الهوكى واحتفالات القناة الجديدة

تحول الاحتفال الضخم والأنيق الذى نظمته مصر، أمس الأول، وافتتحت به قناتها الجديدة إلى دعوة شديدة الجاذبية والإقناع لإعلان الحرب على الاتحاد الأفريقى للهوكى..

فقد خرج هانى حمودة ، رئيس الاتحاد المصرى للهوكى، يتهم الاتحاد الأفريقى بأنه ضد مصر ويعاديها دون أى مبرر.. ودعانا هانى حمودة، عقب حفل افتتاح القناة الجديدة، للسخرية من الاتحاد الأفريقى للهوكى، الذى قرر فجأة سحب بطولة الأمم الأفريقية من مصر وإسناد تنظيمها لجنوب أفريقيا، بدعوى عدم الاستقرار والاضطراب الأمنى فى مصر.. وبالطبع لابد أن نسخر كلنا من هذا الاتحاد وهو يعلن ذلك، بعد حفل نظمته مصر على ضفاف قناتيها وحضره ضيوف كبار من مختلف أنحاء العالم.. وقد كنت على استعداد لمجاراة هانى حمودة وتصديق كل ما قاله عن الاتحاد الأفريقى للهوكى..

إلا أننى قررت ممارسة التفكير والتساؤل أولاً.. فرئيس الاتحاد الأفريقى للهوكى هو أيضا مواطن مصرى اسمه سعيد حامد.. مواطن عادى يحب مصر ولا ينتمى لجماعة الإخوان ومثل كل أعضائها يكره مصر ويزعجه ويؤلمه أى نجاح لها أو انتصار.. مواطن عادى لا يرفض السيسى رئيسا وقائدا ولا يدعو لأى ثورة ضد أى حلم أو خير لمصر.. كما أن سعيد حامد رجل عاقل وناضج وناجح.. فكيف يمكن له، خاصة بعد احتفالات أمس الأول أو حتى قبلها، أن يقرر كرئيس للاتحاد الأفريقى سحب بطولة مهمة من مصر هى المؤهلة لدورة ريو دى جانيرو الأوليمبية، بدعوى أن مصر ليست آمنة أو مستقرة.. ثم اكتشفت أيضا أن الاتحاد الأفريقى قرر سحب البطولة من مصر، لخلافات حادة داخل مجلس إدارة الاتحاد المصرى، وعدم إتمام ترتيبات استضافة البطولة، التى من المفترض أن تقام فى أكتوبر، ولم يجر تشكيل لجنة منظمة، ولم يتم ترتيب إقامة المنتخبات المشاركة.. وأعلن سعيد حامد أنه كمصرى يرأس الاتحاد الأفريقى حاول إبقاء البطولة فى مصر، إلا أن تجاهل الاتحاد المصرى لكل شروط ومطالب الاستضافة والتنظيم أجبر الاتحاد الأفريقى على هذا القرار..

وهكذا يتضح لنا أننا أمام أزمة رياضية لا علاقة لها بمصر وأمانها أو قناة السويس الجديدة واحتفالاتها.. أزمة تستحق بالتأكيد وتستدعى تدخل هشام حطب كرئيس للجنة الأوليمبية المصرية، والذى بإمكانه الاجتماع بهانى حمودة وسعيد حامد فى أسرع وقت ممكن وتقديم كل الضمانات اللازمة للاتحاد الأفريقى للهوكى، وخطاب رسمى من إبراهيم محلب، رئيس الحكومة المصرية..

فالأمر يستحق تلك المحاولة وكل هذا الجهد، لأن البطولة كان من المفترض أن تُقام أصلا فى ملاعب هيئة قناة السويس بالإسماعيلية، وكانت ستصبح أول بطولة رسمية فى الإسماعيلية وهيئة القناة، بعد احتفالات وأفراح أمس الأول.. وبهذه المناسبة أخشى استغلال أفراح واحتفالات أمس الأول ليجرى كثيرون إلى خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، يطلبون منه المال لتنظيم بطولات ودية ووهمية، بدعوى أنها استثمار لنجاح مصر فى حفر القناة الجديدة والاحتفال الذى أقيم وشارك فيه كثيرون من العالم حولنا.. وأرجو ألا يستجيب خالد عبدالعزيز لضغوط هؤلاء وأكاذيبهم، فلا القناة تحتاج إليهم ولا مصر أيضا.

(المصدر: المصري اليوم 2015-08-08)