ثبات أم تبدّل في الموقف الروسي تجاه بشار الأسد ؟
في الآونة الأخيرة ، نشب وعلى نطاق واسع ، جدل في الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية بشأن حدوث تحول في الموقف الروسي تجاه الأزمة في سورية من عدمه.
تشير المؤشرات إلى أن روسيا بدأت تدير ظهرها للنظام في سورية ، وفي موقفها الداعم لبشار الأسد .
ولعلَّ أبرز هذه المؤشرات التي تدفعنا إلى ترجيح مثل هذا الاعتقاد هي :
* تقارب في المواقف الروسية والأميركية تجاه ما يحدث في سورية، حيث كانت روسيا سابقاً ضد ما تقول إنه انتهاك من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لسيادة سورية من خلال شنه لعمليات عسكرية داخل الأراضي السورية ضد مواقع تنظيم " داعش ".. وكانت تدعو التحالف إلى التنسيق مع النظام ليكون شريكا في الحرب على الإرهاب.
أما مؤخراً ، فنشهد تراجعا في حدة اللهجة الروسية خلال تعليق الروس على التطورات الميدانية والحراك السياسي حول سورية والإقرار بمواصلة التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سورية والعراق.
* الاتصالات الروسية مع دول الخليج التي تطالب بضرورة رحيل الأسد عن السلطة، كخطوة أولى في سبيل الحل لإنهاء الأزمة ، حيث نلحظ تغيرا ظاهرا في العلاقات الروسية مع بلدان المنطقة وخصوصاً قطر والسعودية اللتين تقفان موقفاً ثابتاً تجاه عدم وجود دور لبشار الأسد في المرحلة القادمة، بعد فتور في العلاقات بين الطرفين منذ بدء الثورة السورية لغاية اجتماع الدوحة الذي ضم وزراء خارجية أمريكا والسعودية وروسيا .
* قناعة روسيا أنها تراهن على حصان خاسر ، وتبدى ذلك بالتدهور والضعف الذي يعاني منه النظام السوري بعد ٤ سنوات من الحرب ، حيث بات - برغم الدعم الروسي والإيراني له بالعتاد والسلاح والأفراد وحزب الله - لا يسيطر إلا على ٢٠٪ فقط من الأراضي السورية مما وضع روسيا في وضع صعب ، بسبب التكلفة الاقتصادية الكبيرة التي تتكبدها جراء " الهجران " العربي ، وخاصة في مجال التسليح والإستثمار ، بالإضافة إلى التكلفة السياسية نتيجة خسارتها لعلاقاتها مع الدول العربية، فكان لابد من وقفة تأمل واتخاذ التدابير والخطوات اللازمة لحفظ ماء وجهها .
* المؤتمرات التي نظمتها موسكو واللقاءات التي جمعتها مع أطراف من المعارضة السورية بما فيها الائتلاف السوري المعارض .
خلاف ذلك ، يرى البعض ثباتاً في الموقف الروسي ، وأن كل هذه الرهانات هي مجرد تأويلات لا أكثر .
لكن الثابت وبلا جدال ، أن موسكو لن تتخلى عن مصالحها في الشرق الأوسط ، وأنها غير معنية ببقاء الأسد من عدمه طالما أن ذلك لا يمس هذه المصالح ، أو الدور الروسي في المنطقة.
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews