الهلال رائع والنصر ضائع
لم يقتصر ابتهاج الهلاليين بالفوز بكأس السوبر في لندن على حساب النصر المنافس التقليدي، بل واكب ذلك مكاسب كثيرة ومهمة جدا يتقدمها المستوى الرائع كأول مباراة في الموسم الجديد، بقيادة المدرب اليوناني دونيس الذي أكد أنه مكسب للكرة السعودية بعد أن ختم الموسم الماضي بأغلى البطولات والتتويج بكأس خادم الحرمين الشريفين أمام غريمه التقليدي النصر، وزاد بنجاح المعسكر في النمسا من خلال أول المكاسب في سوبر لندن، وأهمها تقديم لاعبين جدد كالواعد محمد البريك كظهير أيمن حقيقي ببوادر طيبة تحل مشكلة أكثر من ثلاث سنوات دون التقليل من قيمة ياسر الشهراني اللاعب الجوكر الذي سيكون أهم أوراق المدرب في أي وقت، وهو الذي أكد تميزه في سوبر لندن كظهير أيسر حيوي والدليل ترشيح المحللين له كأفضل لاعب في المباراة وكان وراء الهدف الوحيد الذي سجله البرازيلي الجديد إدواردو. والأكيد أن الشهراني سيكون أقوى عوامل نجاح تكتيك دونيس للعب في الظهيرين وجميع مراكز الوسط، مع تميزه ظهيرا أيسر. وبالمناسبة انتقدت كل المدربين السابقين حول إصرارهم على إشراكه ظهيرا أيمن، وأن الأفضل للهلال البحث عن ظهير أيمن والاستفادة من الشهراني بشكل أفضل يسارا.
أما البريك فكاد أن يلحق بسابقيه الذين عانوا من ضعف منح الفرصة وتعزيز الثقة، وبعد انتهاء إعارته للرائد كان من حسن حظه وجود المدرب دونيس ثاقب النظرة ولا سيما أن المعسكر مفتاح مثل هذا العمل.
أيضا البرازيليان الجديدان إدواردو وألميدا ظهرا بصورة جيدة وإجادة ضرب المدافعين بمهارة والوصول للمرمى بسهولة، وهذا ليس تقييما نهائيا ولا قاطعا. أيضا خالد كعبي عاد بمهام إضافية وأدى دوره التكتيكي بإتقان. ورغم غياب عناصر خبيرة ومؤثرة ممن يعتمد عليهم تكتيكيا إلا أن دونيس أثبت شمولية عمله وتجاوب لاعبيه مع أكثر من طريقة ركيزتها الثلاثي الوسطي الدفاعي في التغطية والدعم والمراقبة وتحرير الظهيرين هجوميا، وهذا تأكيد أيضا لجودة العامل البدني وفوائد المعسكر في النمسا. وفي زاوية معاكسة، كان لافتا عدم قدرة عبدالعزيز الدوسري على استعادة وهجه، مواصلا مستواه الباهت العام الماضي بعد نزوله عوضا عن النجم الخبير المتجدد محمد الشلهوب.
وبشمولية فإن مكاسب السوبر الزرقاء تعزز من قيمة الفريق وشخصية المدرب لتحقيق الأهداف المرجوة بدعم قوي وتعامل احترافي من الإدارة بقيادة الأمير نواف بن سعد والمدير العام لكرة القدم فهد المفرج.
في المقابل، جاءت خسائر النصر معادلة لمكاسب الهلال، وأولها خسارة الكأس وعدم رد آخر دين، بمستوى غير مطمئن وضياع فني وتكتيكي وشحوب في أداء جل اللاعبين عدا ثلاثة. وهذا تأكيد لضعف المعسكر بدنيا وفنيا على الرغم من اللعب في طقس يساعد على الإبداع، مع الإشارة إلى أن مسؤولي الناديين يعرفان أنهما سيدشنان الموسم الجديد "سوبريا"، والمسؤولية أكبر على النصر بعد خسارة كأس الملك أمام الهلال.
وزاد في السلبيات عدم التعاقد مع لاعبين أجانب جدد، وتفاقم الأمر خلال النزال بعدم القدرة على العودة ولا مجاراة جمال الهلال، دون أن نغفل سنوح فرص ثمينة كانت كفيلة باستعادة الأنفاس. لكن الفريق النصراوي في المجمل كان باهتا وبعض لاعبيه متكاسلين وتاهوا أمام حيوية الهلاليين.
بقي أن أشير إلى أن غياب المشاغبين "الموقوفين" الذين أشرت إليهم في مقال سابق زاد في جمالية اللقاء وخلوه من شوائب التنافس.
(المصدر: الوطن السعودية 2015-08-15)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews