنا جعلتني أنشأ على الاستقلالية، وتعلّمت منها كيفية السيطرة على نفسي ومشاعري ورغباتي، وأجيد التحكّم بها بطريقة عقلانية ومنطقية، وصرت فتاة مستقلّة، أعتمد على نفسي وغير اتكالية بوقت مبكر جداً.
كانت والدتك في سن العشرين عندما واجهت حياة صعبة غير عادلة، كيف استطاعت تجاوز هذه المرحلة كامرأة؟
كان الوضع صعباً جداً علينا، وواجهنا مشاكل مالية كبيرة، لكنها بقوّة إرادتها وصلابتها استطاعت تجاوز المحنة، ودارت عجلة العمل والكفاح حتى وصلنا إلى وضع آمن ومريح اقتصادياً ونفسياً. لقد شعرنا بوقت من الأوقات باليأس وبالضعف، لكن والدتي بقوة تحمّلها وصبرها واجتهادها، كانت امرأة مذهلة ورائعة ومثيرة للإعجاب لأنها أنقذتنا بكفاحها وصبرها من طريق مظلم ومجهول لا نعرف إلى أين كان سيقودنا، لكننا اليوم نتمتّع بقدر كبير من الراحة والأمان.
الرياضة كانت حياتي
ما الأشياء التي كانت مفضّلة لديك قبل احترافك التمثيل؟
أحببت جداً الرياضة، وكانت هي حياتي لفترة طويلة جداً. فمارست رياضة كرة الطائرة وكرة السلة لكنني توقّفت لأنني لم أكن طويلة القامة كما هو مطلوب حيث كان طولي يصل إلى حوالي المتر و85 سم فقط، بالإضافة إلى خوف والدتي عليّ من تعرّضي لأي إصابة خلال اللعب. ومارست بعدها رياضة التنس ثم أحببت الرقص اللاتيني المشهور بجزء من بلدي تركيا. ثم احترفت التمثيل بكل فخر وسعادة، ونجحت فيه بشكل مميّز، وبفضله حصلت على كل شيء تمنّيته.
هل تجدين نفسك امرأة مثيرة ورائعة الجمال أم بريئة؟
تجيب مبتسمة: أعتقد أنني كلتاهما معاً.
لو كان بإمكانك أن تغيّري شيئاً ما في نفسك، ماذا تختارين أن تغيّري في شخصيتك؟
أتمنى أن أكون أقل عرضة للكسر وأكثر قوّة، لكني مع الأسف سريعة الكسر والألم وطيّبة أكثر من اللازم.
متى تشعرين أنك سعيدة؟
لا أضيّع لحظة سعادة أبداً، وأستغلّ كل لحظة جميلة في حياتي.
ما هي زاويتك المفضّلة في منزلك؟ وهل تحرصين على التمتّع بحياتك حين لا يكون لديك عمل؟
أحب جداً شرب قهوة الصباح في شرفة منزلي وقراءة الكتب فيها بدون التفكير في أي شيء آخر سوى بموضوع الكتاب الذي يأخذني من نفسي حين أبدأ بقراءته. كما أحب جداً سماع الموسيقى الكلاسيكية والمغنية أديل.
هل هناك شيء تنتظمين في ممارسته دائماً حتى خلال ارتباطك بتصوير مسلسل تلفزيوني طويل؟
أنا لست صارمة ولا منظّمة إلى هذا الحدّ، وعفوية أحياناً في حياتي اليومية. فأمارس من فترة لأخرى السباحة والآيروبيكس واليوغا، وحين يشغلني شيء مهم أنسى ما حولي حتى تناول الطعام.
ماذا كشفت هذه النجمة التركية عن أسرار علاقتها بمهند؟
أحياناً أفكّر بترك كل شيء
هل من السهل عليك التعامل مع الرجال؟
لم أفكّر أبداً بهذا الأمر، أدع الأمور تسير بتلقائية كما هي.
كيف تصفين امرأة جميلة؟
المرأة الجميلة ليست المرأة التي تمتلك ملامح ونظرات جميلة فقط، بل التي تشعّ منها طاقة إيجابية، وهالة أكثر إشراقاً وبهجة في محيطها وحيث تتواجد.
هل أنت حريصة على نيل إعجاب الرجال بك؟
لا أعيش حالة قلق أن يعجب الرجال بي أو لا يعجبوا، لكنني قادرة على ملاحظة الإعجاب بعين الرجل من اللحظة الأولى.
هل تأتيك لحظة تشعرين خلالها أنك ترغبين بترك كل شيء حولك؟
نعم، تأتيني هذه اللحظة وتراودني من وقت لآخر، فأفكّر بترك كل شيء وأخذ إجازة طويلة في مكان لا يعرفني فيه أحد.
