أسرار الحوار السري بين واشنطن وموسكو وطهران لإنقاذ الأسد
جي بي سي نيوز - : ذكر ملف ديفكه أن حوارا سريا يجري منذ شهر تقريبا في واشنطن، وموسكو، وطهران من أجل إنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد، وإبقائه في السلطة، وتشارك في هذه الاتصالات كل من موسكو، وواشنطن، ومسقط والرياض وطهران ودمشق. ويقوم بأعمال الوساطة بين كل هذه الجهات وزير الخارجية العماني خالد بن محمد العطية،وهو الرجل الذي أجرى في السنوات القليلة الماضية الاتصالات السرية المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي أفضت إلى التوقيع على الاتفاقية النووية.
وذكر الموقع الإستخباري ، والذي رصدته جي بي سي نيوز في القدس المحتلة : أن هذه الاتصالات تقوم على أساس تجميع قوى الولايات المتحدة، روسيا، إيران، السعودية ودول الخليج من أجل محاربة تنظيم الدولة بزعامة أبو بكر البغدادي في سورية أولا. لكن ونظرا لأن أية جهة لا تعتقد أن من الممكن تشكيل مثل هذا الاتحاد في القوى بين عشية وضحاها إزاء الخلافات الشديدة القائمة بين جميع الجهات المذكورة، فإن هناك نية لتجسيد ذلك عبر القيام بخطوة إثر الأخرى، على أن تتم الخطوة الأولى في سورية.
إن الفكرة المطروحة بالنسبة لسورية تبدو مذهلة في بساطتها،وخصوصا في أعقاب الحرب الدموية التي تدور رحاها منذ خمس سنوات في سورية، والتي قتل خلالها ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف مواطن، وتحول أكثر من عشرة ملايين سوري إلى لاجئين أو فقدوا منازلهم.
وبناء على الخطة ستكف السعودية ودول الخليج عن تقديم الدعم للمعارضة المسلحة ، شريطة أن يلتزم الأسد بعدم مهاجمتهم، وأن يوافق المسلحون السوريون على عدم مهاجمة جيش الأسد، ولا أية قوة عسكرية أخرى موجودة في سورية، مثل حزب الله.
وعلى خلفية الهدنة غير الرسمية المشار إليها، ستجري مفاوضات بين الأسد والمسلحين على مشاركتهم في الحكم في دمشق. ولن يسمح للمنظمات المتعاونة مع القاعدة بالمشاركة في هذه المحادثات، أي أن تنظيم الدولة ، وجبهة النصرة لن تشاركا في المحادثات إلا إذا أعلنت جبهة النصرة عن عدم انتمائها بعد ذلك للقاعدة.
ومقابل هذه الخطوة السعودية الخليجية ستوافق ايران على وقف الدعم العسكري للمتمردين الحوثيين في اليمن، ولا تزودهم بعد ذلك بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية التي تمكنهم من الصمود أمام الجيش السعودي والمصري والعربي . وسيعود الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي لجأ إلى السعودية، إلى صنعا، ويبدأ بمفاوضات مع عبد المالك الحوثي حول التعاون في إدارة السلطة في صنعاء. أي منح موافقة أميركية روسية سعودية لبقاء الرئيس الأسد على رأس السلطة في دمشق، مقابل موافقة إيرانية سعودية لإبقاء عبد ربه منصور هادي في السلطة في صنعاء.
وتفيد مصادر الموقع في الخليج أنه وبعد شهر من الاتصالات نصف السرية والتي شارك فيها عدد من زعماء الدول ووزراء الخارجية والدفاع خلال شهر تموز الماضي،والتي شارك في إحدى جلساتها رئيس المخابرات السوري الجنرال علي مملوك كادت هذه الخطة أن تصل إلى ذروتها، حيث وصل في الثالث من الشهر الحالي إلى العاصمة القطرية جميع وزراء خارجية الدول الخليجية ، ووزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا جين كيري وسرجي لافروف. وقد كان وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف على اطلاع على الأحداث، حيث قام بزيارة موسكو قبل الاجتماع وبعده،وكذلك وزير الخارجية السوري وليد معلم الذي توجه إلى طهران في الأسبوع الماضي ثم لموسكو. وعندما أصبح كل شيء جاهزا لإجمال الاتفاقية قامت السعودية بتخريبها. فقد أذهل وزير الخارجية السعودي عادل الجوبير جميع الحاضرين في الدوحة عندما أعلن أمرين:
1- السعودية لا توافق على بقاء الأسد في السلطة في دمشق.
2- أن السعودية تعلن أنها لن تجتمع أو تتحاور مع أي ممثل عن نظام الأسد.
وتفيد مصادر الموقع أن الخطة كلها انهارت إزاء الإعلان السعودي، بل انهارت أيضا خطوات أخرى فرعية كان يجب أن تنفذ على أرض الواقع، ومن ضمنها:
أ- القوات السعودية الإماراتية والقوات اليمنية التي تم تدريبها على أيديهم ستواصل تقدمها باتجاه العاصمة اليمنية، بينما تتراجع القوات الحوثية بدون أن يتم التفاوض حول إشراكها في السلطة.
ب- المسلحون السوريون الذين اعتقدوا أنهم باتوا يدركون إلى أين تهب الرياح، وأرسلوا وفدا سريا إلى طهران من أجل إجمال شروط التفاوض مع الأسد، بقوا في حالة ضبابية تامة ولا يعرفون فيما إذا كان لهم مكان في أية اتفاقية بين واشنطن والسعودية وموسكو وطهران.
الأمر الآآن ضبابي ، والأيام القادمة ستكشف حقيقة المواقف .
( المصدر: جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews