فورين بوليسي: حزب الله يخوض أسوأ معارك تاريخه في القصير

جي بي سي – اعتبرت صحيفة "فوين بوليسي" أن حزب الله دفع ثمن تفوقه المحدود في الأيام الأولى فقط من معركة القصير السورية عشرات الجنازات التي خرجت تشيع جثامين قتلى الحزب بشكل علني، في خطوة مخالفة لعادة الحزب الذي يحيط عملياته العسكرية بغطاء سري.

وتشير الصحيفة إلى أن الصحافيين كان باستطاعتهم مشاهدة حزب الله ينقل قتلاه عبر الحدود السورية اللبنانية، ليروا العدد الهائل من القتلى والجرحى، والذي لا يتناسب أبداً مع الحزب اللبناني ذي "السمعة الأسطورية"، والتكتم والسرية. على حد قول الصحيفة.

وأكد التقرير أن حزب الله يقاتل هذه المرة في القصير السورية منافساً متفوقاً، فعلى الرغم من أن الحزب استطاع عزل المدينة عسكرياً منذ اليوم الأول – وهو الأمر الذي أقره قادة من الجيش الحر – إلّا أن الجيش الحر رفع شعار القتال حتى الموت في معركة أمضى عاماً كاملاً وهو يعد لها.

"وهذا السيناريو هو الأسوأ لحزب الله: حفنة من الرجال لا شيء يملكونه ليخسروه, سنة من التحضيرات , و قتال شوارع في أرض لهم الأفضلية فيها".

وقد بدا واضحاً من اليوم الثالث في معارك القصير أن الأخيرة لن تكون سهلة على حزب الله، وعلى غير العادة، فإن قادة الحزب أماطوا ستار السرية والكتمان، وأصبحت تحركاتهم وعملياتهم مكشوفة، وأوردت الصحيفة حادثة كمثال على ذلك تقول فيها إن أحد الصحافيين اتصل بقائد من حزب الله خلال الأيام الأولى من معارك القصير، ليسأله عن الأنباء التي ترددت حول سقوط 100 عنصر من حزب الله، ففوجئ بأن القائد يؤكد له ان القتلى "100 على الأقل"، وأضاف: " القتال معهم – يقصد المعارضة السورية – أصعب مما توقعنا، الأمور تسير ببطئ وبتكاليف أعلى، فهم تعلموا كثيراً و تحضروا جيداً للقتال , درسوا التكتيك الخاص بنا".