معدلات الاكتئاب تزيد عند النساء مقارنة بالرجال
جى بي سي - من المعروف أن هناك الكثير من حالات الاكتئاب التي لا يتم اكتشافها أو علاجها، إما نتيجة لأن المريض لا يطلب المساعدة، و إما لعدم قدرة الطبيب على تشخيص الحالة أو إعطائها العلاج المناسب، رغم أن معظم الحالات تستجيب للعلاج.
و من المؤكد أيضاً أن معدلات الاكتئاب تزيد في النساء عن الرجال بنسبة حوالي 2 إلى 1 و ذلك بشكل عام، كما أن الاضطرابات الاكتئابية كثيرة الحدوث، فقد يحدث الاكتئاب منفرداً أو قد يكون جزءاً من الهوس الاكتئابي (اضطراب يتميز بوجود فترات من الاكتئاب و فترات من زيادة النشاط، الفرح الزائد، الكلام الكثير… ).
و لاشك أن الإحساس بالحزن في بعض الأوقات شيء طبيعي عند كل الناس خصوصاً في أوقات الشدائد (الحزن الطبيعي) كما أن الأعراض الاكتئابية قد تكون موجودة في بعض المرضى الذين يعانون اضطرابات جسدية أو أمراضاً نفسية أخرى، و لكن الاضطرابات الاكتئابية تتميز بأعراض وعلامات معينة.
و تتفاوت الأعراض وحدتها من مريض إلى آخر، و ليس بالضرورة وجود كل الأعراض لتشخيص المرض، و لكن وجود عدد معين من الأعراض قد يكفي لتشخيص الحالة.
و هناك أعراض أساسية مثل:
1- المزاج الاكتئابي و الإحساس بالإحباط و الحزن (ضيقة الصدر، الطفش)، على الرغم من ذلك فقد لا يكون ذلك هو العارض الأساسي الذي يشكو منه المريض، و ربما يشكو من بعض الشكاوى الجسدية أو اضطراب النوم… إلخ.
2- فقدان المتعة في أداء أي شيء، خصوصاً النشاطات التي كان يستمتع بها الشخص في السابق، مع فقدان الرغبة في الأشياء والنشاطات اليومية مثل العمل.
3- الميل نحو الوحدة و الانعزال عن الأصدقاء و الأسرة و الانطواء.
4- فقدان الرغبة الجنسية أو قلتها بصورة ملحوظة.
5- فقدان الشهية للأكل و نقصان الوزن (وفي بعض الحالات زيادة الشهية للأكل وزيادة الوزن).
6- قلة النشاط و الإحساس بالإرهاق طول الوقت و التعب من أقل مجهود.
7- اضطرابات الدورة الشهرية (الطمث) لدى النساء.
8- اضطراب النوم: و قد يظهر في شكل الاستيقاظ مبكراً جداً في الساعات الأولى من الصباح، و عندما يكون الاكتئاب مصحوباً بقلق قد يتأخر المريض كثيراً في بداية النوم .
حوالي 75% من مرضى الاكتئاب يعانون مشكلات في النوم، و إما عدم النوم، وإما قلته، و إما كثرة النوم أو كثرة الأحلام منذ بداية النوم.
عند معاينة مريض الاكتئاب فقد يبدو عليه إهمال المظهر الخارجي و لا يهتم بنفسه، و يميل إلى البكاء، و الانطواء، تفادي النظر مباشرة في وجوه الآخرين، و الميل نحو النظر إلى الأرض (أسفل)، قلة الحركة، (وفي بعض الأحيان زيادتها) المزاج يكون مخيماً عليه الحزن والكآبة، و قد يكون مزاجه عصبياً سريع الانفعال، الكلام عادة يكون قليلاً و في الحالات الشديدة مفقوداً كلية، و يميل المريض إلى عدم بداية الحديث و يعطي إجابات متقطعة يتخللها فترات وقوف متكرر و بصوت خافت من غير تغير نغمة الصوت.
دراسات:
و تشير الدراسات التي عملت في الغرب إلى أن حوالي 60% من مرضى الاكتئاب لديهم أفكار انتحارية، و حوالي 15% يقومون فعلاً بالانتحار، إضافة إلى ذلك فإن أفكار مريض الاكتئاب قد تحتوي على أفكار وسواسية و أفكار مستمرة عن فقدان الأمل و فقدان قيمة الذات، الإحساس غير المبرر بالذنب لأفعال غير مهمة، أو لوم النفس على أشياء لم يرتكبها، التردد في اتخاذ القرارات و في الحالات الشديدة قد تكون هنالك أعراض ذهانية مثل الهلاوس، و الاعتقادات الخاطئة (الضلالات).
و لا تكون لدى المريض عادة القدرة على أخذ المبادرة في عمل أي شيء، و يعاني قلة التركيز و النسيان المتكرر، بطء التفكير، و قد يكون غير مدرك بما يعانيه نتيجة لإحساسه بعدم قيمته، أو نتيجة لتأثر قدراته الإدراكية.
هناك بعض العلامات التي يستدل بها الأطباء النفسيون على أن بعض مرضى الاكتئاب لديهم دافع قوي على الإقدام على الانتحار و من هذه العلامات أحساس المريض بالضيق الشديد و بأن صبره قد نفذ و لم يعد لدية القدرة على على الاحتمال، و هو في هذه الحالة يبدو مستسلماً و لا يرحب بمناقشة مشكلاته أو البحث عن حلول لها لأن الحل بالتخلص من الحياة يبدو أمامه و كأنة الخيار الوحيد و الأمثل في حين يغلق المرض أمامه أية حلول أخرى.
و قد يتسأل المريض عن أهمية الحياة وقيمتها و يذكر أنه لا سند له في هذه الدنيا و أن الحياة مظلمة و لا أمل في المستقبل، و يفسر علماء النفس الانتحار أنه نوع من العدوان الداخلي الذي يرتد إلى النفس بدلاً من الخروج إلى المحيطين لدى الشخص.
و رغم أن بعض الأشخاص يقدمون على الانتحار دون أن يعرف عنهم الإصابة بالاكتئاب قبل ذلك إلا أن الفحص و مرتجعة حالات الانتحار تؤكد أن نسبة كبيرة منهم يعانون من حالات الاكتئاب النفسي الشديد في الوقت الذي أقدموا على ارتكاب فعل الانتحار، و على العكس من الفكرة السائدة حول ارتباط الانتحار بحالات مصحوبة بالبطء الحركي الشديد و هبوط الإرادة قد تسبب عجز المريض عن الإقدام على تنفيذ الانتحار رغم أن الفكرة تدور في رأسه، و قد لاحظ الأطباء النفسيون أن الإقدام على الانتحار يحدث في هؤلاء المرضى بعد أن يتلقوا العلاج حيث يبدأ المريض في التحسن الحركي قبل أن تزول أغراض الاكتئاب في بداية الشفاء و هنا يمكن تنفيذ عملية الانتحار.
و في الحالات المبكرة من الاكتئاب قد يقوم المريض بإيذاء نفسه حين يلاحظ أن هناك تغير هائلاً قد أصابه و لم يعد يستطيع التحكم في حالته النفسية، و يقوم مرضى الاكتئاب بتنفيذ محاولات الانتحار عادة في ساعات الصباح الأولى و هو الوقت الذي تكون مشاعر الاكتئاب في قمتها، وقد لاحظت دوائر الشرطة في بعض الدول الاوروبيه أن حالات الانتحار تقع دائما في عطلة نهاية الأسبوع و في أيام الأعياد و تفسير ذلك هو أن إحساس الاكتئاب يزداد عمقاً لدى الكثير من الأشخاص في مثل هذه المناسبات التي يفترض أن تكون فرصة للبهجة و الاستمتاع بالحياة، و لوحظ أيضاً زيادة نسبة الانتحار تكون في المدن مقارنة بالمناطق الريفية و السبب هو انعدام الروابط الإنسانية في المدن المزدحمة مما يزيد من شعور الفرد بالعزلة رغم أنه وسط زحام من الناس.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews