الإستخبارات : بوتين عرض على نتنياهو حماية حقول الغاز في المتوسط من حزب الله وإيران

جي بي سي نيوز - : ذكر ملف ديكفه الإثنين أن الرئيس الروسي بوتين اقترح قبل أسبوعين على رئيس الحكومة نتنياهو عبر الاتصالات التليفونية والرسل أن تأخذ روسيا على عاتقها حماية حقول الغاز الإسرائيلية في شرقي البحر المتوسط.

واقترح أيضا أن تستثمر روسيا في عملية تطوير أكبر بئر إسرائيلي "لفيتان" بمبلغ يتراوح بين 7-10 مليار دولار، وإتفاق على بناء خط غاز من إسرائيل إلى تركيا، مما يسمح لإسرائيل بتصدير الغاز إلى أوروبا. بيد أن بوتين لم يقل لنتنياهو كلمة واحدة عن نيته إرسال مشاة بحرية روس، وسلاح جو وأسطول إلى سورية، رغم أنه كان قد اتفق على ذلك مع طهران قبل شهر من ذلك – أي في نهاية تموز.

وتفيد مصادر الموقع المقرب من الإستخبارات الإسرائيلية ورصدته جي بي سي نيوز من القدس المحتلة : أن بوتين عرض الأمر على النحو التالي: حقل الغاز لفيتان يقع على حدود المياه الإقليمية اللبنانية. وبمقدور إيران وسورية وحزب الله مهاجمته، بوساطة وحدات كوماندوز بحرية، أو بالصواريخ، وقيام روسيا بالاستثمار في البئر ستحوله إلى مشروع روسي، ومن ثم فإن طهران وسورية وحزب الله لن يقوموا بمهاجمة هدف روسي حتى لو كان إسرائيليا في الأصل كي لا تخرب علاقاتها مع روسيا.

وذكر الموقع أن تدفق القوات الروسية على اللاذقية، وإعلان الأسطول الروسي عن المنطقة الواقعة شرقي البحر المتوسط بين طرطوس وقبرص منطقة مغلقة في وجه السفن والطائرات في تواريخ محددة – من 15 أيلول وحتى 7 تشريان الأول القادم- بسبب إطلاق السفن الروسية صواريخ موجهة، فإن أقوال بوتين لنتنياهو تأخذ منحى آخر مختلف تمام الاختلاف.

لقد بات واضحا أن اقتراحات الحماية التي قدمها بوتين لإسرائيل تعتمد على القوات الروسية التي سيتم إرسالها إلى المنطقة وليس على العلاقات القائمة بين موسكو وإيران وسورية وحزب الله.
وقد تحدث نتنياهو مع رئيس الحكومة الإيطالي متياو رنتسي حول ذلك في لقائهما في الثلاثين من الشهر الماضي. لقد طرحت المسألة الروسية نظرا للاهتمام المتواصل لرئيس الحكومة الإيطالية السابق برلسكوني بسوق النفط في الشرق الأوسط، وعلاقاته الوطيدة مع الرئيس الروسي بوتين. من الجدير بالذكر أن برلسكوني هو صديق شخصي أيضا لنتنياهو.

وذكر الموقع أن نتنياهو لم يعط الرئيس بوتين ردا واضحا فيما إذا كان على استعداد للتفكير في إدخال روسيا في الحماية لآبار الغاز الإسرائيلية، وبتصدير وبيع الغاز في الأسواق الدولية. لقد نبعت مخاوف نتنياهو على هذا الصعيد من أن لا توافق على هذه الحماية شركة نوبل أنرجي الأميركية والتي تمتلك 39.66% من أسهم حقل لفيتان، ولديها استثمارات كبيرة جدا أيضا في حقلي تنين، وتمار. كما أن الجدل الإسرائيلي الداخلي على مخطط الغاز، ومسلكية وزيري المالية كحلون والاقتصاد آرييه درعي الغريبة على هذا الصعيد كانت عوامل معرقلة لتقديم نتنياهو ردا واضحا إلى الرئيس بوتين. لكن في الأول من أيلول أدرك نتنياهو من خلال المعلومات التي بدأت تتدفق بشأن إرسال القوات الروسية إلى سورية الحقيقة، وهي أن ليس الوضع الإستراتيجي العسكري الإسرائيلي فقط الذي تغير في سورية والبحر المتوسط بصورة لم يسبق لها مثيل، بل لقد تغير الرد بشأن من وكم سيستثمر في تطوير آبار الغاز الإسرائيلية؟ ومن سيصدرها إلى الخارج؟
ويمكننا هنا الإشارة إلى النقاط الأربع التي غيرت مكانة إسرائيل الإستراتيجية:

1. عملت إسرائيل والجيش الإسرائيلي حتى الآن بناء على الافتراض الاستخباري القائل أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط في النهاية وبعد وقت قصير. أما الآن ومع قدوم القوات الروسية وحرس الثورة الإيراني إلى سورية، فقد بات واضحاً أن الأسد سيبقى في السلطة على الأقل خلال الفترة القريبة. وهذه الحقيقة تلزم إسرائيل والجيش الإسرائيلي بإجراء تغييرات جوهرية في سياستهم تجاه سورية، وبشكل خاص سياستهم تجاه ما يحدث في أوساط الثوار في جنوب سورية، والذين حالوا حتى الآن من الإيرانيين وحزب الله الوصول إلى خط الحدود بين سورية وإسرائيل. وتشير مصادر الموقع العسكرية إلى أن بالإمكان أن نرى في التغييرات التي طرأت في الأيام القليلة الماضية على موقف عدد من صانعي الإستراتيجية الإسرائيلية والذين بدأوا يدعون الآن للعمل من أجل إبقاء الأسد في السلطة، مدى الأهمية الحادة للتغيرات التي طرأت في الآونة الأخيرة على المنطقة.

2. المظلة الأرضية، والجوية والبحرية الروسية لا تقوم فقط على النظام السوري، بل أيضا على حزب الله، ويجب على إسرائيل أيضا أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار.

3. ستحد القوات الروسية من مقدرة العمل الإسرائيلية على مهاجمة أهداف إيران وحزب الله في سورية.

4. هناك خمسة مناح جديدة لمكانة وأمن حقول الغاز الإسرائيلية في شرقي البحر المتوسط :

أ‌- سلاح الجو والأسطول الروسيان هما القوة العسكرية الأقوى في شرقي البحر المتوسط، حيث لا يوجد للولايات المتحدة قوة في المنطقة تعادلها.

ب‌- الجيش الإسرائيلي أقوى، بيد أن أية جهة لا تفكر أو ترغب في الاصطدام عسكريا مع روسيا، رغم أن إسرائيل لم تتردد في ذلك قبل أربعين سنة، في سنوات الستينات والسبعينات.

ت‌- في الوضع الذي تسيطر فيه القوات الروسية على شرقي البحر المتوسط ، هناك فرص قليلة فقط من أن توافق أية شركة أو مستثمرون أجانب على استثمار مليارات الدولارات في تطوير حقول الغاز الإسرائيلية.

ث‌- اقترحت موسكو في الحادي عشر من أيلول على واشنطن التعاون بين القوات العسكرية الأميركية والروسية العاملة في سورية. وعلى ضوء هذا الاقتراح يمكننا أن نفترض أن بوتين سيكرر اقتراحه السابق القائل أن تتعاون روسيا وإسرائيل في حماية حقول الغاز الإسرائيلية.
ج‌- نظرا لأن أوراق بوتين باتت قوية جدا في سورية، يمكن بل ويجب أن نفترض أن شروطه السابقة لهذه الحماية ستتغير الآن وليس لمصلحة إسرائيل.

( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .

حقل لفيتان الإسرائيلي