إلى أي حدّ أنت جميلة وقوية؟
الجمال نسبي، وجمال الروح والقلب أهم من جمال الشكل. وأنا بفضل ممارستي للرياضة مبكراً أتمتّع بطاقة إيجابية مشرقة حسبما يقول المقرّبون مني، ومُحبة للناس وسعيدة، ولديّ صفات عديدة جميلة أخذتها عن والدتي كطول القامة الذي يصل إلى
(1.85 سم)، والرقبة، وحبها للناس، وتميّزها لكونها على الدوام امرأة إيجابية ورقيقة لكنها في الوقت نفسه قوية وصلبة، تواجه المواقف الصعبة بصلابة.
ألم تنزعج والدتك من استقلاليتك المبكرة؟
لا، بل شجّعتني على المضي قدماً عبر مشاركتي قرار اختيار مدرستي ومن ثم جامعتي، والعمل المناسب لي، وكانت توضح لي ما لا أفهمه حتى أتّخذ القرار الصائب بمنأى عن تأثير وضغط أي أحد حتى هي شخصياً. وقبل اتخاذي أي قرار كانت والدتي تشاركني في تقييم الأمور، وهذا الأمر كان نقطة تحوّل هامة إيجابية في حياتي، فوالدتي هي معلّمتي الأولى في الحياة، وأوّل من زرعت في داخلي الإيمان والثقة والبصيرة. وأنا أشكر الله على نعمه جميعها، وأوّل هذه النعم وجود والدتي الرائعة إلى جانبي دائماً.
هل تجدين صعوبة في مشاهدة مسلسلك «مد وجزر»؟
أحب أن أشاهده وحدي، وشعرت بتوتر شديد خلال مشاهدتي حلقات موسمه الأول، ورصدي لردّ فعل المشاهدين على الحلقات في اليوم التالي لعرضها.
لا أحب أن أضع ماكياجاً زائداً
أنت الآن في مطلع العشرينيات من العمر، لكنك بدأت العمل في عرض الأزياء والتمثيل منذ 6 سنوات. أليست فترة طويلة نظراً لعمرك الصغير؟
سبق وقال لي ذلك أحد أصدقائي، انفصال والدي المبكر عن والدتي، ومغادرته لنا جعلاني أنضج نفسياً وفكرياً مبكراً، وتحمّل والدتي بوعي واقتدار مسؤولية وأعباء المنزل ونفقاته مبكراً جعلني أعرف مبكراً قيمة الاستقلالية والاعتماد على الذات، فلم أتردّد بالبحث عن طريقي المهني مبكراً. وفشلي في بعض الأعمال لم يحبطني بل خلق في داخلي حافزاً للاستمرار وتعويض فشلي السابق، ونجحت في مسعاي وكذلك في مسابقات الجمال ولاحقاً في عرض الأزياء والإعلانات ثم في مجال التمثيل الدرامي. وحقّقت أعمالي نسبة مشاهدة عالية في تركيا ودول كثيرة حول العالم. وأنا أظهر بأدواري أقرب إلى حقيقتي، ولا أحب أن أضع ماكياجاً زائداً لأدع لبشرتي فرصة التنفّس، ولأنطلق على سجيّتي بالتعبير عبر ملامح وجهي ونظرتي التي تحبّها الكاميرا كثيراً كما ردّد لي بعض المقرّبين مني.
هل تذكرين حبك الأوّل؟
أووه حبي الأول، نعم أذكره فقد كنت فرحة ومتحمّسة لحبي الأول خلال مرحلة الدراسة الابتدائية، فكتبت له رسالة، وكتب لي هو رسالة عبر بريده الإلكتروني.
وماذا بعد؟ ماذا تذكرين أيضاً من حكاية حبك؟ وماذا يعني الحب لك في الأمس واليوم؟
أول قصة حب لم تترك أي أثر يذكر في حياتي لأنها إحدى حكايات الطفولة البريئة الجميلة، والحب يبدأ بالتفكير به لأيام وأسابيع طويلة. هكذا كان الحب أيام زمان حيث كانت قصص الحب الأسطورية تصوّر كيف كان الناس يموتون في سبيل الحب، ومن أجل الحبيب أو الحبيبة، وأنا كنت أنظر للحب بواقعية. وأعترف بأنني وقعت في الحب لكنني لا أريد الوقوع تحت تأثيره، وأودّ لو أستطيع منع نفسي من الإحساس بما يسمّى الحب.
عشت قصة حب، فكيف لا تريدين الإحساس به مجدداً؟
أنا لا أعرف الحب حقاً، يمكن أن أحس بمشاعر الحب تجاه شخص ما، وأشعر أنه صار كل حياتي ثم أتعرّض للخداع والألم. اليوم أصبح كل شيء في حياتنا عابراً ومؤقتاً وقصيراً حتى الحب، هذا هو رأيي الشخصي مع احترامي للأشخاص والعشاق الذين يؤكّدون أنهم يعيشون في حالة حب دائماً، وحبهم مع نصفهم الآخر سيستمرّ ويدوم للأبد.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews