عندما تصل ثرثرات الآباء وأصدقائهم إلى مسامع الأبناء.. ماذا يحصل؟
جي بي سي نيوز-: لا تمر كل المواقف على الأطفال الذين يقاربون مرحلة المراهقة، مرور الكرام؛ لأنهم كقطعة الإسفنج لديهم القدرة على امتصاص كل ما يسمعونه أو يرونه أمامهم، الخطورة حين يجلس الأطفال مع ضيوف الأب، بعد أن ثبت أن للرجال أحاديثهم التي يغوصون فيها ربما أكثر من النساء، ويتشرّبون بعض المواقف والكلمات التي لا تناسب سنهم، حول هذه المواقف، ومدى الإحراج الذي يتعرض له الكبار رصدنا ردود أفعال آباء مشاهير من الوطن العربي.
تذكر عضو مجلس الشورى السعودي الأسبق الدكتور محمد آل زلفة سنوات طفولته، أيام حالة الانضباط الكبيرة حين كان أي فرد يوجه الطفل إذا أخطأ، ولا يغضب الآباء من توجيه أي انتقاد لأبنائهم أو بناتهم من كبار القرية. بعكس هذه الأيام حيث لا تقدر أن توجه أي لوم؛ لأنّ هذا قد يغضب الآباء والأمهات.
وعما إذا تعرض لموقف حضر فيه الأطفال جلسات الكبار، وما رد فعله تجاه هذا الموقف قال آل زلفة دون أن يحدد الموقف: «الأمر لا يخلو من حدوث هذا الأمر، وقد روى لي أبنائي وأحفادي مثل هذه المواقف، وكانت نصيحتي أن يكون رد الفعل مريحًا من دون غضب؛ حتى يفهم الأبناء حقيقة الحادثة التي أوقعتهم في حرج مع الآخرين».
دفع فواتير!
أما الشاعر الأردني إسلام سمحان فقد أضحكه مجرد سؤاله عن موقف سمعه ابنه «ورد» الذي لا يتجاوز الـ6 سنوات، حيث اصطحبه مرة معه إلى سهرة مع أصدقائه وتابع: «فهم أن أحد أصدقائي تجرأ وقبّل امرأة في سيارته، ولم تستأْ منه إطلاقاً؛ ما يؤكد له أنها معجبة به جداً. ولما عدنا إلى المنزل لم ينم قبل مفاتحة أمه بما سمع، وقال لها بالحرف الواحد: صديق أبي فلان باس صديقته في فمها بالسيارة»! يومها طلبت أم الصبي عدم اصطحاب ابنها إلى جلسات الأصدقاء خوفاً عليه من اعترافاتهم الجريئة.
يتابع الشاعر إسلام: «ومرة أخرى أحرجني مع والدته عندما اصطحبته معي لحضور أمسية شعرية مع صديقات مثقفات رافقنني طوال السهرة، وفي الصباح أيقظتني زوجتي وهي مكشرة تسألني: من البنات اللواتي قبلنك أمس بحرارة وقبلتهن أنت أيضاً؟ وكنت تتحدث معهن بحميمية ودفعت فاتورتهن من طلبات القهوة والشاي؟ فصرخت غاضباً: ورد؟ فجاءني خائفاً وتوارى خلف أمه، فضحكت وحضنته قائلاً: طالع لسانك طويل مثلي عندما كنت في عمرك».
فيلم إباحي
ذات مرة كان في ضيافة المخرج الدكتور السعودي فهد غزولي، مجموعة من الأصحاب، يشاهدون فيلماً مرعباً، وكانت اللقطة على مشهد رومانسي، فدخل ابنه وشاهدها، فتوقع أنهم يتابعون فيلماً إباحياً، فوضع الشاي وخرج من المجلس، يستدرك غزولي: «يبدو أنَّه أخبر أمه بما شاهده؛ لأنه عاد وأخبرني بأنَّ والدته تريدني، وعندما ذهبت إليها في الغرفة المجاورة وجدت وجهها مكفهراً وعبوساً؛ لتخبرني بأنَّ ابننا قال لها إنَّ والدي وأصحابه يشاهدون فيلم «قلة أدب»، فضحكت وأخبرتها بالحقيقة وأن صديقي أغلق التلفاز خشية أن يصدم ولدي بمشهد الرعب الذي يعقب القُبلة».
البنت والولد!
أما الفنان الدكتور هيثم شاولي (طبيب الأمراض الجلدية والتناسلية)، فلا يرى حرجاً في أن يكون ابنه موجوداً يستمع لأحاديثه الطبية ليستفيد معرفة، ويضيف: «ما طرحه ابني عليّ، كيف يخرج الطفل من بطن أمه؟ أو ما هو الفرق بين الولد والبنت؟ وغيره من مثل هذه الأسئلة، ودوري تبسيط المعلومة حسب مستوى استيعابه.
ووافقه الفنان السعودي تركي اليوسف؛ لأن الطفل الآن يستطيع أن يحصل على إجابة لأي سؤال يخطر على باله من خلال الإنترنت أو التلفزيون، أو الـ«آي باد» أو حتى الـ«بلاك بيري»، فهذه أجهزة دخلت حديثاً إلى عالمهم، ومنها يستطيعون معرفة كل شيء.
التحليل النفسي
تحدد الدكتورة نادية نصير استشارية نفسية وتربوية أسرية من السعودية بعض الشروط الواجب مراعاتها في اختيار المجلس، الذي يمكن للأطفال الوجود فيه:
1- أن يستفيد منه الطفل؛ لتعويده على المسؤوليَّة أو لإزالة خجله.
2- عدم الضغط على الطفل للحضور دون إرادته، لا نجبره على الجلوس لوقت يتجاوز ثلاث ساعات فيرتبط المجلس في ذهنه بالتعذيب النفسي.
3 - يجب أن يتماشى ما يسمعه مع مدركاته العقليَّة. فهذه الطريقة تجعله أكثر استعداداً للتعلم.
4- أن لا يقل عمره عن سبع سنوات؛ حتى يستوعب ما يقال أو ما عليه القيام به من أعمال.
5- إقناع الطفل بالحضور يعطيه نوعاً من الثِّقة بالنفس ويدخل السرور إلى قلبه، خصوصاً عند تعزيزه بكلمات التشجيع وإعطائه الهدايا الرمزيَّة.
6 - إجراء حوار جانبي معه لنعرف مدى استفادته، ولنوضح المواقف السلبيَّة له وننصحه بتجنبها في المستقبل.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews